قالت مجلة «بوليتيكو» إن الاتحاد الأوروبي عاجز عن إقناع صربيا بالانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، موضحة أن ذلك يعود بالأساس لأسباب داخلية.
وبحسب مقال لـ «ألكس إيرور»، عندما سافر المستشار الألماني أولاف شولتز إلى بلغراد الأسبوع الماضي، كرر التأكيد على أن صربيا، كدولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يجب أن تلتزم بنظام العقوبات الذي فرضته الكتلة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.
وتابع: هناك دولتان أوروبيتان فقط لم تفرضا بعد عقوبات ذات مغزى على الكرملين وهما بيلاروسيا وصربيا.
وأضاف: رفض الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الذي وقعت بلاده للتو عقدًا جديدًا مدته 3 سنوات مع شركة غازبروم في مايو، مطالب المستشار الألماني، وظل ثابتًا في رفضه اتخاذ إجراء ضد موسكو.
ومضى يقول: أدت هذه المواجهة المستمرة بين بروكسل وبلغراد الآن إلى دعوات لإنهاء عملية انضمام صربيا إلى الاتحاد المتوقفة منذ فترة طويلة.
وأردف: يمكن القول بسهولة إن الاتحاد الأوروبي لا يحتاج إلى صربيا لفرض عقوبات. بشكل عام، أهمية صربيا بالنسبة للاقتصاد الروسي ضئيلة للغاية، ووقف الشراء لن يكون أكثر من مجرد لفتة رمزية من شأنها أن تضر بلغراد أكثر من موسكو.
واستطرد: في عام 2020، يقدر إجمالي عائدات الصادرات الروسية بنحو 330 مليار دولار. صادراتها الرئيسية إلى صربيا هي الغاز، الذي حقق لروسيا 343 مليون دولار في ذلك العام، وهذا يمثل 0.1 % فقط من إجمالي أرباحها.
ومضى يقول: مع ذلك، على الرغم من أن موقف الحكومة الصربي قد يكون غير أخلاقي، فإنه منطقي. تعتمد صربيا بالكامل تقريبًا على روسيا في مجال الطاقة، وعلى الرغم من أن اقتصادها موجه بقوة نحو الاتحاد الأوروبي، فإن عملها يعتمد على الوقود الروسي. كما يشير استطلاع حديث إلى أن 82.1 % من الصرب يعارضون العقوبات. لذلك، لن تغضب حكومة فوتشيتش ناخبيها فحسب، بل إن ارتفاع أسعار الوقود قد يؤدي أيضًا إلى إحداث فوضى في مستويات معيشتهم.
وأردف: إضافة إلى ذلك، تعتمد صربيا على دعم موسكو في منع الاعتراف الدولي باستقلال كوسوفو، وهي القضية الأكثر إثارة للجدل في السياسة الصربية.
وأضاف: غالبًا ما يتم تصوير صربيا على أنها أمة محبة للروس بشكل غريزي، لكن قضية كوسوفو هي في النهاية محرك أكبر بكثير للمشاعر المعادية للغرب في البلاد أكثر من أي عامل آخر. وخوفًا من أن يفقدوا دعم روسيا من خلال فرض العقوبات، لا يعتقد الكثير أن الأمر يستحق المخاطرة.
وتابع: وجدت دراسة حديثة أجرتها وكالة الاقتراع «ديموستات» ومقرها بلغراد أن 21 % فقط من الناخبين يعتقدون أن صربيا يجب أن تدعم روسيا في أزمة أوكرانيا، في حين أن 50 % يؤيدون عدم الانحياز، بغض النظر عن التكلفة.
ومضى يقول: بالنسبة لبروكسل، فإن الحقيقة المزعجة هنا هي أنها ببساطة لا تملك جزرة كبيرة بما يكفي يمكن أن تعرض على صربيا بشكل عملي لتغيير موقفها. فقط 5.1 % من الناخبين مستعدون لقبول استقلال كوسوفو مقابل عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو أمر لا يرغب به سوى أقلية من الصرب على أي حال، وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجراها معهد إبسوس. تدرك حكومة فوتشيتش ذلك تمامًا وسيكون لها ما يبررها في خوفها من رد فعل سياسي داخلي أكثر من أي انتقام محتمل من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب الكاتب، يتعين على فوتشيتش النظر في مخاطر التمرد من داخل حزبه. وفقًا للمحلل السياسي دراغومير أنديلكوفيتش، يمكن للرئيس التحكم بفعالية في قمة الحزب؛ لأن هؤلاء الأشخاص لديهم مصالح معينة، وسوف يتكيفون في كثير من الأحيان مع هذه المصالح وإرادة فوتشيتش، ولكن لا يمكن السيطرة على المستويات الأدنى بسهولة، وهذا بالتأكيد لن يكون جيدًا لاستقرار المجتمع الصربي وسيؤثر على بقاء الحكومة.
وأوضح أن عدم الاستقرار في صربيا لن يكون سيئًا فقط لفوتشيتش، بل سيكون سيئًا للاتحاد الأوروبي أيضًا.
