أبرزت أهمية زيارة سموه للقاهرة ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية

وسائل الإعلام المصرية: ولي العهد في وطنه الثاني

شراكة إستراتيجية عميقة وتاريخية بين الرياض والقاهرة

تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية برؤية موحدة لمصلحة الشعبين الشقيقين

تنسيق سعودي - مصري مهم في ظل الأوضاع العالمية المتأزمة

------------------------------------------

أفردت الصحف والمواقع والقنوات المصرية صدر صفحاتها وشاشاتها أمس الثلاثاء، لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى مصر، التي كان في استقباله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي .

وأبرزت صحف القاهرة استقبال الرئيس السيسي، مساء أمس الأول الإثنين، بمطار القاهرة، سمو ولي العهد الذي يحل ضيفا على وطنه الثاني مصر، في زيارة تستغرق يومين .

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة جمهورية مصر العربية، بسام راضي، بأنه من المنتظر أن تتضمن الزيارة عقد مباحثات ثنائية بين سمو ولي العهد والرئيس المصري، ستتناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلا عن بحث القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمة السورية وتطورات الأوضاع في ليبيا واليمن والقضية الفلسطينية وتداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية وسبل تنسيق الجهود المشتركة بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين والأمة العربية، وكذا الاستعدادات الخاصة بالقمة المرتقبة التي ستستضيفها السعودية خلال شهر يوليو المقبل بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة مصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية .

وأضاف أن ذلك يأتي في إطار الشراكة الإستراتيجية العميقة والتاريخية بين القاهرة والرياض والتي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام برؤية موحدة لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين وللأمتين العربية والإسلامية .

--------------------------------------------------

البلدان "حائط صد" يجهض محاولات شق الصف العربي

قالت الصحف المصرية في صدر صفحاتها الرئيسية، إن العلاقات بين المملكة ومصر علاقات أخوية قبل أن تكون إستراتيجية، وهو ما يعمل على تقويتها لتكون حائط صد يجهض جميع المحاولات التي تهدف إلى شق الصف العربي وبث الفوضى بين الأشقاء .

وعن توقيت الزيارة، لفتت الصحف، إلى تزامنها مع الذكرى الخامسة لتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وتأتي في ظل ظروف دولية حساسة للغاية، تلقي بظلالها على المنطقة العربية التي تعاني بسبب أزمات كثيرة، تعمل الدولتان الشقيقتان على حلها، ولعل أبرزها محاربة الإرهاب والتطرف .

وأشارت الصحف المصرية إلى أن الزيارة تسبق قمة جدة المرتقبة، التي سيشارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما يستدعي التنسيق عالي المستوى بين الرياض والقاهرة، لبلورة رؤية عربية مشتركة حول مجمل القضايا التي ستتناولها القمة .

-----------------------------------

صمام أمان الشرق الأوسط وعامل استقرار المنطقة

ونوهت وسائل إعلام مصرية، بأهمية العلاقات واللقاءات بين سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي، التي تشدد على توحيد الرؤى وتوحيد الصفين العربي والإسلامي، لأنهما صمام أمان الشرق الأوسط وعامل أمن واستقرار للمنطقة برمتها .

وأشارت إلى ما أعلنته وزارة الاستثمار بالمملكة عن توقيع 14 اتفاقية بقيمة استثمارات تتجاوز 29 مليار ريال بين القطاع الخاص السعودي والمصري، وذلك على هامش زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى جمهورية مصر العربية، حيث وقّعت مجموعة من الشركات السعودية الرائدة وعدد من الجهات الاستثمارية الحكومية والخاصة المصرية عددا من الاتفاقيات في إطار تعزيز الجهود الرامية إلى التكامل والتعاون بين البلدين الشقيقين وتعزيز الاستثمارات وزيادة المشاريع المشتركة بين الشركات السعودية والمصرية .

وأكدَّ وزير الاستثمار م. خالد الفالح عمق العلاقاتِ الأخوية المتينة، والروابط الراسخة التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهوريةِ مصر العربية الشقيقة. وقال: إن من أهم ركائز رؤية 2030، تعزيز دور القطاع الخاص، ومشاركتـِه في دعم تنمية الاقتصاد الوطني، والإسهام في نقله إلى آفاقٍ استثماريةٍ أكثرَ شمولية واتساعا، في ظل ما يتمتع به الاقتصاد السعودي من خبراتٍ متراكمة، وقدراتٍ هائلة، ومزايا إستراتيجية باهرة، وكفاءاتٍ بشريةٍ رفيعة المستوى .

وأبان أن القطاع الخاص السعودي ينظر إلى السوق المصري بوصفه سوقا مهما للغاية بالنسبة للصادرات والاستثمارات السعودية، حيث تُعد المملكة إحدى أكبر الدول المستثمرة في مصر بإجمالي استثمارات تفوق 112 مليار ريال، في حين تعمل أكثر من 2000 شركة مصرية في المملكة برؤوس أموال تتجاوز 5 مليارات ريال، وبأصول تُقدر بحوالي 8 مليارات ريال في قطاعات مختلفة .

واختتم تصريحه، بقوله: إن ما شهدناه من توقيع لاتفاقيات بين الجانبين يأتي كثمرة لزيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد لجمهورية مصر العربية الشقيقة، التي تؤكد على عمق الروابط الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين، كما تأتي امتدادا لدور المملكة المحوري في دعم وتوثيق علاقات المملكة مع كافة الدول العربية .

اتفاق عربي

قال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري الكاتب الصحفي، كرم جبر، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، لمصر تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للبلدين والمنطقة العربية؛ لوجود تأثيرات سلبية بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية على المنطقة .

وأضاف جبر ـ خلال اتصال هاتفي مع برنامج تليفزيوني مساء أمس الأول- أن هذه الزيارة تأتي قبل أيام من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية؛ لحضور قمة عربية - أمريكية، تجمع الولايات المتحدة مع دول الخليج ومصر والأردن والعراق .

وأوضح أن هذه القمة تقتضي اتفاقا عربيا حول القضايا التي سيتم طرحها؛ الأمر الذي يتطلب تشاورا وموقفا موحدا، لأن هناك سياسات جديدة تتشكل في العالم، ويجب أن يكون للعرب رأي ورؤية في هذه القضايا .

وأشار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى وجود الكثير من الجبهات تحتاج إلى التشاور بين البلدين الشقيقين، منها اليمن والعراق وليبيا وفلسطين، منوها بوجود توافق سعودي ـ مصري بشأن الحفاظ على أمن واستقرار اليمن .

أمن واستقرار

ولفت جبر إلى وجود استنكار لمحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة بسبب إطلاق الطائرات المسيرة، صوب السعودية والإمارات، على الرغم من عدم وجود تأثير لها، إلا أنها أعمال يجب أن تتوقف .

وأكد أن البلدين يؤكدان دعمهما وحرصهما على الحفاظ على أمن واستقرار العراق وتشكيل حكومة وطنية قادرة على إعادة هذا البلد إلى ما كان عليه من حيث الأمن والاستقرار .

وعن مكافحة الإرهاب، اعتبرها جبر قضية مهمة فهي تمثل عاملا مشتركا بين البلدين الشقيقين؛ فهناك تقارب بين الرياض والقاهرة في اتخاذ موقف موحد تجاه قضايا الإرهاب في المنطقة .

وحول عقد المنتدى الإعلامي المصري - السعودي بالقاهرة، قال كرم جبر إن المنتدى الذي عقد في مقر مجلس الإعلام لتنظيم الإعلام يعد المنتدى الأول من نوعه بين رجال الأعمال المصريين والسعوديين، حيث كان أكبر حضور حدث في تاريخ العلاقات الإعلامية بين البلدين الشقيقين، كاشفا عن حضور 23 شخصية من كبار القيادات الإعلامية في المملكة العربية السعودية، وحضور عدد مماثل من كبار القيادات الإعلامية ورؤساء التحرير من الصحافة والإعلام في مصر .

آمال وطموحات

وأشار إلى أن جميع الإعلاميين من البلدين تحدثوا عن آمال وطموحات تمحورت حول إصدار إستراتيجية إعلامية توحد رؤى القاهرة والرياض تجاه مختلف قضايا التي تهم البلدين الشقيقين، وتطالب فيها الإعلام المصري - السعودي، بخدمة هذه القضايا، ولفت إلى أن المنتدى المصري - السعودي استعرض - أيضا - دور الإعلام إزاء الخطط والنهضة الاقتصادية الكبيرة التي تحدث في البلدين الشقيقين؛ مما يتطلب وجود إعلام خادم وشارح لهذه الخطط التي تعود بالخير والنفع على البلدين .

