أكد رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول سوريا، باولو بينيرو، دعمه الكامل لتشكيل آلية أممية مستقلة قريباً لكشف مصير المفقودين في سوريا، قائلاً إن «ما نقترح القيام به يندرج في السياق الإنساني، ويجب عدم الخلط بين المساءلة الجنائية أو مسار العدالة أو المسؤولية، وبين البحث عن المختفين والمفقودين... لأنه إذا تم الخلط بين المسارين لن نتوصل إلى هدفنا الأساسي وهو أن نتمكن من الحصول على معلومات نقدمها الى أسر المختفين والمفقودين».
وكان بينيرو يتحدث إلى «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي أمس، قبل أيام من تقديم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش توصياته لتشكيل آلية أممية للبحث عن المفقودين في سوريا بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية العام الماضي.
واعتبر بينيرو العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد، قبل أسابيع، عن متهمين بجرائم «إرهاب»، مثيراً للاهتمام، قائلاً «إنها المرة الأولى التي يشمل فيها عفو عام الجرائم التي تعتبرها (الحكومة) مرتكبة من إرهابيين. نعمل عن قرب لجمع المعلومات لتقديم تقرير دقيق عن الذين شملهم العفو. لدينا أسئلة كثيرة حول عدد الجرائم التي شُملت وعدد الأشخاص المشمولين».
ووجه بينيرو انتقادات لاذعة لعدم قيام دول أجنبية بإعادة مواطنيها من مخيم الهول الذي يضم 60 ألف شخص من أسر وعائلات «داعش» في شمال شرقي سوريا. وقال إن المخيم ليس قنبلة موقوتة قابلة للانفجار، بل هو قنبلة «تنفجر وانفجرت (بالفعل) في مستقبل الأطفال. هذه فضيحة. يجب القول إنه ليس هناك انسجام. بعض الدول تطالب بالمحاسبة في النزاع السوري. لماذا لا تُطبق (هذه الدول) المنطق نفسه على الناس المعتقلين في مخيم الهول؟». وأضاف أن الجيوش الخمسة المنخرطة في سوريا (أميركا، روسيا، إسرائيل، تركيا، وإيران) لا تتصرف كما يجب في ما يتعلق بمعايير الحروب والحفاظ على حياة المدنيين.
