تطمينات بوتن لأفريقيا ليست واقعية!
تطمينات بوتن لأفريقيا ليست واقعية!
مع مرور أكثر من100 يوم علي الحرب الروسية علي أوكرانيا, انتشرت صور الحقول الخضراء وصوامع الحبوب الأوكرانية المدمرة, بينما تقف سفن تحمل ملايين الأطنان من القمح في الموانئ المحاصرة علي بعد أميال بحرية قليلة من أسواق شمال أفريقيا المتعطشة للغذاء, مثل السوق المصرية التي تعد أكبر مستورد للقمح في العالم, لكن حتي الآن غير مسموح لتلك السفن بالمرور, وحذرت تقارير أممية ودولية من تعرض أكثر من ربع سكان القارة الأفريقية أي نحو346 مليون شخص إلي مخاطر الجوع لانعدام الأمن الغذائي نتيجة تداعيات الحرب, كما أعلنت بعض الدول الأفريقية الأشد فقرا حالة الطوارئ الغذائية بالفعل, وناشدت المجتمع الدولي التدخل العاجل فيما ألقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدةالفاو الضوء علي خطورة استمرار أزمة شحنات القمح الأوكرانية العالقة, فضلا عن الغموض الذي يكتنف قدرة المزارعين في أوكرانيا علي حصاد محاصيل الحبوب الجاهزة للحصاد في شهر يونيو الجاري, وتسليمها إلي الأسواق العالمية التي يتوقع خبراؤها أن يؤدي الصراع لانخفاض بنسبة أكثر من50% في إنتاج الحبوب للموسم الحالي, وبينما الغرب وروسيا يتبادلان الاتهامات حول المتسبب في التداعيات الاقتصادية الخانقة التي يعيشها العالم علي أثر الحرب الدائرة منذ فبراير الماضي الأمر الذي دفع رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس السنغالي إلي زيارة روسيا للقاء نظيره الروسي خلال الأيام القليلة الماضية ومطالبته أن يدرك أن الدول الأفريقية ضحية للنزاع في أوكرانيا, ولكن يبدو أن التطمينات التي حصل عليها رئيس الاتحاد الأفريقي خلال لقاء بوتين ليست واقعية, حيث تتعرض دول القارة الـ54 واقتصاداتها الهشة إليابتزاز من طرفي الأزمة لا يستهدف فقط أمنها الغذائي, لكن بالأساس مواقفها من الحرب وتأييدها للطرف الذي سيتمكن من تلبية احتياجاتها الملحة من الغذاء, مما ينذر بتداعيات بعيدة المدي يتحول خلالها القمح والغذاء إليسلاح حرب وأداة رهيبة للضغوط الدبلوماسية التي لا تراعي حال ملايين الجوعي والأطفال المعرضين لسوء التغذية في أفريقيا, ولاسيما استفادة عملاقي الزراعة روسيا وأوكرانيا من أزمة ارتفاع الحبوب التي تسببا فيها.
[email protected]