استمعت هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية لدى مجلس قضاء عنابة لأقوال 18 شخصا توبعوا بارتكاب جناية تكوين جماعة أشرار زرعت الرعب والهلع في نفوس المواطنين. وعرف مجلس قضاء عنابة نهاية الأسبوع المنصرم توافدا كبيرا للمحامين والأطراف المدنيّة بالإضافة للشهود والمحلّفين لإلقاء نظرة على ملفّ القضيّة المعالجة يوم الخميس الفارط والتي جرّت ثمانية عشر متّهما إلى أروقة العدالة لمتابعتهم بالتهم المنسوبة إليهم المتمثّلة في تكوين جمعيّة أشرار من أجل الإعداد لارتكاب جناية، وجناية وضع النار عمدا في أملاك الغير والحرق العمدي لأملاك الغير مع حيازة أسلحة بيضاء محظورة، ومن جهة ثانية فقد تورّط أفراد المجموعة الإجراميّة المتراوحة أعمارهم ما بين 19 و38 سنة في عدّة قضايا راح ضحيّتها العديد من الأشخاص، وبدأت قصّتهم وقت طرقهم باب الإجرام عن طريق تكوينهم لعصابة أشرار خطيرة هدفها زرع الرعب وبثّ الخوف والهلع داخل قلوب المواطنين وأقدم هؤلاء في منتصف سنة 2020 على التجمّع بحي الصرول التابع إداريا لبلديّة البوني من أجل الإجتماع والتخطيط لعمليّاتهم الإجراميّة كالإعتداء على الأشخاص وتخريب الممتلكات إلى جانب غلق الطرقات بغرض عرقلة حركة المرور ومنع حريّة تنقّل المركبات والمواطنين ناهيك عن سلسلة من الأفعال المشينة التي كانوا يرتكبونها دون رحمة وشفقة خاصة منها المتمثّلة في إضرام النار في ممتلكات الغير بالإضافة إلى قيامهم بعمليات اقتحام وغيرها، باستعمال أسلحة بيضاء محظورة وشماريخ وغيرها من الألعاب النارية الخطيرة، لأغراض إجرامية مختلفة طالت ممتلكات الغير وتسبّب الأمر في إحداث أضرارا كبيرة لممتلكات الغير خاصة بحي الصرول الذي برزت منه هذه العصابة التي قام أفرادها بسلسلة من العمليات نذكر منها وضع النار عمدا في سيارة من نوع “مازدا” واقتحام محلّ تجاري مع محاولة اقتحام منزل وغيرها من الأفعال المشينة، قبل أن تنجح الجّهات الأمنيّة في إلقاء القبض عليهم واحدا تلو الآخر بعد رسمها خطّة محكمة تمثّلت في تشكيل دورية مختلطة متكوّنة من سريّة من المجموعة الخامسة للتدخّل للدرك الوطني بعنابة مدعّمة بثلاثة فصائل للأمن والتدخّل بالإضافة إلى أفراد المجموعة الإقليميّة للدرك الوطني بالبوني بقيادة قائد الكتيبة الإقليميّة وبالتغطية الجويّة التابعة للسرب الجوي بعنابة ليتمّ إلقاء القبض على أفراد العصابة وتقديمهم أمام الجهات القضائية لمتابعتهم بالتهم المنسوبة إليهم، ويتعلّق الأمر بكلّ من “ح.ع.ر”، “ب.ع.م”، “ج.س.د”، إلى جانب “س.ل”، و14 متهما آخرا، تجدر الإشارة أنّ هيئة المحكمة عالجت ملفّاتهم من جميع الجوانب قبل أن تقضي بإدانة المتهم “ب.ع.ص” بعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا وتسليط 5 سنوات سجنا نافذا ضدّ “ب.ح.ط”، و”س.ش”، “ح.ص”، “خ.ح” و”ب.ع.م” في حين قضت هيئة المحكمة بتبرئة بقيّة المتهمين نظرا لانعدام الأدلة الكافيّة لإدانتهم وذلك بعد تورّطهم في قضيّة تكوين جمعيّة أشرار من أجل الإعداد لارتكاب جناية، وجناية وضع النار عمدا في أملاك الغير مع حيازة أسلحة بيضاء محظورة والحرق العمدي لأملاك الغير، كما يجدر الذكر من ناحية ثانية أنّ بعض المتهمين تمت محاكمتهم عن بعد واستمعت الجهات القضائية لتصريحاتهم عن طريق كاميرات ومكبرات صوت تمّ وضعها على مستوى المؤسسات العقابية التي يتواجدون فيها.
وليد سبتي
