حذر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، من التورط في مواقف تعيد لبنان ساحة عسكرية لصالح دول أجنبية، وأتى كلام الراعي بعد يوم من كلام لزعيم ميليشيا حزب الله هدد فيه إسرائيل متجاوزا الدولة اللبنانية في قضية ترسيم الحدود البحرية.
وأكد البطريرك الراعي في كلمة له أمس، أن «لبنان نشأ ليكون مثال الوطن السيد الحر الحيادي ورمز المساواة والشراكة بين جميع مواطنيه على أساس الدستور والميثاق».
وقال الراعي: «المسؤولون والسياسيون عندنا في لبنان يدركون قيمة هذا الوطن وفرادته التي نجدها في الدستور والميثاق الوطني (1943) ومبادئ اتفاق الطائف. إن المحافظة عليه، وعلى مثاليته ورسالته في الشرق والعالم تقتضي وعيا وتربية وولاء لدى جميع الفئات اللبنانية، وخاصة الذين يتولون خدمة الشأن العام. فما شريعة العيش المشترك سوى ممارسة هذه الأخوة أفقيا».
وذكر الراعي أن لبنان نشأ ليكون مثال الوطن السيد الحر الحيادي تجاه محيطه والعالم، ورمز المساواة والشراكة بين جميع مواطنيه على أساس الدستور والميثاق.
وقال متابعا: لقد أردنا لبنان دولة ديمقراطية قوية ومنيعة بمؤسساتها وشعبها وجيشها وقضائها النزيه وعلاقاتها العربية والدولية السليمة. وكادت أن تنجح هذه التجربة لولا تعدد الولاءات والانقسامات التي أدت إلى تدخلات عسكرية في بلادنا من كل صوب.
وختم الراعي بالقول: فيما نجحت الجماعات اللبنانية، وإن متفرقة، في مقاومة المحتلين ودفعهم إلى الانسحاب بين سنوات 1982 و2000 و2005، حري بنا جميعا أن نحافظ على إنجازات التحرير المتلاحقة، فلا نتورط مجددا في مواقف من شأنها أن تعيد لبنان ساحة عسكرية لصالح دول أجنبية.
وفي ملف مفاوضات ترسيم الحدود، قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس، إن الولايات المتحدة سترسل مبعوثا إلى لبنان لمناقشة أزمة الطاقة في البلاد، وتأكيد أمل واشنطن في أن تتمكن بيروت وإسرائيل من التوصل إلى قرار بشأن ترسيم حدودهما البحرية.
وأضافت وزارة الخارجية في بيان، أن عاموس هوشستين، كبير مستشاري وزارة الخارجية لأمن الطاقة، سيزور لبنان يومي 13 و14 يونيو، وبدأت واشنطن التوسط في محادثات غير مباشرة بشأن الحدود البحرية المتنازع عليها بين إسرائيل ولبنان في عام 2020.
وقال البيان إن «الإدارة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للطرفين، للتوصل إلى قرار نهائي من شأنه أن يؤدي إلى قدر أكبر من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل والمنطقة».
