فيما تستعد المملكة العربية السعودية لاستقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن، تلقى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اتصالات هاتفية من قادة 6 دول، هم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والرئيس التونسي قيس سعيد.

وهنأ القادة خادم الحرمين بعيد الأضحى المبارك، معبرين عن شكرهم على ما تقدمه المملكة من خدمات وتيسير لحجاج بيت الله الحرام، وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين عن تقديره لقادة هذه الدول، مؤكدًا حرص المملكة وتسخيرها الإمكانات كافة لراحة الحجاج، داعيًا الله أن يتقبل من الحجاج حجهم.

زيارة بايدن للمملكة

يبدأ الرئيس الأمريكي زيارة رسمية إلى السعودية للمرة الأولى منذ توليه السلطة مطلع 2021، حيث تبدأ الزيارة يوم الجمعة 15 يوليو، وتستمر حتى السبت 17 يوليو الجاري.

وتأتي زيارة بايدن بدعوة من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الإستراتيجية المتميزة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والرغبة المشتركة في تطويرها في المجالات كافة.

ويلتقي بايدن خلال الزيارة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان «لبحث أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم».

قمة مشتركة

ويتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني حضور بايدن قمة مشتركة، دعا إليها الملك سلمان، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

برنامج الزيارة

من جانبه، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أمس الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيلتقي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في زيارته إلى السعودية التي تبدأ الجمعة.

وأكد سوليفان أنه سيجري عقد «برنامج ثنائي» ليل الجمعة، عندما يصل بايدن، وسيشمل الملك سلمان وولي العهد و«وزراء آخرين في الحكومة السعودية».

وكشف مستشار الأمن القومي الأمريكي أن بايدن سيجري لقاءات ثنائية مع عدد من قادة المنطقة قبل القمة المرتقبة معهم، ورفض الرد على سؤال حول تراتبية هذه اللقاءات.

فصل جديد من العلاقات

ويرى محللون أن الرئيس الأمريكي أدرك بشكل واقعي أن الوقت قد حان لفك الجمود في العلاقات السعودية الأمريكية، حيث لم تكن العلاقات بين البلدين جيدة منذ اليوم الأول لوصول بايدن إلى البيت الأبيض.

كما أن زيارة الرئيس بايدن إلى السعودية، وقمته المرتقبة في جدة تأتي في مصلحة الولايات المتحدة على المديين المتوسط والإستراتيجي، وأضافوا أن المنطقة أصبحت أكثر أهمية من الناحية الإستراتيجية لأمريكا والغرب، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها الخامس، وفشل المفاوضات النووية مع إيران.

شراكة إستراتيجية

وكان الرئيس الأمريكي قد كتب مقالا قبل زيارته إلى السعودية قال فيه: «اليوم، ساعدت السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، ونعمل الآن للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي (أوبك) الآخرين».

وأضاف: «سيكون هدفي تعزيز شراكة إستراتيجية للمضي قدمًا، نستند إلى المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع التمسك أيضا بالقيم الأمريكية الأساسية».

اتفاقيات متوقعة

ويتوقع أن تحمل الزيارة توقيع بعض الاتفاقات العسكرية بين واشنطن وبعض الدول لضمان أمن المنطقة العربية، علاوة على بحث قضايا حيوية أخرى، مثل اليمن ولبنان وفلسطين وليبيا والسودان، وأمن المنطقة العربية بشكل عام.

وقال محللون إن بايدن سيسعى إلى توضيح الرؤية الأمريكية وطمأنة الدول العربية بشأن الاتفاق النووي الإيراني، والذي لا يمكن التكهن بما سيحدث حوله، لكن هناك تخوفات عربية تعلمها أمريكا.

وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أكد، منذ أيام، جاهزية بلاده للعودة إلى الاتفاق النووي، شريطة أن ترتقي إيران إلى مستوى التزاماتها، وقال برايس «إذا لم تستجب إيران للمفاوضات ستقل فرص التوصل لاتفاق»، مشددًا على ضرورة العودة للاتفاق النووي قبل أن تحوز طهران قنبلة نووية.

كما أكدت قيادات في الحزب الديمقراطي الأمريكي أن زيارة الرئيس الأمريكي تعني أن هناك أهمية كبيرة توليها الإدارة الأمريكية للمنطقة، لا سيما في ظل أزمة الطاقة العالمية، علاوة على محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه، ورد الفتنة التي انتشرت عن وجود خلل في العلاقات الأمريكية السعودية أو العربية.

وحول القمة الأمريكية الخليجية العربية المرتقبة، والتي ستعقد على هامش زيارة بايدن للسعودية، فإن الدول الممثلة في القمة تمثل الثقل الحقيقي في المنطقة، وتسعى لتنسيق المواقف والتعاون ضد أي تهديد.

قمة مجلس التعاون + 3

وعندما طُلب منه إعطاء نظرة عامة على ما سيقوله بايدن في «قمة دول مجلس التعاون الخليجي +3»، قال سوليفان: «سيعطي الرئيس تصريحات وإستراتيجية واسعة وقوية حول مقاربته للشرق الأوسط»، ولفت مستشار الأمن القومي إلى أن بايدن سيناقش الأمن والاقتصاد ودور أمريكا «التاريخي في المنطقة، والتزامه بالمضي قدمًا بقيادة أمريكية قوية للشرق الأوسط»، حسب قوله.

الملف الإيراني

وإيران هي طبعًا سؤال كبير آخر أساسي في الشرق الأوسط، بل إنه السؤال الذي تكاد معظم الأسئلة الأخرى تتعلق به من العراق إلى سوريا إلى لبنان وصولا إلى اليمن وفلسطين، وسياسة بايدن المعلنة إزاء إيران تتمركز حول فكرة رغبة إدارته بالعودة إلى الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة أوباما، التي كان يشغل فيها منصب نائب الرئيس.

وقد نص ذلك الاتفاق على خضوع إيران لمراقبة برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات عنها، لكن لم يتحقق تقدم كبير منذ تولي بايدن الرئاسة، وتوقفت المفاوضات بين الولايات المتحدة والدول الكبرى وإيران في فيينا قبل أشهر، لكن المثير للانتباه أن جولة سريعة من المفاوضات بين واشنطن وطهران فقط، جرت في الدوحة قبيل زيارة بايدن، صحيح أن مفاوضات الدوحة لم تتوصل لشيء، إلا أنها جاءت تذكيرًا بأن باب الحوار بين الطرفين مازال مفتوحًا، ومازالت احتمالات العودة للاتفاق واردة.

وتحمل زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى الشرق الوسط آمالا في لم شمل دول المنطقة، لمواجهة التحديات المشتركة وعلى رأسها برنامج إيران النووي، الذي يشكل تهديدًا وجوديًا لأكثر من دولة.

وبينما تتيح زيارة بايدن، الذي وصل الأربعاء إلى إسرائيل، فرصة لتقارب وجهات النظر حول ملفات أخرى بينها إمدادات النفط، في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، تثار تساؤلات عن مدى إسهام هذه الزيارة في «إجبار» طهران على مراجعة موقفها المتصلب في المفاوضات حول برنامجها النووي والعودة للاتفاق المبرم مع القوى الدولية في 2015.

يقول المحلل الأمريكي، باولو فون شيراك، إن زيارة بايدن قد تحمل بعض الضغط على النظام الإيراني ليعيد حساباته، ليس فقط بخصوص الاتفاق النووي، بل سياساته الخارجية في منطقة الشرق الأوسط ككل، ولفت شيراك إلى أن جهود معاقبة طهران اقتصاديًا أثبتت عدم نجاعتها حتى الآن، حيث إن طهران لا تزال تبيع نفطها، عن طريق بعض العصابات.

ويعتقد محللون أن الضغط على طهران يجب أن يكون داخليًا وخارجيًا، ولا يمكن لمتغير واحد أن يعمل وحده، لابد من تضافر العوامل الخارجية والداخلية لمحاصرة نظام إيران.

ويمكن، وفقًا للمحللين، أن تسهم زيارة بايدن في مراجعة طهران موقفها من الاتفاق النووي، لكن شريطة أن تُتبع، بانتفاضة شعبية، تهز كيان النظام، وتجبره على الاستماع للأصوات الأخرى.. أصوات المجتمع الدولي.

بايدن في إسرائيل

ووصل بايدن إلى إسرائيل الأربعاء، وجدد، عقب وصوله، في مستهل جولة له للمنطقة التأكيد على عمق العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وأضاف، من مطار بن غوريون قرب تل أبيب، «أن العلاقة مع إسرائيل أكثر قوة وعمقًا من قبل»، مردفًا: «سنعزز العلاقات مع إسرائيل بشكل أكبر، وسنعمل على تعزيز دمج إسرائيل في المنطقة».

كان داعمًا دومًا لإسرائيل

وعقب استقبال بايدن في المطار، قال الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، إن زيارة الرئيس الأمريكي تعكس عمق العلاقات الثنائية، لافتًا إلى أن بايدن «كان داعمًا دومًا لإسرائيل».

بدوره أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أن تل أبيب وواشنطن ستبحثان إعادة بناء «تحالف عالمي قوي» ضد إيران، وقال من مطار بن غوريون: «سنناقش الحاجة إلى إعادة بناء تحالف عالمي قوي يقف في وجه البرنامج النووي الإيراني».

إلى ذلك عرض المسؤولون الإسرائيليون أمام بايدن المنظومة الدفاعية الصاروخية الجديدة في المطار، وكانت طائرة الرئاسة الأمريكية قد حطت بعد ظهر الأربعاء في مطار بن غوريون، حيث كان في انتظار بايدن، هرتسوغ ولابيد.

حل الدولتين

وقال بايدن خلال زيارته لإسرائيل: «لا أزال أرى أن حل الدولتين هو السبيل الأمثل، ولهذا السبب سنبحث دعمي المتواصل لحل الدولتين رغم أنني أعلم أنه ليس ضمن مصطلحاتكم، لكنه لا يزال بنظري الحل الأفضل لمستقبل متكافئ المعايير للسلام والديمقراطية والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي».

زيارة بايدن إلى السعودية

- عقد برنامج ثنائي ليل الجمعة يشمل خادم الحرمين وولي العهد ووزراء سعوديين.

- لقاءات ثنائية بين بايدن وعدد من قادة المنطقة قبل القمة المرتقبة معهم.

- قمة مرتقبة تجمع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق بحضور الرئيس الأمريكي.