تعتبر قصة مغامرة كعكة العيد واحدة من القصص الشيقة والمثيرة للأديبة العالمية أجاثا كريستى التى تميزت بالكتابة عن الجريمة بطريقة تشويقية تجعل القارئ يلهث خلفها محاولاً التقاط أنفاسه، كى يصل معها إلى الحقيقة وكشف الغموض، إلا أن أجاثا دومًا ما تباغت القارئ بحل مغاير.

• تفاصيل القصة

تبدأ مغامرة كعكة العيد من اعتذار السيد بوارو دون أن نعرف من هو بوارو وما سبب اعتذاره، ثم تعرفنا الكاتبة أن بوارو محقق شهير مقيم فى بريطانيا غير أنه أجنبي، أما الشخص الذي يعتذر له فهو رجل يعمل فى هيئة سيادية ببريطانيا.

ثم تكشف لنا أجاثا كريستى عن الموضوع الذي طرحه الرجل المهم على المحقق حين أخبره أن أميرًا هنديا نزل إلى لندن ومعه ياقوتة حمراء لها تاريخ طويل فى عائلته، فسرقتها منه فتاة إنجليزية صاحبته ليوم واحد.

كان الرجل المهم يطلب من بوارو أن يذهب إلى بيت فى الريف الانجليزى للاحتفال بعيد الميلاد، وهنا تترك لك أجاثا كريستى مساحة من التفكير ما علاقة الياقوته الحمراء وسفر المحقق إلى الريف؟

ثم ندخل إلى منعطف آخر فى الريف حيث بيت السيدة ليسى وهى عجوز لطيفة وزوجها الكولونيل السابق عصبى المزاج، وحفيدتهما سارة التى تحب شابًا من لندن يدعى ديزمزند يكرهه الجد والجدة وحفيدين آخران وشابة تدعى ميرجيت تحب أحدهما.

تمر الأحداث بسلاسة تنسيك بها أجاثا كريستى حكاية الياقوتة الحمراء تماما، فليس هناك ثمة رابط بين بداية القصة وبين ما حدث فى بيت السيدة ليسي حيث صراع الحفيدة مع الجد والجدة والإنشغال بالتحضير لكعكة عيد الميلاد التي يدفن بها الإنجليز بعض الهدايا، ليجد بوارو ورقه على الكومود مكتوب بها لا تأكل من كعكة الخوخ. 

وبطريقة مباغتة تفاجئنا أجاثا حين يجد الكولونيل حجرًا فى قطعة الكيك، فيأخذه بواور ويضعه فى جيبه نعم أنها الياقوتة الحمراء.

• ما الذي أتى بها إلى هنا؟

فى ليلة اليوم الثاني يقرر الحفيدين وبيرجيت السخرية من المحقق بأن تمثل بيرجيت دور قتيلة على الثلج ثم يفاجئوه بأنها حية، وفعلاً نفذوا خطتهم إلاّ أن بوارو اقترب من الفتاه فوضع يده على نبضها فقال إنها ماتت بالفعل، ثم نادي ديزموند ليتأكد معه فقال هو الآخر إنها ماتت.

الغريب فى الأمر أن بيرجيت كانت تقبض على الياقوتة الحمراء بكفّها الأيسر، لتسأل نفسك الياقوتة مع المحقق فكيف وصلت إليها؟ هل سرقته فقتلها؟ ينظر المحقق إلى ديزمزند ويقول له إن الأقدام الموجودة على الثلج هى نفسها أقدامك أنت قتلتها فى هذا الوقت كان ديزمزند قد سرق الياقوتة من كف القتيلة استنكر ديزمزند كلام المحقق، بل وأكد له أنه سيتصل بالبوليس بنفسه ثم ركب سيارته وانطلق.

• نهاية القصة وفك الألغاز

فى الجزء الأخير تقوم أجاثا بفك ألغازها، لنعرف أن المحقق فهم من الرجل المهم أن الفتاة التى سرقت الياقوتة من الأمير الهندي تربطها علاقة بشاب إنجليزي نصاب يدعى ديزمزند، الذى ذهب ليقضى إجازة العيد فى بيت الكولونيل.

لذا رتب الرجل المهم هذه الرحلة إلى بيت الكولونيل عن طريق سيدة قريبة لهم، كما نكتشف ان بيرجيت مازالت على قيد الحياة . وان المحقق سمع حديثهم من خلف النافذه واتفق معها على ان تكمل التمثيلية وأن الياقوتة كانت بحوزة فتاة فقال ديزمزند إنها شقيقته ولما علما بقدوم المحقق قامت الفتاة بوضع الياقوتة فى كعكة رأس السنة التى سيأكلونها بعد عيد الميلاد أى بعد رحيل المحقق، غير أن كعكة عيد الميلاد سقطت من يد الخادمة على الأرض  فاستبدلوها كنا نعرف أن الياقوتة التي أخذها ديزمزند وهرب كانت نسخة مقلدة جاء بها المحقق من لندن الى الريف، أما رسالة لا تأكل من الكعكة، فكانت من الخادمة.

• الهدف من القصة 
تهدف اجاثا كريستى من كل قصصها إلى تحريك ذهن القارىء بصنع قصة بوليسية تدور حول جريمة ما ،ثم تدفعك دفعا لحل الغازها وفك شفراتها، وهذا الاسلوب المباغت تميزت به أجاثا كريستى أكثر  من غيرها .