منمنمات

عودة للموسوعة

منمنمات

منمنمة فارسية تصور مشاهد صيد بهرام غور
منمنمة فارسية من الشاهنامة تصور ليلى ومجنون

يتميز التصوير الاسلامي‌ الذي‌ عهد‌ باسم‌ "المنمنمات‌" بخصائص‌ مميزة‌ تضم‌ الجوانب‌ التقنية‌ والأسلوبية‌ والوظيفية‌ التي‌ يطمح‌ إليها هذا التصوير، وينطلق‌ هذا كلّه‌ من‌ فلسفة‌ تتناول‌ الانسان‌ والكون‌ والدين‌ في‌ إطار عهداني‌، وتربط‌ فلسفة‌ التصوير في‌ الاسلام‌ بين‌ العام‌ المادي‌ وبين‌ العالم‌ الروحي‌ ربطاً محكماً ينزع‌ إلى‌ الكمال‌ ويجعل‌ من‌ أعمال‌ الفن‌ نمطاً فريداً في‌ مزاياه‌، تقربه‌ من‌ أن‌قد يكون‌ نوعاً من‌ ممارسة‌ طقس‌ ديني‌، وقد ارتبط‌ هذا النوع‌ من‌ التصوير بتطور المخطوطات‌ التي‌ تناولت‌ شتى‌ المعارف‌ الفهمية‌ منها والادبية‌، وترقى‌ أقدم‌ المخطوطات‌ إلى‌ القرن‌ الثاني‌ عشر الميلادي‌، وإن‌ كانت‌ أعداد قليلة‌ منها معروفة‌ في‌ مصر وإيران‌ منذ القرن‌ التاسع‌ الميلادي‌، ولقد عهد‌ الرسم‌ اهتماماً واسعاً في‌ إيران‌ منذ القرن‌ السابع‌ الميلادي‌، حيث‌ تفاعل‌ الرسم‌ الإيراني‌ مع‌ الرسم‌ الصيني‌.

تلتقي‌ في‌ تصوير المنمنمات‌ الاسلامية‌ تأثيرات‌ عدة‌: عربية‌ وإيرانية‌ وصينية‌ ومغولية‌ وسلجوقية‌ وهندية‌ وهجرية‌ وعثمانية. كما تظهر بعض‌ التأثيرات‌ البيزنطية‌ في‌ فترات‌ محددة‌، وخاصة‌ حول‌ القوس‌ المتوسطي‌، ويمكن‌ أن‌ نلحظ‌ تأثيراً باهتاً لها يفي ‌المنمنمات‌ المعاصرة‌.

ولفن‌ المنمنمات‌ عدة‌ مدارس‌، فهناك‌ المدرسة‌ البغدادية‌ والمدرسة‌ المغولية‌ والمدرسة‌ التيمورية‌، ثم‌ المدرسة‌ الصفوية‌ والمدرسة‌ المملوكية‌ والمدرسة‌ الهجرية‌ والمدرسة‌ الهندية‌، ثم‌ المدرسة‌ المعاصرة‌.

لقد تميزت‌ كل‌ من‌ هذه‌ المدارس‌ بميزات‌ خاصة‌ ويشكل‌ نشاطها مجتمعاً المسيرة‌ الرئيسية‌ لتطور فن‌ المنمنمات‌ في‌ العالم‌ الاسلامي‌. ولقد عملت‌ شعوب‌ العالم‌ الاسلامي‌ جميعها بدأب‌ إليى هذه‌ الدرجة‌ أوتلك‌ في‌ تطوير هذا الفن‌ الذي‌ يعتقد البعض‌ بأنه‌ "مولود الرسوم‌ الصينية" نظراً لغلبة‌ العرق‌ الأصفر على‌ الرسوم‌ بسماته‌ المميزة‌ وغزارة‌ التفاصيل‌ المرتبطة‌ بأسلحة‌ المغول‌ وعاداتهم‌ وتنطقيدهم‌ وبيئتهم، وهي‌ تأثيرات‌ بقيت‌ إشارة‌ لفترة‌ من‌ الزمن‌، ثم‌ تضاءل‌ ظهورها تدريجياً تحت‌ ضغط‌ التأثيرات‌ المحلية‌، وينطبق‌ هذا على‌ منمنمات‌ أغلب‌ المدارس‌ في‌ فتراتها المبكرة‌.

