أكد عضو جامعة الملك سعود للبحوث العلمية المستشار د. تركي بن عبيد، أن ‏التعليم هو الطريق الصحيح الذي تسلكه الشعوب عند الرغبة في التقدم والتطور، إذ إنه يساعد في التخطيط لمستقبل مليء بالنور، وهو الأداة التي تجعل الإنسان صاحب شأن في المجتمع، فيكسبه الاحترام من كل الأشخاص الذين يتعامل معهم، كما أن التعليم يمنح الحياة طعما حلوا، فالحياة بلا تعليم كالإنسان الذي لا يستطيع التنفس، بل إنه يجعل الحياة ذات قيمة، ويعطي الإنسان إنسانيته، كما أنه قادر على جعل عقل الإنسان منفتحا على كل العلوم والأفكار والثقافات المختلفة، ويساعده على اكتساب العديد من المهارات الحياتية والعلمية، ويعمل على إثراء عقله بالأفكار النيرة، بالإضافة إلى أن التعليم يساعد الإنسان على مواجهة تحديات الحياة، ويكسبه القدرة على إيجاد حلول جذرية لهذه التحديات أو أي مشكلات أخرى تواجهه أثناء مشوار حياته.

‏غرس القيم

‏وأضاف: تتجسد أهمية التعليم في الحياة من خلال غرس القيم الثقافية والاجتماعية والوطنية في المواطن، إذ يوثق التعليم عملية فهم الحقوق والواجبات التي يجب أن يدركها جميع المواطنين، كما يتيح الفرصة للمواطنين للتعرف على ثقافتهم وتاريخهم وقيم مجتمعاتهم، ما يؤدي إلى إنتاج مواطنين صالحين، كما ‏يؤثر التعليم في تحسين ظروف الحياة المختلفة بما فيها المجالات الاقتصادية، ويأتي ذلك من خلال تطوير القدرات والكفاءات والمؤهلات لدى الأفراد، والتي يتطلبها سوق العمل، إذ يضيف التعليم إلى الفرد تجارب عدة في مجالات مختلفة، بما فيها التجارب الشخصية والخبرات المتعددة التي تعمل على إعداد الفرد لمواكبة تطورات سوق العمل، بما يمتلكه من مهارات فنية أو علمية مختلفة، كي يحصل على وظيفة مناسبة ويؤدي بدوره في رفع مستواه المعيشي من جهة، وتحقيق النمو الاقتصادي والصناعي للمجتمع من جهة أخرى.

‏تحسين الوعي‏وتابع: يعد الوعي اللبنة الأساسية التي ينتجها التعليم، فالوعي السليم يغير من طريقة تفكير الأشخاص، ما يؤدي إلى التقدم والنجاح، ويكون ذلك من خلال تلقي التعليم المناسب الذي يؤثر في تحديد الطريقة الملائمة للتعامل مع البيئة المحيطة وما يحدث فيها بطريقة سليمة.

‏الاندماج الاجتماعيو‏أشار إلى أن التعليم يساعد على الاندماج الاجتماعي، وأنه من أهم أساسيات علاج مشكلة الفقر وتحقيق التقدم المستدام في أي مكان، وقال: ولا يكون ذلك من خلال أي تعليم، بل يجب أن يكون التعليم بأفضل أداء، وأن يكون استمراريا لجميع الأفراد في المجتمع، كما يجب تمكين المتعلمين من أن يكونوا مبدعين ومسؤولين وقياديين ومتعاونين، وبشكل عام فإن الأثر السلبي للفقر في المجتمع يقل من خلال تحسين العملية التعليمية، وجعله حقا لجميع الأفراد دون أي تمييز أو تحيز.

‏مواكبة التكنولوجياوأوضح أن هناك رابطا قويا بين التعليم وتحقيق التقدم الاجتماعي في المجتمع، وهذا التعليم يجب أن يشمل تنمية جميع المهارات اللازمة لدى الطلاب، بالإضافة إلى إمكانية مواكبة التكنولوجيا، واستخدام الحاسوب، وغيرها من المهارات، فتكوين الشخصية والأمور التي يؤمن بها الفرد تحكمها عدة نقاط؛ من أهمها التعليم، سواء في المدرسة أو الكلية أو الجامعة، صحيح أن للثقافة والدين العادات والتقاليد أثرا في ذلك، لكن للتعليم الدور الأكبر.

بناء الثقة وشدد على أن التعليم يبني الثقة عند الأفراد بشكل واضح، فهو يجعل الإنسان أكثر ثقة بنفسه وبقدراته، وبالتالي يصبح أكثر إنتاجية من غيره، فمن خلال التعليم يصبح الفرد أكثر قدرة على اتخاذ القرارات، ومن خلال التعليم يعلم ما القيم والأخلاق الحميدة التي يجب التحلي والاتصاف بها، ويصبح قادرا على الابتكار والريادة في الأعمال المختلفة، بالإضافة إلى تمكنه من بناء مستقبله كما يريد وكما يخدم المجتمع.