غمرت المياه الكثير من المنازل والمكاتب والمحال التجارية والمصانع في مدينة إسطنبول التركية في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد هطول أمطارٍ غزيرة في المدينة، التي تعد ثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة أنقرة، وسط تحذيرات من الأرصاد الجوية التركية بمزيد من العواصف في إسطنبول و20 ولايةٍ تركيّة أخرى.

ونفى مصدر من بلدية إسطنبول الكبرى، التي يرأسها أكرم إمام أوغلو لـ"العربية.نت"، وقوع أضرارٍ بشرية في المدينة عقب الفيضانات التي تلت هطول الأمطار في الساعات الماضية، إلا أنه أكّد وقوع أضرارٍ مادّية كبيرة على خلفية الأمطار التي هطلت منذ فجر، اليوم الأحد، وتوقفت بعد ذلك بساعات.

وعطّلت السيول حركة المرور في بعض مناطق إسطنبول، حيث بدأت شرطة المرور لاحقاً بفتح الطرقات أمام المارة، بحسب المصدر السابق في بلدية المدينة، والذي كشف أيضاً أن "عطلة عيد الأضحى ونهاية الأسبوع ساهمتا في عدم وجود أضرارٍ بشرية، إذ كانت معظم الشوارع شبه فارغة قبل أن تجتاحها السيول بغزارة".

وبحسب مصدرٍ آخر في ولاية إسطنبول، تضرر أكثر من 128 شقة و12 مكتبا تجاريا، و3 مصانع جراء الفيضانات التي شهدتها مدينة إسطنبول، وكلّها تقع في منطقة اسنيورت في الشطر الأوروبي من المدينة.

وأكد المصدر السابق لـ"العربية.نت" أن وزارة الداخلية سوف تقوم بتقديم مساعداتٍ مالية لأصحاب تلك الشقق والمكاتب التجارية والمصانع.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرتها وسائل إعلامٍ محلّية، بيوتاً وحافلات غمرتها المياه في إسطنبول، وكذلك في ضواحي العاصمة أنقرة، لكن مصدرا آخر أشار إلى أن "فيضانات إسطنبول لم تشهد البلاد مثيلها من قبل ولا يمكن مقارنتها بتلك التي شهدتها بعض المناطق الواقعة في أرياف العاصمة".

وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قد زار عدّة مناطقٍ في إسطنبول، بعدما تضررت بيوتها عقب الأمطار الغزيرة التي هطلت في الساعات الماضية.

وأعلن الوزير التركي خلال جولته الميدانية عن حزمة مساعداتٍ مالية للمتضررين، تختلف قيمتها بحسب نوع العقار وحجم الأضرار.

وستقوم وزارة الداخلية بمنح تعويض مالي يبلغ قدره 5 آلاف ليرة تركية (ما يعادل نحو 289 دولارا أميركيا) لصاحب كلّ منزلٍ تضرر، مقابل 10 آلاف ليرة (حوالي 578 دولارا) لصاحب كلّ مكتبٍ تجاري أو مصنع.

وشهدت عدّة مدنٍ تركية خلال هذا الشهر وشهر يونيو الماضي، أمطاراً غزيرة أدت في بعض المدن إلى مقتل عدّة أشخاص كما حصل في أنقرة منتصف الشهر الماضي، حين فارق خمس أشخاص الحياة نتيجة ذلك، علاوة على أضرار مادّية كبيرة في الممتلكات العقارية والبساتين والحقول الزراعية.

كما أن الأمطار والسيول التي اجتاحت عشرات المدن التركية منتصف شهر يونيو الماضي، كانت قد أرغمت المدارس والمنشآت التعليمية على إغلاق أبوابها، مثلما حصل في أنقرة، بالإضافة إلى أنها أدت لانهيار طرقٍ وجسور في شمال البلاد.