أكد مختصون أن تراجع معدلات البطالة بالمملكة في ظل التطور التكنولوجي الذي قد يؤدي للاستغناء عن الخبرات البشرية، وجائحة كورونا التي أفقدت الكثير من الأشخاص وظائفهم هو نجاح عالمي منقطع النظير في كيفية تعامل المملكة بشكل متكامل مع تحدياتها، واستيعاب قدرة سوق العمل للتطور التكنولوجي في خلق فرص وظيفية في ظل الجائحة وما بعدها، مؤكدين أن سياسات المملكة نجحت في خلق أنماط عمل حديثة، سهلَّت عمل شرائح مختلفة من مختلف التخصصات.
مؤشر إيجابي
وأوضح الخبير الاقتصادي د. سالم باعجاجة، أن تراجع معدلات البطالة بالمملكة في ظل التطور التكنولوجي الذي قد يؤدي للاستغناء عن الخبرات البشرية هو مؤشر إيجابي على تعامل المملكة، مع تحدياتها، مشيرا إلى أن خلق فرص وظيفية دليل على نجاح الجهود التي قدمتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والجهات الحكومية والقطاع الخاص، حيث قامت وزارة الموارد البشرية بإصدار (32) قرار توطين شملت (35) مهنة في مختلف القطاعات ساهمت في خفض معدل البطالة، إذ انخفض معدل بطالة السعوديين والسعوديات للربع الأول من عام 2022م إلى 10.1 %.
وأشار إلى ما حققته المرأة السعودية من مكتسبات في هذا الصدد، من خلال برامج داعمة تضمنت، التدريب الموازي، وتدريب القياديات، ما أدى إلى خفض معدل البطالة للسعوديات خلال الربع الأول من عام 2022م، حيث بلغ 20.2 % مقارنة بـ 22.5 % في الربع السابق، في حين انخفاض معدل البطالة للسعوديين خلال الربع الأول من عام 2022م، حيث بلغ 10.1 % من واقع تقديرات مسح القوى العاملة مقارنة بـ 11.0 % في الربع السابق. وهو الانخفاض الأدنى نسبة منذُ عام 2008م.
مهن نوعية
وأكد د. سالم، أن قرارات التوطين التي دخلت حيز التنفيذ لهذا العام، (19) قرارا شملت العديد من القطاعات والمهن النوعية ومن أبرزها: مهن الأشعة والمختبرات، والعلاج الطبيعي، التغذية العلاجية، وقطاع الأجهزة الطبية، ومهن التسويق والمهن الإدارية المساندة، وتوطين قطاع السينما وقطاع المولات والتي وفرت المزيد من فرص العمل المحفزة والمنتجة، كما ساهمت قرارات التوطين النوعية مثل: الصيدلة وطب الأسنان والهندسة والاتصالات والتقنية ساهمت في رفع مشاركة السعوديين في سوق العمل، مما أدى إلى الوصول إلى هذه النتيجة المميزة 10.1 %، مؤكدا أن توسع وزارة الموارد البشرية في خلق أنماط العمل الحديثة مثل: العمل المرن والعمل عن بعد والعمل الحر سهل في دخول شرائح مختلفة لسوق العمل من مختلف التخصصات.
إنجاز عالمي
من جانبه رأى المستشار الاقتصادي إياس آل بارود أن ملف البطالة واحد من أكثر الملفات الشائكة التي تعاني منها دول العالم، لما لها من سلبيات اقتصادية واجتماعية، مشيرا إلى أن تراجع تلك النسبة في المملكة بعد وخلال الجائحة هو إنجاز عالمي، زادت فيه نسبة البطالة بشكل كبير خلال الجائحة.
وأكد أن قرارات التوطين النوعي وتوطين عدد من المهن في مختلف القطاعات، ودعم المنشآت خلال الأزمات، أسفرت عن نتائج مميزة تمثلت في انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ 14 عامًا، لتصل معدلات البطالة بين السعوديين إلى 10.1 % من واقع تقديرات مسح القوى العاملة مقارنة بـ 11.0 % في الربع السابق، موضحا ما حققه برنامج نطاقات وحماية الأجور ومبادرات الوزارة لدعم المنشآت من نتائج ملموسة أسهمت في خفض معدَّل المشاركة في القوى العاملة للربع الأول من عام 2022من حيث بلغ 50.1 % مقارنة بـ 51.5 % في الربع السابق رغم التأثرات الاقتصادية العالمية.
وأشاد آل بارود، بما بذلته كافة الجهات المعنية، بشكل متكامل من جهود موسعة في التوطين وحماية الوظائف ومواجهة الآثار الاقتصادية السلبية التي أسهمت في تناقص نسب البطالة، ما يعد مؤشرا إيجابيا لصحة وحيوية سوق العمل السعودي.
عمل السعوديات
وقالت الاقتصادية د. عائشة نتو، إن المملكة نجحت في التعامل مع ملف التوظيف بشكل منقطع النظير خلال الـ 20 عاما الماضي، وهو ما أسهم في انخفاض معدل بطالة السعوديات إلى 20.2 %، مؤكدة أن هذا المعدل غير مسبوق، إذ وصلت لمعدلات ما قبل 2002م، مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع نسبة مشاركتهن منذُ ذلك الوقت وهذا بفضل التشريعات التي أسهمت في تعزيز جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والجهات الحكومية في تمكين المرأة.
وأكدت أن البرامج المعززة لتمكين المرأة مثل التدريب والتوجيه القيادي، وقرة، ووصول، وغيرها، أسهمت في الوصول إلى هذه المستويات القوية من التراجع في معدل بطالة السعوديات، مؤكدة أن تعاون وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مع الجهات الحكومية الإشرافية في تطبيق سياسات التوطين وقراراته أظهرت الإيجابية والمعدلات المبشرة في الربع الأول من 2022، مضيفة: كما كان للأدوار الرقابية والمتابعة في تطبيق قرارات التوطين أهمية قصوى لتحقيق زيادة توظيف المواطنين والمحافظة على الوظائف، وساهم إطلاق برنامج نطاقات المطور بتصميمه الجديد في دخول السعوديين لسوق العمل بوتيرة متسارعة بالقطاع الخاص.