وأضاف كرم جبر أنه جرى الاتفاق - خلال المنتدى - على توقيع بروتوكول إعلامي مشترك بين مصر والسعودية، يتمثل في بلورة كل هذه الطموحات وعقد برامج تدريبية والقيام بزيارات مشتركة والاتفاق على تبادل البرامج على القنوات الفضائية والصحف وتغطية الأحداث الهامة والمشتركة التي تهم البلدين الشقيقين .

منحى تاريخي

أوضح المحلل السياسي وعضو مجلس الشيوخ المصري، د. عبدالمنعم سعيد أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة تأتي قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة الشهر القادم ولقائه بتسع دول عربية مرة واحدة .

وأوضح خلال مداخلة تليفزيونية: إن الزيارة أيضا مهمة في تصاعد العلاقات المصرية - السعودية ومستوى التنسيق الذي اتخذ منحى تاريخيا منذ عام 2016 منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر في أبريل من هذا العام وتوقيع 60 اتفاقية وأعقبها 10 اتفاقيات أخرى، والعادة في طبيعة العلاقات بين البلدين أن توقيع مثل هذه الاتفاقيات يأخذ شكلا أكثر جدية على الأرض مقارنة بتوقيع مثل هذه الاتفاقيات مع دول أخرى .

متغيرات إقليمية

ذكر رئيس قسم الصحافة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا د. رضا عكاشة،، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر شديدة الأهمية، لأنها تؤكد عمق الروابط بين البلدين والدور الإستراتيجي الذي تقوم به مصر والسعودية في محيطيهما العربي والإسلامي على وجه الخصوص. وأوضح خلال لقاء تليفزيوني أمس، أن الزيارة تأتي في ظروف شديدة الصعوبة وهناك متغيرات إقليمية ودولية، لذلك كان لا بد من تباحث أكبر قوتين عربيتين، السعودية ومصر، فضلا عن استحضار زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر المقبل إلى المنطقة .

وتابع أن المباحثات بين ولي العهد والرئيس السيسي ستتناول قضايا الأمن القومي العربي والنفط والغاز والعلاقات الثنائية بين الدول، تمهيدا لزيارة بايدن المرتقبة، مؤكدا أن هناك رؤية مشتركة ينبغي أن توضع على طاولة المحادثات في هذا التوقيت. ولفت إلى أن البلدين هما صمام الأمان للمنطقة العربية، مضيفا أن قضايا المنطقة سواء المرتبطة بقضية السلام أو مشكلة الغاز والبترول أو العلاقات الثنائية بين الدولتين أو أي موقف اجتماعي أو ثقافي أو سياسي إلا وكان للسعودية ومصر دور بارز .

تنسيق مهم

وقالت الإعلامية لميس الحديدي إن استقبال الرئيس السيسي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في لقاء مهم ضمن جولة استهلها سموه بزيارة القاهرة، وتضم مصر والأردن وتركيا، قبيل شهر من القمة الخليجية التي تعقد بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن في الرياض، بحضور مصر والأردن والعراق .

وأوضحت "الحديدي" عبر برنامجها التليفزيوني أن التنسيق بين البلدين في هذه الفترة بالذات على أعلى مستوى، وهو تنسيق مهم بين البلدين، خاصة أن المنطقة والعالم أجمع يشهد تطورات كبيرة في ظل تداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية .

ولفتت الحديدي إلى أن البلدين تربطهما علاقات اقتصادية مهمة، حيث إن المملكة ثاني أكبر مستثمر في مصر، قائلة: التنسيق المصري - السعودي مهم في هذا الوقت الدقيق، في ظل الأوضاع العالمية المتأزمة جراء الأزمة الروسية - الأوكرانية، والملف اليمني والقضية الفلسطينية، بالإضافة للإرهاب، وهي القضية الأهم التي تضعها مصر دائما في مقدمة اهتماماتها