لقد باتت الفرحة بكسر احتكار الرجال بالفوز في الانتخابات التعاونية بالكويت، حيث إن فوز المرأة بمقعد انتخابي للجمعيات مثل العضوة هيا المقرون أصبح يعيد الأمل لوجود المرأة بالمستقبل في مجالس الإدارات الكويتية، وتبني بشخصيتها الثقة وعدم الخوف من الخسارة، وأي تراجع بتمثيل المرأة انتخابيا يعتبر خللا في النظام الديموقراطي، الذي يعتمد على الاغلبية فقط.
فنشهد بهذه المرحلة عزوف المرأة عن الترشح لأي انتخابات بالبلد، وفي السنوات الأخيرة كان تراجعها واضحا عن الساحة الانتخابية، ووجودها هو محاولة لإرسال رسالة بأهمية تكاملها مع الرجل وقدرتها سياسياً على المفاوضة السياسية في القطاعات المختلفة، فالمرأة من تجربتها السياسية والبرلمانية تعتبر أقل إقبالا على المشاركة في الفساد أو تلقي الرشاوى، سواء كانت مادية أو على شكل خدمات مقابل صوت لتتحول الى قواعد انتخابية تنطلق منها للانتخابات.
وكذلك من أسباب عزوف المرأة عن الترشح وتقديم اسمها وصورتها على بوستر في الانتخابات هي حملات التشويه التي تتعرض لها، والتي ممكن أن تمتد بالإساءة الى أقربائها ومحيطها والتعرض لحياتها الشخصية عندما يطول الموضوع استجوابها واقصاءها السياسي بالخلط وتشويه الصورة السياسية، التي قليلا ما يتعرض لها الرجل السياسي، التي تمتد لأسرته وبيئته أو حياته العائلية وخلطها بالمساءلات السياسية.
وأيضا غياب الرقابة على ارتفاع أسعار الحملات الاعلانية للانتخابات أصبح صعبا خوض المرأة الانتخابات، لأن ما يحدث من دعم من خلال الحملات الاعلامية أصبح بعيدا عن مفاوضاتها السياسية، وأيضا سوق الغلاء الاعلامي للمرشحين في الانتخابات من قبل البرامج الاعلامية والشركات التسويقية من دون وجود ضوابط من الدولة تعوق حركة المرأة بالانتشار، وتجعل الطريق صعبا، فمن النادر للشركات والبرامج الاعلامية دعم المرأة بالقوة الاعلانية السريعة الانتشار بالبلد.
ونجد بالكويت العمل الانتخابي بدائيا مقارنة بالدول المتقدمة سياسياً ومدنياً، والمعمل الرئيسي للسياسة والقرارات لخوض الانتخابات هو الدواوين الرجالية المحتكرة على الرجل وصعوبة دخول المرأة لها لاحتكارها على القرارات الفئوية وتشاوريات بقرارات خوض الانتخابات المقتصرة على الفئوية والطائفية والعرقية والأصل أو النسب المسبقة للانتخابات، وهذا يصعب على المرأة أن تجد او تلقى قبولا بهذه التقسيمات البدائية.
وأيضا تكرار الفشل في تجارب سابقة أصاب المرأة بحالة من الإحباط، والحملات التي تقاد للعزوف كبيرة الموجة، إضافة الى النظرة والاشاعات الاعلامية بأن الرجل يصوت للرجل والمرأة تصوت للرجل، وعدم إيمانها بالمرأة وقناعاتها التي تعتبر مثيلتها المرأة غير قادرة على تمثيلها، وهذا يعود إلى قلة التوعية المجتمعية بأن للمرأة دورا مماثلا للرجل، وهنا نجد أن على المرأة الاصرار وكسر حاجز الخوف من الاقبال للترشح والتجربة، وتقبل النتائج حتى بأسوئها، لأن خوض تجربة الترشح هو نجاح في تغيير المجتمع والامل بوعي المرشحات الفتيات لتحسين صورة الكويت العامة الايجابية بالمستقبل.
ودمتم سالمين،،،
* نقلا عن "القبس "
