شاركت إلهام عفيفي مدير جمعية المنتدى الوطني لنهر النيل التي تعمل في القاهرة الكبرى، اليوم في الحفل الختامي لمشروع آراء من خط المواجهة، والذي نفذته الشبكة العربية للبيئة والتنمية رائد، التي يرتأسها د. عماد الدين عدلي، بالتعاون مع الشبكة العالمية للحد من مخاطر الكوارث، وبمشاركة ثلاث جمعيات منها المنتدى الوطني.

قالت إلهام: عملنا في ظروف غاية في القسوة، فالاماكن والمناطق التي تم تحويلها حغرافيا إلى مدن بعج أن كانت قرى، لم تلحق بمستوى المدن ولم تظل قرى، فصارت مسخاً، لذلك فان العمل الأهلي في مناطق تعد عشوائيات، عسير للغاية، اخترنا مناطق الخصوص وابو زعبل، ودهشور، وهارون” داخل القاهرة الكبرى، وقرية دهشور هى إحدى قري الوحدة المحلية بدهشور والتى تتبع إداريا وجغرافيا مركز البدرشين بمحافظة الجيزة.

ولنأخذ مثالين هما العكرشة بأبي زعبل ودهشور.ففي العكرشة كانت الأمور سيئة للغاية، فأبو زعبل تضم اكبر تجمع صناعي عشوائ، يعمل فيه اطفال ومواطنون، في الصناعات البلاستيكية، والمعدنية، والورقية، ويعاني العديد من الاطفال والمواطنين من غياب الخدمات الصحية، فضلا عن اصابات صدرية و سرطانية بسبب التلوث.

وتتابع إلهام: رصدنا في المشروع احتياجات الناس في المنطقة، اذ يعاني اصحاب الدخل المنخفض من نقص الخدمات الطبية المقجمة لهم عن طريق المركز الطبي لكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بالعكرشة، لأن المركز يقدم الخدمات الطبية بمبالغ زهيدة لكن ينقصه مستلزمات، واطباء متطوعون، وبدات الجميعة ضمن أعمال المشروع في عمل ورش لرصد ما ينفع الناس، والكنيسة وفرت القاعة للاجتماعات و الورش، وبالتنسيق تم إمداد المركز الطبي للكنيسة بجهاز مولد اكسجين، و2 اسطوانة أكسجين 15 لتر، و2 جهاز نيبولايزر، لازمات تنفس الاطفال، وجهاز قياس ضغط.

أما قرية دهشور بالجيزة، فتعاني من عدة مشكلات بيئية تم رصدها ومنها وجود عدد من نقاط تجميع القمامة العشوائية داخل القرية وكان المجتمع المدني بالقرية قد بدأ بالقضاء على هذه النقاط تدريجيا ليتم تجميلها وتزيينها من خلال حشد الجهود المجتمعيه وبالتنسيق مع الوحده المحليه بدهشور، حيث تم عمل محطة مناولة لتجميع القمامة على طريق المريوطيه، ونظرا لكونه طريقاً عاماً ومدخل رئيسي للقرية، فقد احتاج الأمر لبعض التدخلات مثل أعمال التشجيير والتزيين والتجميل بنطاق هذه المحطة حتى يتحقق الهدف المنشود منها، كما تم رصد مكان لإلقاء المخلفات بجوار محول الكهرباء بالقرية مما يمثل خطورة شديدة على الأطفال والمارة. في إطار ما سبق قامت جمعية المنتدى الوطني لنهر النيل بالتعاون مع المجتمع المدني والوحدة المحلية لقرية دهشور بإجراء عدة مسوح ميدانية واستطلاعات للرأي لتحديد المشكلات التي تعاني منها القرية وكذا الأولويات التي يجب تنفيذها أولا.

وتقول إلهام: نفذت الجمعية ورشة عمل مجتمعية ضمت أهل القرية والوحدية المحلية والشباب لمناقشتهم في تلك المشاكل وتحديد التدخل المطلوب تنفيذه، حيث أجمع المشاركون في الندوة على ضرورة إزالة تجمعات القمامة حول محول الكهرباء بالقرية.، وقامت الجمعية بإجراء التدخل المطلوب والذي تمثل في رفع المخلفات وتزيين نقطة القاء المخلفات وتجميلها وزراعتها بالاشجار (حيث تم زراعة أكثر من 100 شجرة تم توزيعها في المنطقة التي تم تنظيفها وفي الطريق الرئيسي داخل القرية وحول محطة المناولة على طريق المريوطية، كما تم عمل رسم جرافيتى للتعبير عن أهمية الحفاظ على البيئة، وقد قام فريق المتطوعين بالقرية بعمل حملة توعية وتثقيف بأهمية الحفاظ على البيئة وعدم القاء القمامة في الشوارع لما تسببه من أضرار صحية وبيئية ، ونجحت جمعية المنتدى الوطني في حشد جهود المجتمع بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني بالقرية وكذلك الوحدة المحلية لتنفيذ “مبادرة قريتنا الجميلة”؛ فتم نقل مركز تجمع القمامة إلى محطة المناولة وازالة التراكمات، والقيام بأعمال التشجير والتزيين والتجميل لهذا المكان، كما تعتزم الوحدة المحلية جعلها منطقة ألعاب للأطفال .

وتختتم إلهام حديثها قائلة: المدن التي كانت قرى، للاسف العمل فيها عسير النها ” لا حصلت مدن ولا ظلت قرى سواء على مستوى الخدمات او السلوك، او المعيشة والمجتمع” وبالرغم من ذلك حرصت الجمعية على إشراك السكان المحليين منذ البداية، بدءاً من مرحلة التخطيط وحتى تنفيذ التدخلات المطلوبة، ثم مشاركة شباب القرية في التوعية للحفاظ على الأشجار التي تمت زراعتها، وكذلك التزام الوحدة المحلية بالعناية بها والحفاظ على الموقع الذي تم تجميله.