الخسائر واسعة النطاق الناجمة عن انهيار العملات المشفرة تنتشر أكثر بين المستثمرين ذوي البشرة السمراء.
امتلك ربع المستثمرين الأمريكيين ذوي البشرة السمراء عملات مشفرة في بداية العام، مقارنة بـ15 في المائة فقط من المستثمرين البيض، وفقا لمسح أجرته شركة أريال إنفستمنتس وشركة تشارلز شواب. كان الأمريكيون ذوي البشرة السمراء أكثر احتمالا بما يزيد على الضعف لشراء العملات المشفرة كأول استثمار لهم.
لكن قيمة تلك الاستثمارات انهارت. انخفض إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى أقل من تريليون دولار من أكثر من 3.2 تريليون دولار العام الماضي. يأتي الانخفاض في الأصول الرقمية جنبا إلى جنب مع سوق هابطة في الأسهم الأمريكية.
أدى انكشاف الأمريكيين ذوي البشرة السمراء بشكل أكبر على العملات المشفرة إلى جعلهم أكثر عرضة للتراجع المالي، حتى مع امتلاك أسرهم في المتوسط ثروة أقل.
وجهت جاذبية بناء الثروة، التي ضخمها التسويق، الكثير من المستثمرين ذوي البشرة السمراء إلى العملات المشفرة. ارتفع سعر بيتكوين 9300 في المائة في الأعوام الخمسة إلى ذروته في تشرين الثاني (نوفمبر).
قال جيفرسون نويل (27 عاما)، إن انكشافه الأول على العملات المشفرة كان في كانون الثاني (يناير) 2019 عندما استثمر خمسة دولارات دون قصد في بيتكوين أثناء استخدام خدمة الدفع كاش آب. "لم يكن لدي أي فكرة عن ذلك، ولا أتذكر حتى إنني فعلتها".
بحلول أيار (مايو) الماضي، بلغت قيمة استثماره غير المقصود 70 دولارا. ألهمه المكسب الفلكي لأخذ نصيحة أحد أصدقائه بضخ 20 ألف دولار من مدخراته في عملات رقمية أخرى، مثل دوج كوين، بدلا من استثمارات تقليدية أكثر مثل صناديق المؤشرات.
قال نويل، "الأمريكيون ذوي البشرة السمراء لا يريدون أن يتخلفوا عن الركب مرة أخرى. بقدر ما أستطيع أن أقول، يرى مجتمع البشرة السمراء العملة المشفرة وسيلة لجعل ساحة اللعب متساوية والدخول في اللعبة قبل أن يمنع حراس البوابة مشاركة الآخرين".
لكنه الآن يعيد التفكير في هذا القرار. محت الخسائر المستمرة أكثر من 20 في المائة من استثماره في التشفير. إنه يبحث عن الصناديق المشتركة بناء على نصيحة عمه، لكنه لا يزال يشتري مزيدا من العملات المشفرة.
تاريخيا، كان المستثمرون ذوي البشرة السمراء يميلون إلى التحفظ، حيث استثمروا مزيدا من أموالهم في الأصول منخفضة المخاطر مثل سندات التأمين والادخار. وفقا لمسح "أريال" و"شواب"، الأمريكيون ذوي البشرة السمراء أقل ثقة في سوق الأوراق المالية والمؤسسات المالية من الأمريكيين البيض. ربطت دراسات منفصلة مخاوفهم بعقود من التمييز في النظام المالي.
ترى جاتالي بيلانتون، مؤلفة منهج للتمويل الشخصي موجه نحو الشباب الأمريكيين ذوي البشرة السمراء بعنوان Kids Who Bank، أن العملات المشفرة وسيلة للتعويض عن فرص بناء الثروة التي لم تكن متاحة تاريخيا في سوق الإسكان وسوق الأوراق المالية. قالت، "لا نحب أن نتخلف عن الركب في التكنولوجيا الجديدة".
تعزز الوعد بأن العملات المشفرة تبني الثروة من خلال تأييد المشاهير والرعاية والإعلانات.
روج أمريكيون ذوي بشرة سمراء بارزون، بمن فيهم المغنيان جاي زي وسنوب دوج، والملاكم فلويد مايويذر، والممثل جيمي فوكس، وصانع الأفلام سبايك لي، للعملات المشفرة في مجتمعاتهم.
ظهر لي في إعلانات تجارية لشركة كوين كلاود لتشغيل أجهزة الصراف الآلي للعملات المشفرة العام الماضي، قائلا إن "الأموال القديمة لن تدفعنا لأعلى، إنها تدفعنا للأسفل وتضغط علينا بشكل ممنهج"، بينما الأصول الرقمية "إيجابية وشاملة".
واجه هؤلاء المشاهير انتقادات شديدة بسبب حصولهم على أموال لإقناع أشخاص قد لا يملكون الموارد اللازمة لمواجهة تقلبات العملات المشفرة، بالدخول في استثمارات عالية المخاطر.
قالت ناجاه روبرتس، مستشارة مالية سابقا ومؤسسة مركز تعليم العملات المشفرة "كريبتو بلوكتشين بلج"، "تم تصميم 98 في المائة من هذه العملات المشفرة لاستخراج الأموال من الحسابات المصرفية للأشخاص فقط". أضافت، "إنها ليست وسيلة للثراء السريع. هناك إعلانات موجهة ضخمة تستهدف مجتمعنا".
قالت بيلانتون إن الأمر لا يتعلق بالإعلانات بل هو احتمال الحرية المالية، ونقص الحد الأدنى للاستثمار الشائع في الصناديق المشتركة، والشعور بأن دفتر الأستاذ الموزع للبلوكتشين أكثر شفافية من البنوك الكبيرة التي تجذب المستثمرين لأول مرة.
من جهته، قال بريان بروكس، الرئيس التنفيذي لشركة تكنولوجيا بلوكتشين بيتفوري، في مهرجان أسبين آيديز الشهر الماضي، "السبب الذي يجعل الأقليات تتبنى العملات المشفرة بمعدل أعلى من غيرها هو تحديدا لأنه إذا لم تكن غنيا أصلا، من الأرخص التحويل بعملة يو إس دي (عملة مشفرة مربوطة بأصول) بدلا من التحويل المصرفي. إن العملية أرخص، والنظام بأكمله أرخص وأسرع. ليس أمام العملات المشفرة حواجز دخول حيث يمكنك الحصول عليها فقط إذا كنت غنيا بالفعل".
على الرغم من مخاطر الخسائر، يواصل كثير من المستثمرين ذوي البشرة السمراء الاستثمار في السوق. كان دينيس ماكينلي (41 عاما) يشتري عند الانخفاض عكس نصيحة مستشاره المالي. أوضح أن عملاته المشفرة تشكل الآن ما يقارب 30 في المائة من محفظته الإجمالية، إلى جانب الأسهم.
قال ماكينلي، صاحب شركة صغيرة في أتلانتا، "لقد وصل الشباب الأمريكيون ذوي البشرة السمراء الآن إلى مرحلة حيث لدينا قدر من الحرية في فرصة الاستثمار في استراتيجيات بديلة إلى جانب العقارات. أعتقد من المهم التعلم والانطلاق".