«المقاومة مستمرة».. محطات في حياة أديب المقاومة الفلسطيني غسان كنفاني

غسان كنفاني هو أحد رموز الأدب الفلسطيني المقاوم، والذي اغتيل في مثل هذا اليوم من العام 1972 ولم يتجاوز عمره السادسة والثلاثين، ورغم أن سنوات عمره التي قضاها في فلسطين لم تتجاوز الـ11  عامًا، إلا أنه كان فدائيًا استثنائيًا في عالم الأدب الفلسطيني، فصار يسمي بـ“أدب المقاومة”.

وكان باستطاعة غسان كنفاني أن يكتفي بتوثيق جرائم الاحتلال الفلسطيني في دير ياسين، وأن يشهرها للعالم الغربي، إلا أنه لم يكتف بذلك فقط، بل أنخرط في العمل السياسي، حتي اغتيل بتدبير من رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير.

وخلال دراسته للأدب العربي بجامعة دمشق، منع غسان كنفاني من مواصلة دراسته، نظرًا لعمله السياسي وانخراطه في حركة القوميين العرب خلال خمسينيات القرن العشرين.

تزوج غسان كنفاني من معلمة دنماركية الجنسية تدعي “آن هوفر”، وأحبها وأحبته خلال حديثه معها عن مأساة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وما يجري علي أرضه المحتلة وأنجب منها “فائز” و“ليلي”. 

كان غسان كنفاني يقرأ كثيرا لدرجة أنه لم يكن يمسك كتابًا إلا وينتهى منه قبل نهاية اليوم، وكان يقضي أكثر من ثمان ساعات بين القراءة والكتابة، لدرجة أنه كان يقرأ في اليوم الواحد ما لا يقل عن 600 صفحة.

وتكشف رسائل غسان كنفاني إلي غادة السمان، والتي أوصاها بنشرها بعد وفاته، عن جانب إنساني آخر من شخصية كنفاني، وما عايشه كإنسان وشخص عادي له أسراره الشخصية، وامرأة أخري ارتبط بها رغم كونه زوجا.

نظم غسان كنفاني أمسيات شعرية لصديقه “محمود درويش”، كما قدم مواطنه الآخر “ناجي العلي” إلي الصحافة. 

وكان يظهر علي شاشات التليفزيون كنجم سينمائي، يجيد الإنجليزية، وكان يوقع باسم “أبو العزم” في بدايات عمله بالصحافة، تحديدا في الصحف الكويتية، وكتب القصص القصيرة والروايات والمقالات والمسرحيات، وتحولت بعض أعماله إلى أفلام سينمائية، مثل روايته الأشهر والأبرز “رجال في الشمس”، والتي قدمها المخرج المصري الكبير “توفيق صالح” باسم “المخدوعون”، في العام ١٩٧٢، من بطولة محمد خير حلواني٬ بسام لطفي٬ صالح خلقي٬ عبدالرحمن آل رشي٬ ثناء دبسي٬ نجاح حفيظ.

وأبدع غسان كنفاني في تصويره من خلال إبداعه وكتاباته، عن الاحتلال الاسرائيلي واللجوء واللاجئين، والسجون الإسرائيلية، والمخيمات الفلسطينية، ومن أجل شقيقته الصغري “لميس”، كتب غسان كنفاني كتب وقصص للأطفال، ومن بينها قصة "القنديل الصغير، بل كان يحكي هذه القصص ويستلهمها من حكيه للأطفال في المخيمات. 

كان الحزن يعتصر غسان كنفاني وهو يري تلاميذه الصغار يسهرون لساعات طويلة ليلًا من أجل لقمة العيش، وطلب منهم ذات مرة أن يرسمون التفاح والموز، ثم فكر كيف يرسمون تلك الأشياء التي لم يروها، ومن ثم عاد وطلب منهم رسم المخيم.

كان غسان كنفاني يرفع دوما شعار “المقاومة مستمرة”، فهو كاتب الحياة التي أرادت دولة الاحتلال سلبها من الفلسطينيين منذ البداية، فقاموا بتسميم آبار عكا في الأربعينيات لنشر التيفود بين الفلسطينيين.

محمود درويش يرثي غسان كنفاني

ويقول محمود درويش في رثاء صديقه غسان كنفاني: “أنت متهم إلي أن يثبت موتك، لأنك إذا كنت فعلا حرا فسيكون هدفك هو الموت. إن الحقيقة والحرية لا تأتي إلا بالموت”  

ويقول محمود درويش أيضا في رثاء غسان كنفاني: "كنت إنسانية تسلم علي السائح، فتصيبه عدوي فلسطين، تقبل امرأة، فتصير مريم المجدلية، تعانق طفلا فيستكمل طفولته في إحدي قصصك. لم تمتشق قلما .. لم تمتشق بنديقية. لم تمتشق إلا دمك. كان دمك مكشوقا من قبل أن يسكب. ومن رآك رأي دمك الوحيد الواضح، الوحيد الحقيقي، والوحيد العربي.  

تاريخ الخبر: 2022-07-08 18:21:45
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:04
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

وفاة المحامي والحقوقي عبد العزيز النويضي اثر سكتة قلبية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية