«لا اكترث للربح ولكن همي ينحصر في أن يأكل كل من يأتي إليّ وألا ينام أحد جائعاً خاصة الطلاب»، هكذا أبتدر فوال مدينة ود مدني وسط السودان أحمد سعيد حديثه لـ «التغيير».
التغيير ـــ عبدالله برير
أحمد سعيد قلة أحد الوجوه المشرقة في مدينة مدني حاضرة ولاية الجزيرة السودان ، إذ يعتبر الرجل من القلائل الذين يتقنون مهنة (الفوال) بالإضافة إلى أسعاره الزهيدة وتعامله الجيد مع الزبائن.
أحمد قلة ينحدر من ولاية شمال كردفان غربي البلاد بدأ مهنته في ثمانينيات القرن الماضي.
يقول أحمد «في البدايات عملت صبيا مع المعلمين الكبار في المهنة ورويدا رويدا دخلت مع شريك يُدعى معروف وبعد أن تشربت أسرار العمل اتجهت لإنشاء مطعم خاص بي» .
أسعار زهيدة
ويشتهر أحمد سعيد بأسعاره الزهيدة حيث يمكن أن تجد عنده وجبة فول بمئتي جنيه سوداني فقط «أقل من نصف دولار امريكي» في وقت يباع فيه «طلب الفول» في المحلات الأخرى بخمسمئة جنيه على أقل تقدير.
ويتميز قلة بـ «سندويتشات الطعمية» التي يكون سعرها في متناول الجميع حيث يبيع الواحد منها بمئة جنيه .
وفي هذا الصدد يقول قلة «هذه الأسعار تراعي للطلاب الذين تكون ظروف أسرهم المادية صعبة وهؤلاء يجب أن نساعدهم ليكملوا تعليمهم».
أحمد سعيد حاول أن يورث المهنة لأبنائه، لكنه قال : «نجلي سعيد على وشك أن يكون معلما كبيراً أما مساعد فحاولت معه أن يعمل معي ولكنه لا يحبذ هذه المهنة للمستقبل وكان يأتي لمساعدتي فقط والآن اتجه لمجال آخر ».
ويواصل أحمد : «لدي بنات أيضا في المراحل الدراسية المختلفة حتى الجامعة».
الربح ليس ضروريا
ويرى أحمد سعيد أن الربح ليس ضروريا في مهنته حيث يقول : «ليس شرطا أن أربح كثيرا، طالما هذا العمل يكفيني وأبنائي شر السؤال فهذه نعمة» .
ويؤكد أن بيع الفول لا يدر دخلا كبيرا نسبة لأسعاره العالية ، ويشير إلى أن أسعار المعقولة لا تساهم فى التكسب منه وقال لذلك اعتمد على «الفتة والسلطات والطعمية التي توازن الأمور كلها» .
الزبائن في حي حبيب الله بود مدني يتقاطرون صباحا ومساء على محل «قلة» وخلال ساعتين أو ثلاثة يكون قد أنهى ما أعده لهم .
والملاحظ أن بعض الزبائن لا يدفع عاجلا، بل يؤجل ذلك ريثما يجد المال.
يقول سعيد: «من لا يدفع اليوم سيأتي بالمال غداً، و اعتدت مع الزبائن على هذا الأمر».
احمد سعيد خلد اسمه بأحرف من «كرم» في ود مدني وفاق محلات الفول الشهيرة بمدني على غرار «فوال كشك العريق وأبو ظريفة» متفوقا عليهم بالسعر المعقول والكرم الجميل.
