الأرز الحساوي..«ذهب أحمر» مهدد بالانقراض


يحضر الأرز الحساوي «الذهب الأحمر» ضمن فعاليات مهرجان البشت الحساوي والذي تنظمه وزارة الثقافة، ويعتبر أغلى أنواع الأرز، حيث يحظى ببورصة خاصة تشتهر زراعته في منطقة الأحساء منذ حوالي 300 سنة، ويحظى هذا النوع من الأرز بتقاليد محدّدة وقديمة خلال الزراعة، فهو يحتاج لحرارة مرتفعة تتخطّى الـ50 درجة مئوية وكمية كبيرة من الماء حتى تصلح الأرض لزراعته.

«اليوم» خلال جولة ميدانية في المهرجان، وفي الجانب المخصص بالأرز الحساوي، التقت بمجموعة من المزارعين الأحسائيين والمتخصصين في زراعته، معبرين عن شكرهم الجزيل لوزارة الثقافة التي تتبنى مثل هذه المبادرات التي اعتبروها رعاية الموروث واحتفاء برموز تاريخية، كما تمنوا تكرار مثل هذه المهرجانات التي تفسح المجال لهم للتعريف بإرث آبائهم وأجدادهم، وتتيح الفرصة للشباب والشابات للمشاركة؛ لنرى إدماج الأجيال بين الماضي والحاضر.


سنابل الأرز الأغلى في العالم

قال المزارع علي معتوق البراهيم: إن له أكثر من ٤٠ عاما مع الأرز الحساوي الذهب الأحمر، مشيرا إلى أن زراعته متعبة ويستهلك كمية كبيرة من المياه رغم شح المياه بالمزارع، ويبدأ موسم زراعته بداية شهر أغسطس ويبلغ سعره من 35-40 ﷼ا للكيلو.

وأضاف: يقف المزارع بعد شروق الشمس في بستانه وبيده عصا تسمى المفضة يضرب بها سنابل الأرز الأغلى في العالم، لفصل القشور عن الحبوب، وهو يردد «شيلة شعبية» وأهازيج توارثوها من الأجداد ومع رفع العصا يمد قدمه إلى السنابل لتقليبها ثم يهوي بالعصا على السنابل مرة أخرى، وهكذا في حركة روتينية حتى يتم الانتهاء من «تنظيف» كمية الأرز الموجودة أمامه والتي قد تتواصل لعدة أيام.

مهدد بالانقراض لقلة المياه

أضاف المزارع طاهر أحمد العصري ٦٠ عاما: إن الأرز الحساوي مهدد بالانقراض مع قلة المياه، لكن الدولة -حفظها الله- حرصت على الاهتمام به ورعايته حتى يبقى هذا المنتج الأحسائي الأصيل وهو نعمة من الله خص بها الأحساء ومادة غذائية متكاملة، وقد وصل في فترة من الفترات سعر الكيلو ٥٠ ريالا.

وقال: تُغمر الشتلات كاملةً بالماء بحيث يتم ريها لمدة 5 أيام متواصلة من كل أسبوع، ويستمر الحال لمدة أربعة أشهر تقريباً إلى أن يحين موعد الحصاد والذي يتزامن في الغالب مع الانتهاء من موسم صرام التمر، حيث يكون حينها قد اكتمل نموه واصفرت شتلاته بشكل كامل.

وتابع: «يعتبر الأرز الحساوي من المحاصيل الزراعية التي تزرع في المناطق الحارة، حيث يحتاج إلى درجات حرارة تصل أحيانا إلى 48 درجة مئوية، كي تتمكن شتلاته من استكمال مراحل نموها، كما أنه يستهلك مياهاً كثيرة أثناء زراعته رغم أن جذوره تبقى محتفظة بالماء مدة طويلة، ولهذا فضّل الفلاحون الأحسائيون أن تكون زراعته في أرض تربتها مشبّعة بالمياه، كي يتم غمره بالماء تماماً أثناء ريّه من العيون الجوفية».

قيمة غذائية عالية تعزز الصحة

أشار حسين عباس الحسين 45 عاما، إلى أن هذا الأرز يمتاز باحتوائه على الكربوهيدرات، والبروتينات، والألياف ذات القيمة الغذائية العالية التي تساعد المصابين بآلام المفاصل، وكسور العظام، على الشفاء كما أنه يعد من الأغذية التي يوصى بها للمرأة النفساء لتناولها أثناء فترة نفاسها تعويضاً لها عما فقدته أثناء المخاض.

نقل الشتلات في يوليو وأغسطس لـ «الضواحي»

ذكر المزارع محمد الحمد أن الأرز يمر بعدة مراحل في زراعته في البداية، يتم استصلاح الأرض بحرثها وتنظيفها من بقايا النباتات، ثم تُرش بالمبيدات الحشرية، ومن ثم تسميدها لتصبح جاهزة لزرع الشتلات، وهذا يكون خلال شهري مايو ويونيو. ويتم الحصول على الشتلات بزراعة البذور بصورة مركَّزة في قطعة أرض خصبة، حتى ينبت أول الأرز. ويتم تركيز الماء عليه، من 8 إلى 14 يوماً، وبعد هذه المدة يُسقى بطريقة اعتيادية طيلة 40 يوماً، ثم يُرفع عنه الماء 10 أيام، وتبدأ عملية نقل الشتلات في شهري يوليو وأغسطس إلى الأراضي الرئيسة المسماة «الضواحي»، وهي الأراضي الشاسعة التي تتعرَّض للشمس بشكل مباشر، وتكون عادة محاطة عند أطرافها بالنخيل.

وفي هذه «الضواحي»، تتم زراعة الأرز بشكل نهائي إلى حين حصاده. ويفضل عند زراعة الشتلات الصغيرة أن تكون الأرض جافة وتغرس على هيئة خطوط. غير أنه بنمو الشتلات، تضيع ملامح الخطوط الفاصلة ما بينها، لتتحول حقول الأرز إلى بسط ذات اخضرار صارخ طوال أشهر الصيف، لا تميل إلا قليلاً إلى الاصفرار عند دنو موعد الحصاد.

ويطلق مزارعو الأحساء على موسم حصاد الأرز اسم «الوسمي»، وتكون أيام الوسمي هذا ما بين شهري سبتمبر وأكتوبر. ويُعد الوسمي من الأيام السعيدة في الأحساء، وتكون عملية الحصاد يدوياً، ويترك معرّضاً للشمس لبضعة أيام حتى يجف نهائياً. وبعد ذلك تأتي عملية الدِّراس أو (التذرية)، وهي عملية فصل الشلْب عن النبتة الأصلية للأرز. والأرز الذي يزرع اليوم في الأحساء ثلاثة أصناف: المحلي، والحساوي رقم 1، والحساوي رقم 2، ويطلق على الأخيرين اسم (هجين)، تختلف هذه الأصناف فيما بينها لجهة وقت الزراعة وحجم الحبة وكذلك حجم المجموع الخضري ودرجة اللون. فالأرز المحلي يكون لونه أحمر داكناً، والهجين يميل إلى اللون الأحمر الفاتح ويخالطه شيء من اللون الأبيض.


تاريخ الخبر: 2022-06-27 00:28:39
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

بين فيتنام وغزة – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية