الدكتور محمد اللياوي رحمه الله بعيون رفاقه في السجن


لفت الدكتور محمد الزاوي الباحث في الفكر الإسلامي وقضايا التجديد، في تصريح خص به موقع الجماعة إلى أن صديقه الدكتور الراحل محمد اللياوي الذي وافته المنية أمس الثلاثاء 12 يوليوز 2022، هو أول من حاز شهادة الدكتوراه في مجموعة المعتقلين الإثني عشر في السجن سابقا “بل في تاريخ الاعتقال السياسي رغم صغر سنه بين المعتقلين”، وهو ما يفسر عشقه للسبق والمبادرة والتحدي، وفق ما قاله المتحدث.

تميز بالتفوق العلمي قبل الاعتقال وأثناءه

وأشاد الزاوي بالتفوق العلمي الذي تميز به صديقه الراحل منذ عرفته مدرجات كلية العلوم بجامعة محمد الأول بوجدة في العلوم الفيزيائية، موضحا أن تميزه العلمي لم يمنعه من التميز النضالي الذي تشهد له به ساحات الكلية ذاتها وهي المتموجة بالأحداث بداية التسعينات، وقد عرف بـ“إقدامه المتزن الصادح بالحق المدافع عن حقوق الطلبة في زمن خفوت صوت الطلبة الإسلاميين المحاصرين ظلما وعدوانا”.

وقال موضحا: “سيدي محمد اللياوي شاب نشأ في عبادة الله طالبا لمعالي الأمور، مشمرا على ساعد الجد والاجتهاد والجهاد”. وأضاف: “عرفته طالبا شابا وسيما رقيقا أنيقا، يتودد إليك بلين معشره، ويطرق باب قلبك من غير استئذان، ذا طموح عال وإرادة صلبة لا تلين، تذكرك مواقفه طالبا ومعتقلا بشموخ وشهامة قبيلة “بني زناسن”” التي ينحدر منها.

ربما يثقل سمعك بكثرة الاقتراحات الجادة، لكن سرعان ما يخفف عنك بالإسراع إلى الإنجاز المسؤول المتقن، يقول الزاوي ثم يضيف: “محب للتجديد والمغامرة في الحياة، لا يتعصب لرأي أو موقف، بل يتنقل بين موقف وآخر إن تبين له عواره”.

وقبل هذا وبعده -يقول المتحدث- تلمس في صحبته طوال سنين السراء والضراء “سمت العبد الخاضع لجلال الملك المتصرف في كونه ابتلاء وخفضا دون سخط أو اعتراض، المتقرب إلى المولى الكريم الوهاب بأصناف الطاعات والقربات دون ترخص جاف ولا تشدد غالٍ”.

الزاوي جدد ترحمه على الراحل بكاف الخطاب وبعبارات تغمرها معاني الصداقة ثم قال “رحمك الله سيدي محمد عشت شامخا في وجه الظالمين المفسدين، ودودا ذليلا للمؤمنين، وترجلت إلى سماء القرب في أيام التكبير والتحميد والتهليل كبيرا حامدا شاكرا، تقبل الله منك سيدي محمد صالح الأعمال وأخلص النيات، وجمعنا الكريم الوهاب في حضرة القرب والوداد إخوة في الله على سرر متقابلين لا مبدلين ولا مدبرين”.

ساهم في إشعاع الفصيل والتمكين له في رحاب الجامعة

ومن جهته رفيق الراحل طيلة 18 سنة في السجن الدكتور بلقاسم زقاقي، بدأ تصريحه لموقع الجماعة بـ“طلب الرحمة والمغفرة لأخينا سيدي محمد اللياوي الذي قدر الله أن يفارق هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلود والبقاء”. متوجها إلى الله بالدعاء ليكرم نزله ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد، وبالتعازي لزوجه الصابرة المحتسبة وأبنائه وعائلته الصغيرة والكبيرة وإخوانه وأصحابه في جماعة العدل والإحسان وفي غيرها.

وأوضح الزقاقي أن صديقه الراحل انتقل بعد مرحلتي الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدينة بركان، إلى كلية العلوم بوجدة وهناك التحق بفصيل طلبة العدل والإحسان ليصبح أحد مناضليه ودعاته، فساهم في إشعاع الفصيل والتمكين له في رحاب الجامعة في زمن كان فيه الإسلاميون عموما يعانون من الإقصاء والتهميش النقابي والسياسي.

وأشار إلى أن فصيل طلبة العدل والإحسان في بدايات ظهوره فاعلا نقابيا جديدا استطاع أن يثبت وجوده فكرا وممارسة؛ في هذا السياق وللحد من هذا الصعود “اعتقل سيدي محمد اللياوي مع ثلة من نشطاء جماعة العدل والإحسان فحوكموا بـ 20 سنة سجنا ظلما وعسفا”.

وبالرغم من اعتقاله يضيف الزقاقي، واصل الأخ محمد اللياوي عطاءه العلمي والتربويَ برغم الظروف العصيبة فاستطاع أن يحصل على الإجازة في القانون والدكتوراة في الدراسات الإسلامية، لكنه انتهزها فرصة للمطالعة والتعلم والتأليف.

تعرض للمساومات المخزنية ولم يلتفت إليها

ثم جاءت فترات المساومات المخزنية فلم يلتفت إليها كديدن باقي رفقائه في الاعتقال الذين طالبوا باسترجاع الحق غير منقوص، وأن العفو يطلبه الجناة وليس المجني عليهم، يقول الزقاقي ثم يضيف “فقد أمه رحمها الله ولم يكتب له أن يكحل عينيه بنظرة وداع أو يبرد شفتيه بقبلة جميل وعرفان، ولكنه في كل ذلك لم يشك بثه وحزنه إلا لله، بصبر يوسفي وهمة سامية”.

وبعد الإفراج ومعانقة “الحرية مسلوبة” وفق حديث الزقاقي “بدأت مرحلة جديدة متجددة واصل خلالها حضوره العلمي من خلال مركز البيضاء العلمي للتابع للجماعة”.

الراحل رحمه الله كان حضوره الدعوي والتربوي بارزا كما أشار الزقاقي الذي ذكر صحبته بالإمام عبد السلام ياسين رحمه الله، وتشرف باستقباله مباشرة بعد الإفراج عنه من سجن فاس، وكذا أنشطته داخل جماعة العدل والإحسان.

واعتبر الزقاقي أن الراحل واصل نشاطه التربوي من خلال تعليم وتربية أجيال الغد أستاذا لمادة التربية الإسلامية وأبا وراعيا لأسرته الصغيرة، إلى أن جاء قدر المقدر الذي يفعل ما يشاء سبحانه، فابتلي بمرض عضال ألزمه بعد مدة الفراش.

وكلما زرناه -يقول الزقاقي- إلا وجدناه صابرا راضيا يذكر بالآخرة ولا يقول إلا ما يرضي الرب حتى توفاه الله إليه. فسلام عليه حيا وميتا ويوم يلاقي مولاه إن شاء الله.

كان صابرا محتسبا كثير التبسم والبشر لا يعرف معنى الحقد

بدوره الدكتور محمد بهادي رفيقه في الدرب، قال بعد الترحم عليه في تصريحه لموقع الجماعة: “عرفته قبل الاعتقال رجلا صادقا مقداما سباقا للخير محبا محبوبا… وعرفته داخل الاعتقال بتلك الصفات وزيادة”.

فقد كان صابرا محتسبا كثير التبسم والبشر لا يعرف معنى الحقد أو الكدر أو الكراهية أو اليأس والقنوط، يألف ويؤلف… وعرفته بعد الاعتقال بصفات أخرى: بالوفاء والاستسلام لأمر الله، والرضى بقدره، والمحبة الصادقة لإخوانه، وغير ذلك كثير يضيف بهادي.

وأوضح المتحدث أن الألم الذي تركه رحيل زميله “ترك في قلوبنا ألما ووحشة لا يمكن حجبها إلا بتفويض الأمر إلى الله تعالى…”، وتوجه بالدعاء إلى المولى العلي الكبير “أن يجمعنا وإياه في مقعد صدق مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، مع الحبيب المرشد ومع كل الأحبة الذين سبقونا إلى الدار الآخرة رحمهم الله جميعا، فرحين مستبشرين برضى ربنا عز وجل وكرمه”.

يذكر أن الدكتور محمد اللياوي رحمه الله من مواليد 1971، ووري جثمانه الثرى أمس الثلاثاء بمسقط رأسه بمدينة بركان بعد معاناة مع مرض عضال أقعده في بيته، وكان من المعتقلين الإثني عشر الذين قضوا قرابة 20 سنة في السجن ظلما وعدوانا، كما كان عضوا في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وله مؤلفات أربعة وهي: “العدل عند الخلفاء الراشدين”. و”فقه التاريخ باب مشرع للمستقبل”. و”منهاج الراشدين في رعاية مصالح الدنيا والدين”. و”التعليم والاجتهاد عند الخلفاء الراشدين”.

تاريخ الخبر: 2022-07-13 15:20:15
المصدر: الجماعة.نت - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

أمطار رعدية على هذه المناطق.. اليوم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:47
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

قوات الاحتلال تهدم منزلًا في دير الغصون بالضفة الغربية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

الاحتلال يستهدف منازل في رفح الفلسطينية.. وتحليق للطيران فو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

كراهية وخطاب – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:04
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

اعتقال العشرات في معهد "شيكاغو" للفنون مع استمرار المظاهرات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية