صدر حديثا  كتاب سيرة “كلاريس ليسبكتور” للمترجمة نجوى السودة، وهو عبارة سيرة ذاتية ودراسة نقدية عن أعظم كاتبة في العصر الحديث من بعد كافكا.

وتصرح المترجمة نجوى السودة لـ"الدستور"، أنه أول كتاب عن سيرة وأعمال الكاتبة كلاريس ليسبكتور، وقد كنت أول من نشر عنها مقالات في العالم العربي برغم أهميتها العظيمة. ولقد نشرت عنها دراسة بمجلة الميادين للدراسات الإنسانية بالجزائر".

وتابعت "لقد ذاع صيت ليسبكتور بعد وفاتها 1977 بدرجة فائقة، بفضل رواياتها التسعة المثيرة: ذكرت الشاعرة إليزابيث بيشوب بأنها "أفضل من جي .إل .بورجي، والروائية كولم تويبن والتي أُطلق عليها حاليا بأنها عبقرية من العبقريات الدفينة في القرن 20".

وتلفت “السودة” إلى إن "جنوح لنسبيكتور هو نوع من الجنون الذي ينتاب الفنانون الذي يتيح لها الفرصة أن تستقر على ما هو معروف، ذلك الجنون الذي يحتم عليها أن ترى وتشعر بكل شيء بنفسها، حتى ذلك الشيء الذي لا تستطيع أن تراه (كتلك البويضة الملعونة).

تُعد مجموعاتها القصصية الكاملة "كتاب مميز، يبرهن على أنها –بصحبة جورج لويس بورجي، وخوان رالفو وبلدياتها من ريف القرن التاسع عشر.

يتضمن الكتاب ترجمة لمحات لأعمالها، ومنها "القص الأولى" و"الروابط العائلية"، والتي لا تذهب بعيدا عن نطاق الأدب القصصي.

تتسم البيئة في معظم أجزائها، بالجو العائلي، وحكاياتها إذا ما نظرنا إليها من حيث الجوهر، خالية من الأحداث الهامة؛ يتحركون من الداخل.

وقد جاء على لسان أحد شخصياتها أن ("الحقيقة وميض" مما يجعل هذه القصص المألوفة نسبيا غير عادية، ومع ذلك، فإن لحظات البوح التي تعيشها شخصياتها غالبا ما تنمحي في لمح البصر تقريبا، ليحل محلها نوع جديد من التوهان. تنتهي آنا، بطلة القصة الرائعة "عشق"  من روتين الأعمال المنزلية اليومي وتقبع منتظرة متى تنتهي تلك "الساعة التي لا تستكين" حينما يفرغ البيت وتبقى مع نفسها؛ مع الروع الأنطولوجي الذي يملأ كل كيانها كل يوم من أيام حياتها، هذا جزء من الروتين اليومي. هذا هو الحال عند معظم شخصيات ليس كابتور،لا ينصلح حالهم أولا وأخيرا.

ولفتت نجوى السودة إلى أن "قام بتحرير هذه المجموعة، بينيامين موسر، وهو أول من ألف كتابا باللغة الإنجليزية عن السيرة الشاملة لـ"ليسبكتور"، أشاد في جزء منه لرواياتها، وأوضح جليا بأنها متمكنة جدا من أدواتها ولها فضل السيادة في القصة القصيرة. أيا كان الشكل، فإن أسلوبها يتسم بالغموض،والدهشة، والفلسفة.

وتابع بنيامين موسير "من الممكن أن تستهل ليسبكتور عملها في دائرة متشابهة –في الشوارع بمدينة كبيرة، في الخارج في أتوبيس أو قطار، في حفل عشاء –لكنها سرعان ما تحيد بعيدا داخل نطاق تبدو من خلاله في حالة من التنافر، ويبدو المشهد غير مستقر على حاله، وتتخذ ألوانه نغمات غريبة. 

“أمريكا التي تركل الأدب العظيم”

وفي سياق مختلف ترجمت  نجوى السودة "أمريكا التي تركل الأدب العظيم" وتقول السودة لـ"الدستور": “إن الكتاب يأخذ منحي سياسي، وقد إتخذت عنوانه من عنوان مقالة للكاتب أندريه فل تشك الذي منحني شرف ترجمة مقالاته وكتبه، وأرجو من الله أن يعينني على هذه الثقة، لقي حتفه في حادث سيارة”.

وتشير السودة إلى أن “الكتاب يتضمن على ثلاثين مقالا مترجما عن الإنجليزية من الصحف البريطانية والأمريكية عن حقيقة ما يحدث في العالم والوطن العربي في وضوح ومصداقية”.

وتتابع: "في وقتنا الحالي، حينما كنت أزور أصدقائي في نيودلهي، بالهند دار "اليسار للنشر"، فوجئت حينما وجدت أن كتاب مارك توين عن الجرائم التي أُرتكبها الملك ليوبولد الثاني ملك بلجيكا ضد الكونغو ضد الإنسانية! جزء من هذه الجرائم مازالت المؤسسة البلجيكية تنكرها حتى الآن. مارك توين الذي ناهض من مئات السنين  دفاعا عن أفريقيا التي تُدمرها أمريكا .وعى هيمنجواي جيدا القبح الذي أشار إليه مارك توين، تماما كما فهم ما يحدث في أفريقيا، قوض فيها أمريكا في عبارة قوية".

وأضافت: “استمد الأدب الأمريكي في مجمله من كتاب مارك توين يُدعى ”هاكلبيري فين". إذا ما قرأتم هذا الكتاب، فإنك حتما سوف تتوقف عند كيف تم سرقة نيجر جيم من بين الصبية. تلك هي النهاية الحقيقية. أما الباقي فهو زيف وخداع. أفضل كتاب وقع بين أيدينا على الإطلاق. ما من شيء قبله. ولا يوجد شيء جيد مثله قد جاء بعده.