الانتخابات التشريعية الفرنسية: معركة طاحنة بين الائتلاف الرئاسي و"الاتحاد الشعبي الجديد" طغت على ما بين الدورتين


إعلان

بدأ العد التنازلي للجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية المقررة الأحد 19 يونيو/حزيران. ويتوقع أن يحتدم الصراع كما حدث في الدورة الأولى التي نظمت في 12 يونيو/حزيران بين "الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد" بزعامة جان لوك ميلنشون والتحالف الرئاسي "معا" بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون.

وكانت النتائج التي سجلها الحزبان في الجولة الأولى جد متقاربة، ما جعل كل منهما يكثف من وتيرة حملته الانتخابية طمعا في إقناع الناخبين الذين امتنعوا عن التصويت الأحد الماضي بنسبة قياسية بلغت 52,80 بالمئة.

وقال جان لوك ميلنشون في تصريح لقناة فرنسية: "سنخوض غمار الجولة الثانية في أربعمئة وست (406) دوائر انتخابية وبالتالي لدينا حظوظ كبيرة بالفوز يوم الأحد". وأضاف: "أقول للفرنسيين: صوتوا. صوتوا لمن شئتم، لكن صوتوا. إنها بلادكم. لا تقبلوا بأن يفرضوا عليكم حكمهم لخمس سنوات جديدة. أنتم من سيختارون الأحد".

"يستقل طائرة في الوقت الذي تغرق فيه باخرته"

وأطلق ميلنشون نداء مباشرا للشباب الفرنسي، حثهم فيه على الذهاب إلى مراكز التصويت. وصرح: "أطلب من الذين تجاوزت أعمارهم سبعين عاما أن يفكروا في أبنائهم لأن الموضوع الذي نتحدث عنه له علاقة بالعالم الذي سيعيشون فيه في السنوات المقبلة". وتابع: "أقول للشباب، أقبلوا على مراكز التصويت من أجل بلدكم. إنه لشرف كبير أن نكون مواطنين". 

وقام ميلنشون طيلة الأسبوع الذي يفصل بين الدورتين بانتقاد البرنامج الاقتصادي والسياسي للتحالف الرئاسي، محذرا من أن "في حال فاز ائتلاف ماكرون بالأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية، فهذا سيؤدي إلى وقوع كارثة ومشاكل عديدة في فرنسا طيلة السنوات الخمسة المقبلة".

كما انتقد ميلنشون التصريحات التي أدلى بها إيمانويل ماكرون على مدرج الإقلاع في مطار باريس، في رحلة  إلى رومانيا ومولدافيا ثم أوكرانيا، والتي دعا فيها الناخبين الفرنسيين للتصويت لصالح التيار الجمهوري (قاصدا تحالفه "معا"). فعلق ميلنشون: "يستقل طائرة في حين تغرق باخرته (يقصد الائتلاف الرئاسي) ".

ميلنشون لم يتخلى عن الطموح في احتلال منصب رئيس الحكومة

وتعهد ميلنشون خلال المهرجان الانتخابي الذي نظم في مدينة تولوز (جنوب شرق فرنسا) في بداية الأسبوع الحالي باتخاذ إجراءات اقتصادية واجتماعية جديدة ستمكن الفرنسيين بالعيش "بشرف" في بلادهم. من بين هذه التدابير، تثبيت أسعار المواد الأولية الضرورية ورفع الراتب الأدنى إلى 1500 يورو شهريا ومنح الشباب علاوة مالية شهرية قيمتها 1063 يورو، إضافة إلى السماح للموظفين بالخروج إلى التقاعد في سن الستين مقارنة بإيمانويل ماكرون الذي يريد تمديد سنوات الشغل إلى عمر الخمسة والستين.

هذا، واغتنم ميلنشون فرصة "غياب" ماكرون، الذي كان متواجدا في أوكرانيا، من أجل احتلال واجهة الحملة الانتخابية، طالبا حتى من رئيسة الوزراء إليزابيث بورن قبول إجراء نقاش مباشر معه إلا أنها رفضت الاقتراح.

وبالرغم من أن غالبية استطلاعات الرأي تشير إلى أن تحالف ميلنشون لن يحصل على الأغلبية، إلا أنه لا زال يأمل في أن يصبح قريبا رئيس الحكومة الجديد.

وصرح بهذا الخصوص: "جميع الآمال متاحة. الفوز في متناول اليد. يوم الأحد يجب أن تتدفقوا على مراكز التصويت ببطاقاتكم الانتخابية". كما انتقد أيضا وزير الاقتصاد برينو لومير الذي يخبأ حسب اعتقاده برنامجا اقتصاديا قاسيا للفرنسيين، يتضمن تقشفا بقيمة 80 مليار يورو طيلة السنوات الخمسة المقبلة. فيتساءل ميلنشون مخاطبا بطريقة غير مباشرة وزير الاقتصاد برينو لومير: "من أين ستأتي بـ80 مليار يورو لتقليص العجز المالي من 6 بالمئة حاليا إلى 3 بالمئة ؟".

"نحن القوة السياسية الوحيدة التي تستطيع الفوز بغالبية المقاعد"

لكن إليزابيث بورن، رئيسة الوزراء وقفت بالمرصاد لتصريحات ميلنشون فردت بقوة على انتقاداته، معتبرة أنه في حال فاز هذا الأخير، فذلك سيكون بمثابة كارثة لفرنسا.

وقالت: "نحن نقول الحقيقة للفرنسيين. نحن نمول برنامجنا بفضل التنمية والنمو الاقتصادي ومكافحة البطالة عبر إصلاحات هيكلية وعبر تخفيض نسبة الضرائب. أما ميلنشون، فهو يعتمد على سياسة رفع ضرائب والديون لتمويل برنامجه الاقتصادي". وواصلت: "نحن نناضل حتى آخر دقيقة. من جهة هناك برنامجنا الذي يتمثل في حماية الفرنسيين وخلق فرص عمل جديدة، ومن جهة أخرى هناك برنامج يجب محاربته كونه غير جمهوري وخطير بالنسبة لاقتصادنا".

وحثت رئيسة الوزراء الناخبين بالتوافد بكثافة إلى مراكز التصويت الأحد وقالت لهم "يوم الأحد، إذا صوتّم للتحالف الرئاسي، فستسمحون لفرنسا أن تكون على موعد مع مستقبلها ومع قيمها وذلك خلافا للمتطرفين". وأضافت: "نحن القوة السياسية الوحيدة التي تستطيع الفوز بغالبية المقاعد في الجمعية الوطنية. لذا أقول لكل الذين قاطعوا الدورة الأولى أن يؤمنوا بأهمية هذا الاقتراع وأن يسمعوا صوتهم يوم الأحد".

مارين لوبان تطمح في الفوز بـ100 مقعد في الجمعية الوطنية الجديدة

أما مارين لوبان زعيمة "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، فطمأنت الفرنسيين بأنها في حال تسجيل نتيجة تسمح لها بذلك "ستتخذ الإجراءات الضرورية والسريعة لرفع القدرة الشرائية، كتثبيت أسعار الطاقة مثلا وتقديم علاوات مالية للذين يعانون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية".

من جهته، نشر الرئيس ماكرون جملة من التغريدات حول الانتخابات التشريعية ودعا الفرنسيين إلى التصويت بكثافة لبرنامج جمهوري ومنفتح. ووعد بالمصادقة في الخريف المقبل على قانون يدعم القدرة الشرائية للفرنسيين. لكن خصومه تساءلوا لماذا ينتظر فصل الخريف للقيام بذلك في وقت يعاني فيه عدد كبير من الفرنسيين من تدني قدرتهم الشرائية.

ولا تزال مارين لوبان تأمل أن تعزز في الجولة الثانية رصيد حزبها من المقاعد في الجمعية الوطنية. كما تطمح في تشكيل أول كتلة برلمانية منذ 1986 وتفرض وجودها بمئة نائب وبالتالي موقفها حيال القوانين التي ستطرح على الطاولة. ودعت لوبان الفرنسيين إلى التصويت بكثافة وعدم منح الأغلبية للائتلاف الرئاسي، وذلك حسب أقوالها للحيلولة دون الدخول في نفق مظلم جديد لمدة خمس سنوات أخرى. كما انتقدت دعوات بعض المرشحين والسياسيين الذين يطالبون الفرنسيين بعدم التصويت لحزب من أقصى اليمين. وفي انتظار عما ستكشف عنه صناديق الاقتراع مساء الأحد، أقل ما يقال عن الحملة الانتخابية بين الدورتين هي أنها كانت عالية الاحتدام. فهل ستنخفض درجة الحرارة السياسية، والبلاد تعرف موجات حر غير مسبوقة، مع دخول الصمت الانتخابي حيز التنفيذ؟

طاهر هاني

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

Download_on_the_App_Store_Badge_AR_RGB_blk_102417
تاريخ الخبر: 2022-06-17 21:16:29
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 87%
الأهمية: 98%

آخر الأخبار حول العالم

الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:18
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 100%

السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:07:01
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٣)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:21:38
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

كتل ضبابية وحرارة مرتفعة ورياح قوية في طقس يوم الجمعة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 06:08:54
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 79%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية