بعد عامين من الركود.. مداخيل السياحة بالمغرب تنتعش بقوة


دبت الحركة مجددا في ساحة جامع الفناء بمدينة مراكش المغربية، وارتفع هدير السياح بين ردهاتها، في مؤشر واحد فقط، من بين مؤشرات عديدة، على تعافي السياحة في المغرب من جراء تداعيات جائحة كورونا.

وعاد البائعون ليهتفوا بأسعار منتجاتهم والبسمة تعتلي وجوههم، كما انطلقت الأفاعي في رقصاتها على أنغام مزمار كتمت صوته الجائحة في هذه الساحة.

كل المؤشرات تدل على عودة المياه إلى مجاريها في المدن المغربية على الصعيد السياحي، فالفنادق والمآثر السياحية والمقاهي ممتلئة بالسياح، وفق ما تظهر الأرقام الرسمية.

وذكرت أرقام مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد أن الإيرادات السياحية في المغرب سجلت ارتفاعا بنسبة 123.3 في المئة خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2022.

وأكدت المديرية في نشرتها التي صدرت في يونيو الماضي، أن هذه الإيرادات تمكنت من تجاوز المستوى المنخفض المسجل خلال فترة ما قبل الوباء، حيث ارتفعت إلى 36.3 بالمئة، بعدما كانت في حدود ناقص 71.5 بالمئة في أبريل 2021.

وتابعت: “خلال أبريل 2022، الشهر الثالث بعد إعادة فتح الحدود الوطنية، تعززت العائدات السياحية أكثر، حيث من المتوقع أن يتسارع هذا التطور في الأشهر المقبلة، بعد تخفيف قيود السفر التي دخلت حيز التنفيذ في 18 مايو 2022، وغيرها من الإجراءات الحكومية التي تهدف إلى دعم وإنعاش أنشطة القطاع.”

أرقام مبشرة

الخبير في مجال السياحة، الزوبير بوحوت، أكد أن هذه الأرقام تدل على انتعاش واضح لمداخيل السياحة، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أننا نقارن سنة 2022 مع السنة التي تسبقها وكانت مطبوعة بالأزمة.

وأوضح بوحوت أن المغرب يعرف فعلا بداية انتعاشة، ويجب أن يستمر هذا الزخم حتى بلوغ مستويات سنة 2019 التي لا نزال بعيدين نسبيا عنها”.

ولفت إلى أن “شهر مايو من السنة الجارية عرف قفزة كبيرة في عدد السياح، إذ بلغ عدد الوافدين ما يربو عن 800 ألف، وهو رقم يتجاوز عدد الوافدين نفس الشهر من سنة 2019، حيث زار المغرب 724 ألفا”.

وشدد بوحوت على “ضرورة مواصلة الجهود لضمان سنة سياحية ناجحة، مذكّرا بأن شهري يناير وفبراير من سنة 2022، عرفا ركودا لأن الحدود كانت مغلقة. كما أن الانطلاقة الفعلية للموسم السياحي انطلقت في مايو لأنه تم فعليا تخفيف شروط ولوج الأراضي المغربية، وهي شروط حدّت سابقا من دخول السياح والمغاربة القاطنين بالخارج بشكل كثيف”.

وأكد الزوبير بوحوت أن سلسلة قيمة القطاع السياحي ستستفيد في مجملها من هذه الانتعاشة؛ على رأسها الفنادق والمطاعم ودور الضيافة، ولكن بالمقابل يجب الالتفات إلى قطاع النقل السياحي الذي ستكون هوامش ربحه ضيقة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.

مراكش قبلة النجوم

في سياق الزخم الذي تعرفه السياحة خلال الأشهر الأخيرة، استقبلت مدينة مراكش نجوما من العالم بأسره.

وتُعد المدينة الحمراء قِبلة لنجوم كرة القدم ومشاهير من مجالات أخرى، بفضل المؤهلات السياحية التي تزخر بها، كالمناخ وجوانب أخرى تجعلها ضمن أكثر المدن جذبا للسياح.

ونشر أشرف حكيمي صورة له وهو بأحد أحياء مدينة النخيل، أمام خلفية آجورية، وهو اللون الذي يميز معمار مدينة مراكش العريقة.

كما قضى النجم الفرنسي كيليان مبابي جزءا من عطلته بعاصمة النخيل، ليلتقي به صديقه أشرف حكيمي الموجود هو الآخر بالمغرب على هامش تجمع “الأسود” لمباراتي جنوب افريقيا وليبيريا.

ونزل مهاجم منتخب “الديكة” بفندق فاخر في طريق مدينة ورزازات، حيث نشر مبابي صورة توثق تواجده بمراكش عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”.

وظهر اللاعب داخل مسبح وهو يقضي لحظات من الاسترخاء معلقا : “وأخيرا”.

يُذكر أن الأسابيع الماضية عرفت توافد عدد كبير من نجوم كرة القدم إلى مدينة مراكش، لقضاء جزء من إجازتهم الصيفية، بعد انتهاء المباريات الدولية التي خاضوها رفقة منتخابتهم الوطنية.

ومن بين ضيوف المدينة الدولي الجزائري رياض محرز، لاعب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، الذي حط الرحال منذ أسبوعين بمدينة مراكش رفقة أسرته بغية قضاء إجازته.

عملية “مرحبا” تحطم الأرقام

وعلاوة على البرنامج الاستعجالي لقطاع السياحة الذي وضعته الحكومة لإنعاشه وإخراجه من الركود، انطلقت عملية مرحبا 2022 في 5 يونيو الجاري، في ظل إجراءات جديدة تروم توفير أفضل ظروف الاستقبال والعبور للمغاربة المقيمين بالخارج.

وهكذا ارتفعت العائدات السياحية بنسبة 329.7 بالمئة في أبريل 2022، بعد زائد 529.8 بالمئة في مارس وزائد 25.1 بالمئة في فبراير 2022، بحسب أرقام نشرتها مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد.

وعلى مدى الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بلغت هذه الإيرادات ما يقرب من 13.6 مليار درهم مغربي ( أكثر من 1.35 مليار دولار) بعدما كانت في حدود 4 مليارات درهم قبل عام، و 17 مليار درهم خلال الفترة نفسها من 2019 ، مسجلة معدل تعاف مقارنة بمستوى ما قبل الأزمة البالغ 79.7 بالمئة.

وبلغ معدل التعافي 91.2 بالمئة خلال شهري مارس وأبريل 2022.

المصدر: سكاي نيوز عربية

تاريخ الخبر: 2022-07-03 00:15:20
المصدر: كِشـ24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 39%
الأهمية: 44%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية