نعت الطرق والزوايا الصوفية حول العالم، العلامة الصوفى المغربى الدكتور الشريف عبدالله الوزانى، الذى توفى مساء أمس، بعد رحلة مليئة بالعطاء وخدمة الإسلام والتصوف، حيث كان "الشريف الوزانى" من علماء التصوف الكبار الذى ساهموا بصورة كبيرة فى محاربة الفكر المتطرف، وتقديم التصوف فى صورة مختلفة عن السابق، الأمر الذى جعله من علماء عصره فى تشكيل وعى ووجدان الشباب . 

وشاركت الزوايا الصوفية بالمغرب، فى تشييع جثمان " الشريف الوزانى" إلى مثواه الأخيرة، حيث كان فى مقدمة المشيعين وفد الزاوية المعينية، ووفد من الزاوية الكتانية، ووفد من الزاوية التجانية، وعدد آخر من شيوخ وعلماء الزوايا .

وولد "الشريف الوزاني" بفاس ونشأ في عائلة محافظة حيث كان والده من علماء القرويين وشيخ زاوية صوفية كبيرة، فكانت بدايته لأكثر من ثلاث سنوات بكتّاب الزاوية لحفظ القرآن والمتون قبل أن يلج مدرسة الدوح ثمّ ثانوية مولاي إدريس في المجال العلمي ثمّ التوجّه إلى فرنسا لدراسة الصيدلة والعمل لسنوات بإحدى أكبر الشركات الصيدلية بها وإعداد دبلوم الدراسات  العليا في تدبير المقاولات، ولكن الحنين للمغرب وللموروث الثقافي والروحي المغربي يجعله عند رجوعه إلى المغرب يتابع الدراسات الإسلامية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ثمّ الحصول على الدكتوراه من جامعة محمد الخامس بالرباط، مما أحدث تحوّلا جذريا في مساره المهني حيث تفرّغ نهائيا لمجال التدريس بجامعة الجديدة والإعلام الديني والثقافي بالقناة الثانية حيث أعدّ وقدّم برنامج "الإسلام وقضايا العصر" لخمس سنوات متتالية.

ثمّ انطلقت مسيرته في التدريس والإعلام إذ سجّل برامج عدّة بإذاعة محمد السادس وآخرها برنامج أسبوعي حول القرآن وآخر حول السيرة النبوية، وله مشاركات عدة بقناة "ميدي إن تيفي" ومشارك في البرنامج اليومي "صباحيات لوكس" بالفرنسية بالإذاعة الحرة "لوكس" .

وبحكم مشاركته في تدريس الأئمة بمعهد محمد السادس بالرباط، يشارك كثيرا في تأطير الأئمة بفرنسا وبلجيكا، كما يشارك كثيرا في مؤتمرات وندوات علمية وطنية ودولية لتبليغ رسالة حضارية وثقافية تبرز تميز المغاربة في تدينهم وثقافتهم مما ضمن لهم الإستقرار والاستمرارية لعصور وقرون عديدة، كما يشارك في عدة ملتقيات لحوار الأديان (فرنسا وتركيا وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية) عسى أن يصل الجميع لتوافق فكري وأخلاقي وروحي يمكن من العيش المشترك السلمي.

كما له إنجازات علمية وفكرية عبارة عن ستة كتب بالعربية والفرنسية، ومشاركات في العديد من الجمعيات والمنتديات الفكرية والفنية، ويترأس "مؤسسة مولاي إدريس للدراسات الشرعية والتاريخية" وكذلك يترأس "رابطة مجمع الصلاح".

وأهم مؤلفاته العلمية:

الزاوية الوزانية بفاس أعلامها وخصائصها في جزء واحد 2004

سيراج الغيوب في أعمال القلوب” لعبد الكبير عليوات تحقيق و دراسة 2009

التحفة القادرية في مناقب مولاي عبد الله الشريف ورجال الشاذلية” لمحمد القادري تحقيق وتقديم 2011

لماذا نفرح بالمصطفى صلى الله عليه وسلم“، كتاب جماعي ساهم فيه الدكاترة: عبد الله الشريف الوزاني، حمزة الكتاني، عدنان زهار، عبد الإله بن عرفة، محمد التهامي الحراق،  منشورات رابطة مجمع الصلاح بالمغرب، الرباط 2013

 *Le prophète de l’Islam , le modèle  كتاب حول حياة رسول الإسلام بالفرنسية 2013

*Ce qu’il faut savoir du Coranكتاب حول علوم القران بالفرنسية 2014

المشاريع قيد الإنجاز:

*تحقيق كتاب الدر النفيس في مناقب مولانا ادريس للحلبي

* إعداد كتاب الإسلام وقضايا العصر مقتبس من مواضيع حلقات البرنامح التلفزي الذي يحمل نفس العنوان