قطوعات الكهرباء تهدد بتدني نتائج طلاب الشهادة السودانية


بعد عام دراسي غير مستقر، عانى فيه الطلاب من عدة إغلاقات، ومن الظروف الاقتصادية القاسية التي فرضها انقلاب 25 أكتوبر العام الماضي؛ انطلقت امتحانات الشهادة السودانية للعام 2022، تحت وطأة الاقتصاد، وقطوعات الكهرباء التي تجبر التلامذة أحياناً على استذكار دروسهم تحت أضواء أعمدة الإنارة في الشارع.

التغيير: سارة تاج السر

مع استمرار القطوعات المتكررة للكهرباء، لأكثر من 7 ساعات ترتفع أحيانا إلى 10 ساعات على مدار اليوم، اضطر جمال عبد الله محمد نور، لشراء مصباح يدوي يشحن بالطاقة الشمسية يتراوح سعره ما بين 25-30 ألف جنيه، حتى يتمكن ابنه طالب الشهادة السودانية من مراجعة دروسه خلال ساعات المساء قبل دخول الامتحان.

بدائل أخرى

غير أن ضيق سعة اليد تجبر تلاميذ آخرون على استكمال مقرراتهم على ضوء فوانيس الجاز والشموع والبطاريات وتحت أعمدة إنارة الشوارع، حيث يجلس لامتحانات هذا العام أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة، في ظل أزمة متكررة بفعل تهالك ماكينات التوليد الحراري وخروج بعضها عن الخدمة وحاجة محطات أخرى لصيانة بملايين الدولارات ونقص وقود التشغيل.

غلاء

وتزامنا مع القطوعات الطويلة ارتفعت أسعار المولدات الكهربائية ما بين 115 ألف جنيه إلى مليار ومائة جنيه، بينما قفزت أسعار ألواح الطاقة الشمسية بين 230 ألف جنيه، إلى مليار و320 مليون جنيه، تعمل على تشغيل الإنارة والمكيفات والمراوح والشاشات والثلاجات حسب طاقة كل جهاز.

أعمدة الإنارة وأضواء المصابيح

حدثنا محمد نور، وهو أحد سكان امتداد ناصر مربع (5) جنوب بأن امتحانات الشهادة السودانية لم تخفف من حدة القطوعات وأشار إلى أن البرمجة الصباحية تبدأ من السادسة صباحا إلى السادسة مساء، وفي اليوم الثاني يتوقف الإمداد من السادسة مساء ولا يعود إلا عند الحادية عشرة ليلا.

مسؤول بالكهرباء: الشبكة تعمل حالياً بالتوليد المتاح الذي لا يتجاوز 2400  ميقاواط حتى بعد عودة محطتي بري وأم دباكر للخدمة قبل 4 أيام

وقال في حديثه  لـ«التغيير» إن زوجته المعلمة تبذل جهداً مقدراً في استغلال ساعات النهار في المذاكرة مع أبنهما قبل حلول المساء، لكنها تصطدم بارتفاع درجة الحرارة في وقت يحتاج الطالب إلى أجواء ملائمة للدراسة.

وقبل بداية الامتحانات التي انطلقت السبت الماضي وتستمر حتى 23 يونيو من هذا الشهر، اشتري محمد نور لمبة كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية بقيمة تتراوح ما بين 25 إلى 30 ألف جنيه، وتوفر طاقة تصل إلى 3 ساعات.

وبدأ مألوفاً حسب محمد نور، مشهد لجوء أبناء الحي في البرمجة المسائية إلى الشوارع للدراسة تحت أعمدة الإنارة.

عجز متواصل

ويعاني السودان من مشاكل في توفير الطاقة منذ عهد المخلوع عمرالبشير (يونيو 1989 – أبريل 2019) حيث تبلغ الطاقة الكلية التي تحتاجها البلاد سنوياً نحو 20 ألف ميقاواط/ الساعة، أما العجز فيصل إلى 1300 ميقاواط/ الساعة، ويبلغ الاستيراد من الربط الأثيوبي 5% أي ما يعادل 1000 ميقاواط و2.5% من الربط المصري بواقع 500 ميقاواط فيما لا يتجاوز إنتاج محطات التوليد المائي 50٪ المتمثلة في سدود مروي الذي تبلغ طاقته الإنتاجية من الكهرباء نحو 1250 ميقاواط/ الساعة، وستيتة 360 ميقاواط/ الساعة، الدمازين 1270 ميقاواط/ الساعة.

تتزامن الامتحانات مع انخفاض وارد مياه النيل، زيادة الأحمال، ارتفاع درجة الحرارة، تعطل بعض الماكينات

خفض مستوى التركيز

وأقر المدير التنفيذي السابق بوزارة التربية والتعليم، عضو لجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر، بأن انقطاع التيار الكهربائي أثناء الامتحانات، يلقي بظلال سالبة على أداء التلاميذ ومستوي تركيزهم وتحصيلهم الأكاديمي خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.

وأشار إلى أنه رغم تصريحات مسؤولي الكهرباء بتوفير الإمداد على الأقل خلال فترة الامتحانات، إلا أن هناك برمجة شبه منتظمة في القطوعات.

وشدد الباقر في إفادة  لـ«التغيير» على ضرورة مراعاة ظروف الطلاب الممتحنين والعمل على تحقيق إمداد مستقر خلال الامتحانات.

تقلص التوليد وتعطل الماكينات

غير أن النقطة اللافتة للنظر تتمثل في استقرار التيار نسبياً خلال امتحانات شهادة الأساس ولاية الخرطوم التي جرت في مايو الماضي، لكن بالمقابل استمرت برمجة الإطفاء أثناء امتحانات الشهادة الثانوية.

لجنة المعلمين السودانيين: القطوعات تنعكس سلباً على أداء الطلاب والعملية التعليمية

وطبقاً لمدير البرمجيات بمركز التحكم القومي في الشركة السودانية لنقل الكهرباء المهندس محمد مختار بابكر، فإن عدة عوامل ساهمت في استمرار القطوعات أثناء امتحانات الشهادة الثانوية، أبرزها تقلص التوليد من 2600 ميقاواط إلى ما بين 2200_2400 ميقاواط، تعطل عدد من الماكينات وحاجة بعضها للصيانة مع ارتفاع درجات الحرارة وتشغيل أخرى بأقل من طاقتها القصوى، إضافة إلى انخفاض وارد مياه النيل، وزيادة الأحمال، وارتفاع درجة الحرارة.

وأكد بابكر  لـ«التغيير» أن الشبكة تعمل حاليا بالتوليد المتاح الذي لا يتجاوز 2400  ميقاواط حتى بعد عودة محطتي بري وأم دباكر للخدمة قبل 4 أيام.

وقال: نأمل في توفير تيار مستقر للطلاب رغم ما نواجه من أزمات.

تاريخ الخبر: 2022-06-14 15:24:44
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية