أكد وانغ دى مدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، إن العلاقات الصينية المصرية أصبحت نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الصين وبين الدول العربية والأفريقية والدول النامية تحت قيادة رئيسا البلدين.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي نظمته السفارة الصينية بالقاهرة، أن بلاده ظلت أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 8 سنوات متتالية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 20 مليار دولار أمريكي في عام 2021، بزيادة 37% عما كان عليه في عام 2020.
وأضاف أن المشروعات المشتركة تتقدم بشكل سلس، مثل منطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع القطار المكهرب لمدينة العاشر من رمضان وغيرهما من المشاريع التي تنفذها الشركات الصينية، كما وفرت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر (تيدا) أكثر من 40 ألف فرصة عمل للمواطنين المصريين، وتم إنجاز أول خط إنتاج مشترك للقاح ضد فيروس كورونا المستجد في أفريقيا بالتعاون بين الصين ومصر، وساهمت ورشات لوبان والكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا التطبيقية بجامعة قناة السويس في تربية كثير من المواهب المصرية الشابة.
وأكد أن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب المصري على تنفيذ التوافقات التي توصل إليها رئيسا البلدين، بصورة جيدة وترسيخ الثقة المتبادلة على الصعيد السياسي وتعزيز المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030"، وتوسيع التعاون العملي وتكثيف التواصل والتعاون والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، والعمل سويا على الدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية والدفع بدمقرطة العلاقات الدولية، مؤكدًا أن الصين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وأكبر دولة نامية في العالم، كما أن مصر دولة عربية وإفريقية كبيرة واقتصاد ناشئ مهم، وأنه في ظل الظروف الراهنة، يبرز الطابع الاستراتيجي والشامل للعلاقات الصينية المصرية.
وأضاف وانغ دى، أن الأوضاع في الشرق الأوسط تشهد تغيرات واضطرابات متشابكة في ظل الآثار المتداخلة والمتفاعلة بين التغيرات غير المسبوقة في العالم منذ مائة عام وجائحة القرن، الأمر الذي أتى بتحديات على الأمن والتنمية في الشرق الأوسط.
وشدد أنه على المجتمع الدولي ألا يقلل من الانتباه لمنطقة الشرق الأوسط أو يقصر في الدعم لشعوبها، وإن الصين كصديق مخلص لدول الشرق الأوسط، تتمسك دائما بـ"الدعمين"، أي دعم مساعي دول الشرق الأوسط لحل القضايا الأمنية في المنطقة عبر التضامن والتعاون، ودعم جهود شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف الطرق التنموية الخاصة بها بإرادتها المستقلة
وأكد أن الصين بجانب دول المنطقة ستقومان بالدفاع بحزم عن المبادئ الأساسية مثل السيادة والاستقلال وسلامة الأراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، التي تضمن بقاء الدول النامية. قائلا: لقد حان الوقت لتعزيز التضامن والاستقلال، وسوف تدعم الصين بكل ثبات دول المنطقة حل القضايا في الشرق الأوسط بحكمة الشرق الأوسط دون التشويشات الخارجية، وإن الدفاع عن الإنصاف والعدالة أمر لا غنى عنه، و لا ينبغي تجاهل الظلم القائم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، ولا ينبغي استمرار المعاملة غير العادلة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني
وأشار الى أن بكين ستواصل دعمها الثابت للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، ودعم استئناف مفاوضات السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس "حل الدولتين" في أقرب وقت ممكن، ويدفع بعقد مؤتمر سلام دولي على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر، بغية إيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية .
ولفت وانغ دى أن الديمقراطية وحقوق الإنسان تعتبران من القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وليستا من براءات الاختراع الخاصة بفرادى الدول وليستا حقا حصريا للولايات المتحدة والدول الغربية.
وأضاف أن نظام الشورى في العالم الإسلامي والديمقراطية الشعبية بكامل عملياتها في الصين كليهما من الثروات الثمينة للحضارة السياسية العالمية، ونرى جميعا أن حق البقاء وحق التنمية هما في مقدمة حقوق الإنسان بالنسبة إلى الدول النامية.
ووضح أنه في حالة غياب التنمية، لا مجال للحديث عن حقوق الإنسان، وستكون الديمقراطية بغض النظر عن نموذجها لا معنى لها، حيث يحق للشعب الصيني وشعوب دول الشرق الأوسط السعي وراء حياة رغيدة، وتضطلع الحكومة الصينية وحكومات دول الشرق الأوسط بمسؤولية تحقيق تطلعات الشعوب لحياة أفضل.
الجدير بالذكر أن زيارة المسئول الصيني للقاهرة، تأتى في ختام جولة له بمنطقة الشرق الأوسط بدأها يوم 4 يونيو، شملت دول الإمارات والسعودية والكويت والجزائر وتركيا ومصر على التوالي.
وأكد وانغ دى أن الهدف الرئيسي من هذه الزيارات هو التواصل بشكل معمق مع قيادات وزارات الخارجية لتلك الدول والتباحث معهم حول التعاون فيما يتعلق بتطوير العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية الهامة في سبيل الحفاظ على المصالح المشتركة، على ضوء التغيرات العميقة التي تشهدها الأوضاع الدولية والشرق أوسطية.
اقرأ أيضا | 65 عاما على العلاقات الصينية المصرية.. تعاون مثمر بين القاهرة وبكين
