“لا أعلم ماذا ينتظر الجمهور المغربي، نحن غير مرشحون للمرور عن مجموعتنا الأصعب في المونديال..” كلمات وغيرها اختارها مدرب المنتخب المغربي، وحيد خليلوزيتش، بعناية من قاموسه، ووجها في آخر رسائله إلى الجماهير قبل تجدد اللقاء بينهما، إن كُتب له التجدد..
تصريح وحيد، عقب فوز المنتخب المغربي على نظيره الليبيري، أمس الإثنين، الذي حسم به بشكل نسبي حضوره في نهائيات كأس إفريقيا 2023 بساحل العاج. لكن نتيجة الفوز بهدفين لا تعكس الأداء الباهت والمخيب للآمال، المقدم في هذه المباراة والتي تعد امتدادا في الزمن طيلة ثلاث سنوات من عمر خليلوزيتش على رأس العارضة التقنية لأسود الأطلس.
ما يقوله مدرب المنتخب بأن على الجماهير تشجيع العناصر الوطنية والتفاؤل في قادم المواعيد، هو تأكيد مبطن أو همس في آذان الجميع “أنني باق وكأس العالم الذي غُيبت عنه في مناسبتين، لا يمكن أن أغيب عنه مرة ثالثة، ولو تطلب ذلك التنازل والزّج بلاعبي البطولة الاحترافية الذين قلت عنهم سابقا إنهم يلعبون رياضة أخرى غير كرة القدم، حتى أنه يمكنني وضع” القطن “في أذني وصدّ صفير الجماهير عني وضجيج مطالب رحيلي”.
نكسة في كأس إفريقيا الماضية، وتفكك خططي على مدار سنوات إشرافه على المنتخب، ومعالم منتخب متجانس غائبة، وتصريحات طائشة..أسباب من بين أخرى لم تشفع للرجل بالرحيل، إذ يبدو أن مقامه مايزال محفوظا رغم حدة الانتقادات التي تواجهه من طرف الجماهير، إلا أن رئيس الجامعة الملكية المغربية، فوزي لقجع، المكلف بالمناسبة برئاسة لجنة المنتخبات، يواصل التمسك به لأسباب يعلمها وحده فقط.
استمرار وحيد في المنتخب يعني، وفق متابعين، جرّ ذيول الخيبة مرة أخرى، خاصة في أكبر محفل رياضي عالمي..تخوف عبّر عنه كذلك عميد المنتخب غانم سايس، من أن الوضع لا يبعث على التفاؤل..كلها مسببات لنتيجة واحدة تساءل بخصوصها جدوى رغبة الجامعة في الحفاظ على وحدة المنتخب واستقراره وعلى علاقته مع الجماهير التي أرسلت في كثير من المناسبات إشارات واضحة لا لبس فيها لفوزي لقجع والمدرب، بدء من مباراة الكونغو الديمقراطية المؤهلة لكأس العالم، أو للقاء الودي أمام الولايات المتحدة الأمريكية ومبارتي جنوب افريقيا وليبيريا.
وتنتظر غالبية الجماهير إحداث التغيير داخل المنتخب المغربي، ومنح الفرصة أمام المدربين المغاربة الذين أبانوا عن علو كعبهم على غرار الحسين عموتة ووليد الركراكي، وإبعاد خليلوزيتش الذي يتجه إلى التمسك بكل الخيوط الممكنة للعب كأس العالم.