والواقع‌ أن‌ عبارة‌ منمنمة‌ تتصف‌ بسعة‌ دلالتها، فهي‌ إنتاج‌ فني‌ صغير الابعاد، يتميز بدقة‌ في‌ الرسم‌ والتلوين‌، وهواسم‌ يطلق‌ عادة‌ على‌ الاعمال‌ الملونة‌ وغيرها من‌ الوثائق‌ المكتوبة‌ المزينة‌ بالصور أوالخط‌ أوالهوامش‌ المزخرفة‌، وقد حقق‌ فن‌ المنمنمات‌ المرتبط‌ بالمخطوطات‌ كمالاً رفيعاً خلال‌ القرون‌ الوسطى في‌ الشرقين‌ الأوسط‌ والأدنى‌ وحتى في‌ أوروبا، وقد استخدم‌ لفظ‌ المنمنمات‌ للتعبير عن‌ أعمال‌ التصوير، وخاصة‌ الصور الشخصية‌ الصغيرة‌ الحجم‌، التي‌ كان‌ يجري‌ رسمها وتلوينها على‌ الخشب‌ والعاج‌ والعظام‌ والجلود والكارتون‌ والورق‌ والمعدن‌ وغيرها من‌ المواد.

لعب‌ الفنانون‌ الإيرانيون‌ دوراً مهماً في‌ أكثر المدارس‌ الفنية‌ للمنمنمات‌، فقد تفاعلت‌ خبراتهم‌ في‌ كل‌ من‌ المدرسة‌ العباسية‌ في‌ بغداد، وخاصة‌ لدى‌ وصول‌ البرامكة‌ إلى‌ مسقط‌ السلطة‌، فقد استجلب‌ هؤلاء الكثير من‌ الفنانين‌ الإيرانيين‌ إلى‌ بغداد، فشاركوا في‌ تأسيس‌ مدرسة‌ المنمنمات‌ فيها، وقد عهد‌ من‌ المدرسة‌ السلجوقية‌ محاولة‌ الحفاظ‌ على‌ أصالة‌ الرسم‌ الإيراني‌ وسماته‌ المحلية‌ وأبعاده‌ عن‌ تأثيرات‌ الفن‌ الصيني‌، لكن‌ باستيلاء المغول‌ على‌ إيران‌ وظهور المدرسة‌ المغولية‌ تغيرت‌ ملامح‌ المنمنمات‌، إذ أوجد المغول‌ مدارس‌ في‌ تبريز وشيراز ومروارتبطت‌ بالأسلوب‌ الصيني‌، ثم‌ ظهرت‌ المدرسة‌ الهراتية‌ أوالتيمورية‌ في‌ سمرقند وهي‌ من‌ أبرز مدارس‌ الرسم‌ الإيراني‌ على‌ وجه‌ الاطلاق، وعندما تأسست‌ المدرسة‌ الصفوية‌ في‌ العهد الصفوي‌ انتقل‌ مركز الفن‌ الإيراني‌ من‌ "هراة‌" إلى‌ "تبريز"، وتعتبر رسوم‌ المدرسة‌ الصفوية‌ صفحة‌ جديدة‌ في‌ الرسم‌ الإيراني‌.

لقد أسس‌ الفنانون‌ الإيرانيون‌ المدرسة‌ الهجرية‌ لفن‌ المنمنمات‌ بعد استقدامهم‌ من‌ قبل‌ السلاطين‌ العثمانيين‌، كالسلطان‌ سليمان‌ القانوني‌، كما وأن‌ المدرسة‌ الهندية‌ تأثرت‌ هي‌ الاخرى‌ بالفن‌ الإيرانية‌ بعد أن‌ انتشر الاسلام‌ في‌ الهند على‌ يدي‌ "بابر" حفيد تيمورلنك‌. وهكذا، وبهذه‌ الصورة‌ المكثفة‌ والمختصرة‌ إلى‌ أبعد الحدود يمكن‌ استنتاج‌ الدور الريادي‌ البارز الذي‌ لعبته‌ إيران‌ في‌ تطور فن‌ المنمنمات‌ عبر التاريخ‌ الذي‌ يمتد أكثر من‌ عشرة‌ قرون‌ في‌ بقاع‌ جغرافية‌ مترامية‌ الاطراف‌. لقد عكس‌ الفن‌ الإيراني‌ عبر تاريخه‌ مراحل‌ تطور الأمة‌، وعكس‌ أحداثها المهمة‌ وهموم‌ شعبها وتعاقب‌ أطوارها الحضارية‌، وتفاعلها مع‌ الأمم‌ الأخرى‌، فكان‌ الفن‌ في‌ إيران‌ مواكباً لمسيرة‌ الانسان‌ دائماً.


في هذه المساحة الصغيرة أود حتى أعبُر إلى ما وراء السطور وأن أقرأ قلق الفنان الأول، ذلك الفنان الذي يهب عمراً بأكمله، أويكاد، في سبيل إتقان عمله.. يبذل الساعات الطويلة والأيام والشهور وربما السنوات من أجل كتابة آية قرآنية قصيرة، متمثلاً باخلاص مغزى الحديث النبوي الشريف: (إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه)، فيحاول ما استطاع حتى يترجم النور المشع من بين الحروف إلى تعبير فني عال وزخرفة رافلة بالفرح والدلال والطمأنينة الروحية.. تتحول الخطوط والألوان المتقشفة بين يديه إلى نوع من العبادة في ملكوت الوجد والعهدان، ثم يأتي فنان آخر، يغمس يديه بماء الطين ليشكل أباريق وكؤوس بهيجة مبرهناً على حتى الانسان يمكن حتى يجسد بدائع الحياة بعد حتى منحه الله القدرة على الإبداع، فنان ثالث ينكب على بترة خشبية يحفرها ويعرقها عبر خطوط دقيقة جداً راسماً منظراً حياً لصياد أوغزالة راسيرة على العشب بأسلوب غاية في المهارة، ورابع يستعيد على النحاس زخرفات الأزمنة الماضية ونقوشها المعبرة عن القوة والاعتماد بالنفس في التروس والصولجانات والسيوف،يا ترى؟

لقد وصلتنا منمنمات الفنانين الإيرانيين البديعة كرسائل عابرة للزمن، تارة في شكل آنية أوخزفية أومنحوتة نحاسية أوخشبية أوبترة من العقيق أوالحرير، وتارة في لوحة خط مزخرفة وممضىة لتصير هوية مميزة للفن القادم من إيران، والحق حتى مداها اتسع لتصير هوية للفن الاسلامي في جميع مكان، فن عريق يميزه الانتماء للشرق بكل ما فيه من سحر وجمال.

ومما لا ريب فيه حتى ما يشد المشاهد إلى هذه الفنون جميعاً هوتلك النقاط المتوهجة والمشهجرة بين فنون الحضارة الاسلامية، بمهاراتها ومضامينها الإنسانية الراقية، بل إذا الباحث الجاد يندهش من جدال البعض حول شرعية الفن ولا شرعيته، وفي تراثنا الاسلامي شواهد لا حصر لها تجعل من مجرد التساؤل أمراً نافلاً ومن الإجابة بدهية لا بحاجة لبراهين، فلم يشكل انتشار الاسلام عائقاً أمام الفنون، بل إذا الفنون المتنوعة تطورت وازدادت ألقاً وتميزاً في فضائه، ثم إذا الأهم هونشوء ما يمكن تسميته بجمالية إسلامية خاصة، نابعة من الحس الحضاري الرفيع والعمق الروحي الذي من الصعب حتى نجد مثيلاً له في فنوننا المعاصرة اليوم، من الممكن لهذا السبب تفاجأ بإقبال الجمهور الغربي على الفنون الشرقية بينما لا نلحظ الاهتمام ذاته من جانب الجمهور الشرقي نفسه في غالب الأحيان، وفي أمثلة كثيرة كان (المستشرق) هوالذي يقود الباحثين والنقاد إلى روعة الفنون في حضارتنا الاسلامية!

ولكن لم تكن الصورة دائماً بمثل هذا التجاهل، بل تجاوز الكثير من الشعراء إلى استلهام معاني صورهم من روعة الجمال الأخاذ في المنمنمات، فنقرأ شاعر الحب والغزال نزار قباني وهويقول: (حديثك سجادة فارسية/ وعيناك عصفورتان دمشقيتان/ تطيران بين الجدار/ وبين الجدار/ وقلبي يسافر مثل الحمامة/ فوق مياه يديك/ ويأخذ قيلولة تحت ظل السوار).. فالسجاد الفارسي بمنمنماته وتفاصيله الصغيرة شكل خلفية لكل تلك الصور اللاحقة في القصيدة.

أما إذا عدنا إلى السؤال الأول في أعلى الصفحة والذي تمحور حول مصدر (التصغير) والنمنمة في الفن فلعل في بيت الإمام علي (ع) وتأمل مضمونه أبلغ جواب: (وتعزم أنك جرم صغير/ وفيك انطوى العالم الأكبر). ملاحظة: هذه الموضوعة خطت من وحي معرض (ربيع القرآن) الذي أقامه المركز الثقافي الإيراني بالدوحة حديثاً.

مدارس في فن المنمنمات

المدرسة‌ العباسية‌ (بغداد)

يقول‌ (بازيل‌ غمري) في‌ كتابه‌ (الرسم‌ الإيراني): «يجب‌ أن‌ تبدأ دراسة‌ الرسم‌ الإيراني‌ بالنسخ‌ الخطية‌ للعصر الفارسي‌، والمدرسة‌ العباسية‌ اسم‌ يطلق‌ على النسخ‌ الخطية‌ الممضىة‌ والمزينة‌ بالرسوم‌ التي‌ اهتم‌ بها الخلفاء العباسيون‌ وجمعوها في‌ عاصمتهم‌ بغداد». عهدت‌ اسبانيا هذا الفن‌ لمئات‌ السنين، إلا ان‌ شمال‌ أفريقيا لم‌ يشهد الا النمط‌ الهابط‌ منه‌. وحين‌ أمسك‌ البرامكة‌ بزمام‌ الامور في‌ الدولة‌ العباسية‌، قدم‌ عدد كبير من‌ الفنانين‌ إلى‌ بغداد ليكرسوا المدرسة‌ التي‌ اشتهرت‌ باسم‌ المدرسة‌ البغدادية‌ ، والحقيقة‌ ان‌ هذا الموضوع‌ يحتاج‌ إلى‌ دراسة‌ تاريخية‌ موسعة‌ ، الا ان‌ المعروف‌ تاريخياً ان‌ الكثير من‌ الآثار القيمة‌ لهذه‌ المدرسة‌ اتلفت‌ في‌ حوادث‌ نهب‌ مخطات‌ بخارى‌ وسمرقند.

وكان‌ الفنانون‌ الإيرانيون‌ من‌ ذوي‌ الذوق‌ الرفيع‌ اول‌ مَن‌ قام‌ في‌ القرون‌ الاولى‌ للهجرة‌ بتذهيب‌ القرآن‌ الكريم‌ وتزيينه‌ ، وتزيين‌ حواشي‌ الخط‌ بالنقوش‌ الاسليمية‌ والخطائية‌ وانواع‌ الزخارف‌ . ثم‌ تطور هذا الابداع‌ فيما بعد واصبح‌ للنقوش‌ الاسليمية‌ والخطائية‌ اصولها وقواعدها المعروفة‌ ، ومن الممكن سنحت‌ الفرصة‌ للحديث‌ عنها في‌ مسقط‌ آخر. توسعت‌ هذه‌ النقوش‌ في‌ عصور السلاجقة‌ والمغول‌ والتيموريين‌ ، وتجاوزت‌ مجال‌ تذهيب‌ الخط‌ لتضم‌ الفسيفساء ونقوش‌ السجاد.

وبعد ابداع‌ التصاميم‌ والنقوش‌ المعروفة‌ ، ظهر فن‌ حديث هورسم‌ الصور والقصص‌ ، تجلت‌ ارهاصاته‌ في‌ منمنمات‌ المدرسة‌ العباسية‌.

ويذكر (آرثر اپهام‌ پوپ) ان‌ هناك‌ نسخاً لكتاب‌ كليلة‌ ودمنة‌ وكتاب‌ في‌ البيطرة‌ الصيدلة‌ باسم‌ (دماتريا مديكا) ومقامات‌ الحريري‌ تحمل‌ رسوماً على‌ نمط‌ منمنمات‌ المدرسة‌ البغدادية‌ ، وفي‌ سياق‌ الحديث‌ عن‌ المدرسة‌ العباسية‌ (بغداد) يقول‌ بازيل‌ غري‌: "باختصار لا يمكن‌ تحديد تفاوت‌ واضح‌ بين‌ المنمنمات‌ الإيرانية‌ التي‌ انجزت‌ في‌ العصر العباسي‌ ومنمنمات‌ سائر انحاء آسيا ، ولعل‌ الفرق‌ الوحيد الذي‌ احدثه‌ الإيرانيون‌ هوالانسجام‌ في‌ اعمالهم‌ اثر حملات‌ المغول‌ على‌ بلادهم‌ ، ويبدوانهم‌ كانوا بحاجة‌ إلى‌ هزة‌ شديدة‌ ليكون‌ نبوغهم‌ قادراً على‌ تدجين‌ الفن‌ الجديد وتطييعه‌ بالوافد من‌ الشرق‌ الاقصى".

المدرسة‌ المغولية: شهدت‌ هذه‌ الحقبة‌ تكاملاً ملحوظاً في‌ فن‌ الرسم‌ واساليبه‌ التقليدية، فقد كان‌ فن‌ المنمنمات‌ في‌ العصر السلجوقي‌ محافظاً على‌ هويته‌ الإيرانية‌ المحضة‌ ، بعيداً عن‌ نفوذ الرسوم‌ الصينية‌ ، وبعد انقراض‌ السلاجقة‌ استطاع‌ الإيرانيون‌ ان‌ يحافظوا ـ بأعجوبة‌ ـ على‌ ثقافتهم‌ التقليدية‌ ، وحين‌ قدم‌ المغول‌ سقطوا تحت‌ تأثير الثقافة‌ الإيرانية‌ ، إلا انهم‌ أثروا كثيراً في‌ المسيرة‌ الفنية‌ التي‌ كانت‌ في‌ سبيلها نحوالتكامل‌ ، فظهرت‌ مراكز ونتاجات‌ فنية‌ جديدة‌ في‌ تبريز وشيراز ومرو.

مدرسة‌ هرات‌

أعقب‌ الفترة‌ المغولية‌ ظهور عهد فني‌ حديث في‌ إيران‌ حمل‌ اسم‌ مدرسة‌ هرات‌ ، ويطلق‌ عليها ايضاً المدرسة‌ التيمورية‌ اومدرسة‌ سمرقند وبخارى، اذ كانت‌ هاتان‌ المدينتان‌ مركزي‌ الفنون‌ عصرئذ.

يذكر التاريخ‌ ان‌ ثلاثة‌ من‌ خلفاء تيمور اتخذوا من‌ هرات‌ عاصمة‌ لهم‌ واهتموا بالثقافة‌ والفن‌ خلافاً لسيرة‌ جدهما الذي‌ عهد‌ بدمويته‌، وكان‌ هؤلاء السلاطين‌ الثلاثة‌ (بايسنقر، شاهرخ‌، حسين‌ بايقرا) المؤسسين‌ الحقيقيين‌ لمدرسة‌ هرات‌ التي‌ يعتبرها بعض‌ اساتذة‌ المنمنمات‌ من‌ ابرز مراحل‌ تقدم‌ الرسم‌ في‌ إيران‌، ولعل‌ الاستاذ الأكثر ابداعاً في‌ تلك‌ الفترة‌ هوكمال‌ الدين‌ بهزاد الذي‌ يطلق‌ عليه‌ بعض‌ المستشرقين‌ اسم‌ هراتي‌. بلغ‌ التذهيب‌ والمنمنمات‌ غايتهما في‌ هذه‌ المدرسة‌ ، واصبحت‌ هرات‌ مركزاً تستقطب‌ النخبة‌ من‌ فناني‌ ذلك‌ العصر، ولعل‌ ابرز آثار هذه‌ المدرسة‌ كتاب‌ (خمسة‌ نظامي‌) للفنان‌ كمال‌ الدين‌ بهزاد، (گلچين‌) لاسكندر سلطان‌، (شاهنامه‌) لمحمد جركي‌، (بوستان‌ سعدي‌) لبهزاد وغيرها .

المدرسة‌ الصفوية‌

حين‌ امسك‌ الصفويون‌ بزمام‌ الامور انتقل‌ مركز الفن‌ في‌ إيران‌ من‌ هرات‌ إلى تبريز ، وظهرت‌ بوادر التغيير ، فقد اتجه‌ الرسم‌ نحوالطبيعة‌ وخرج‌ من‌ الاطر الضيقة‌ للكتاب‌ إلى الرسوم‌ الجدارية‌ ، وبرز اساتذة‌ كبار مثل‌ رضا عباسي‌ مؤسس‌ المدرسة‌ الصفوية‌ التي‌ تميزت‌ بوضوح‌ عن‌ المدرستين‌ المغولية‌ والتيمورية‌ ، وكانت‌ ميزتها الابرز انها كانت‌ أكثر رقة‌ من‌ سابقتيها . ومن‌ أبرز رموزها : رضا عباسي‌ ، خقابل‌ نصير بن‌ عبد الجبار استرآبادي‌ ، فرخ‌ بيك‌ ، ميرزا محمد تلميذ الخقابل‌ عبد العزيز وغيرهم‌ . وكان‌ لانفتاح‌ إيران‌ على‌ الغرب‌ ، وبلدان‌ آسيا في‌ العهد الصوفي‌ أثر كبير على فن‌ الرسم‌ ، أدى‌ إلى‌ ظهور آثار قمية‌ توزعتها المتاحف‌ العالمية‌ والإيرانية‌ ولا شك‌ ان‌ العصر الصفوي‌ يمثل‌ فترة‌ جديدة‌ في‌ تاريخ‌ المنمنمات‌ الإيرانية‌. المدرسه‌ المعاصرة‌: شهدت‌ السنوات‌ المائة‌ الماضية‌ ازدهاراً في‌ المنمنمات‌ تجي‌ بظهور نتاجات‌ فنية‌ رائعة‌ . بدأ عصر الازدهار بعد انشاء مدرسة‌ كمال‌ الملك‌ عام‌ 1908 وقدوم‌ الاساليب‌ الفنية‌ الأوروبية‌ الحديثة‌ واهتمام‌ الرسامين‌ الايرانين‌ بها.

ولصيانة‌ الاساليب‌ الإيرانية‌ من‌ الضياع‌ ، وتشجيع‌ الفنون‌ الإيرانية‌ التقليدية‌ والصناعات‌ اليدوية‌ الوطنية‌ انشئت‌ مدرسة‌ فنية‌ اخرى‌ عام‌ 1930 وكان‌ فن‌ النمنمات‌ (المينياتور) من‌ بين‌ الفروع‌ التي‌ ضمتها هذه‌ المدرسة‌ إلى‌ جانب‌ فروع‌ الصناعات‌ اليدوية‌ والفنون‌ التقليدية‌ الاخرى، وقد اجرت‌ المدرسة‌ امتحاناً لاختيار الاستاذ قبل‌ بدء الدراسة‌ بعام‌ ، وكان‌ المشرف‌ على‌ الامتحان‌ الاستاذ حسين‌ طاهر زاده وبهزاد الذي‌ يعد مؤسس‌ الفنون‌ التقليدية‌ المعاصرة‌ في‌ المدرسة‌ الفنية‌ الوطنية‌ ، وأحد رموز فن‌ المنمنمات‌ في‌ إيران‌ ، وقد سقط‌ اختياره‌ على‌ المرحوم‌ هادي‌ تجويدي‌ ليكون‌ أول‌ أستاذ للمنمنمات‌ في‌ المدارس‌ المعاصرة‌.

تاريخ النشر: 2020-06-04 06:14:32
التصنيفات: Illuminated manuscripts, Iconography of illuminated manuscripts, رسم منمنمات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

وهبي: الحماية الجنائية للطفل في حاجة إلى مزيد من الجهود الإصلاحية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:47
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

3 ملايين فدان فى سيناء وتوشكى والعوينات لتحقيق الأمن الغذائى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:21:02
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

النواب الليبى: مصر لم تتدخل في شؤوننا وتدعم الحفاظ على وحدتنا

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:35
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

تعيين 23 قنصلا عاما جديدا ضمن الحركة الانتقالية لسنة 2023

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

هام للشباب بين 18 و22 سنة.. بنسعيد يعلن إطلاق برنامج "متطوع"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:45
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

الليلة.. محمد سلماوي ضيف "الباز" في "الشاهد" على إكسترا نيوز

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:54
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

إلهام شاهين من تونس: "أعتز بفيلم سوق المتعة وأنا مالياش كبير"

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:55
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

الاعتماد الصحى: جودة الخدمات أهم ركائز منظومة التأمين الشامل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:21:00
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

اتحاد الكرة: استمرار قائمة الـ30 لاعبا فى الموسم الجديد

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

كريستيانو رونالدو يحسم موقفه من الاعتزال الدولي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:53
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

بعد المجلس الحكومي المقبل.. اجتماع خاص لدراسة بعض مقترحات القوانين

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:49
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

وزيرة التضامن: التعاونيات يمكنها أن تسهم فى تنمية الاقتصاد المحلى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:21:01
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

حكم جديد ضد الهارب محمد على بتهمة التهرب الضريبى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-19 21:20:57
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية