تطبيق سياسة النقد النظيف ورفع معدلات جودة المتداولة بالسوق المصري

قام البنك المركزي المصري بطرح فئة العشرة جنيهات البلاستيكية (بوليمر) والتي تم إنتاجها باستخدام أحدث خطوط انتاج البنكنوت المطبقة في العالم بدار الطباعة الجديدة في العاصمة الإدارية، وذلك فى أعقاب إجازة عيد الأضحى المبارك ومع دخول موسم “العيدية”.

وذكر البنك المركزي أن ذلك يأتي في ضوء الحرص على مواكبة أحدث القياسات العالمية والتكنولوجية في تأمين وطباعة العملة المتداولة، مؤكدًا على عدم إلغاء أي من الإصدارات السابقة من ذات فئة العشرة جنيهات واستمرار العمل بها وتداولها.

ويأتي تجديد العملة ليس الهدف منه توفير النفقات فقط، بل هو محاولة لإضافة شكل جديد واستراتيجية جديدة للتعامل مع الأموال من قبل المجتمع المصري، والحفاظ على الجانب القيمي للعملة المصرية وطرح أبعاد أخرى لن يلمسها الاقتصاد المصري إلا بعد فترة وجيزة من الزمان.

وعلى الجانب الآخر قدمت شركة De La Rue البريطانية المصممة لعمليات البوليمر، التهنئة للبنك المركزى على إصدار التصميم الجديد، وغرد حساب الشركة على تويتر: «تهانينا للبنك المركزي المصري على إطلاق عملته الجديدة فئة 10 جنيهات، تمثل الورقة النقدية، التي صممها De La Rue، بداية انتقال المزيد من الفئات إلى البوليمر».

هذا وقد شدد البنك المركزي على أن تداول العملة البلاستيكية الجديدة يأتي جنبًا إلى جنب مع نظيرتها الورقية من فئة العشرة جنيهات المتداولة حاليًا، ويمكن للمواطن الحصول على العشرة جنيهات البلاستيكية الجديدة عن طريق شبكة فروع البنوك المصرية التي يتجاوز عددها 4500 فرعًا، وذكر “المركزي” أن طرح العملة الجديدة يأتي في إطار تطبيق سياسة النقد النظيف ورفع معدلات جودة أوراق النقد المتداولة بالسوق المصري، بجانب تخفيض تكلفة طباعة أوراق النقد وخاصة الفئات الأكثر تداولا وذلك على المدى البعيد نظرا لطول عمر الورقة، بما يتماشى مع برامج التنمية المستدامة التي تتبانها الدولة من خلال رؤية مصر 2030، كما أشار البنك المركزي إلى أنه تم تصميم العشرة جنيهات الجديدة بطابع عصري حديث ومبتكر، حيث تتزين العملة الجديدة بمسجد الفتاح العليم باعتباره أحد معالم الطرازات المعمارية الإسلامية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك الحضارة الفرعونية ممثلة في تمثال حتشبسوت والذي يعكس هوية الدولة المصرية القديمة، موضحاً أنه بذلك ربطت العملة الجديدة عراقة التاريخ المصري القديم بالعصر الحديث، وتجمع بين حضارة الأجداد وما أنجزه الأحفاد.

تعاون مع أكبر شركات منتجة للبوليمر

من جانبه، أوضح الشريف هاشم العامري خبير أبحاث التزييف والتزوير وعضو الجمعيتين الأمريكية والأسترالية لفاحصي المستندات أن هناك شركتين من أكبر الشركات المنتجة للبوليمر وهما شركة “سي سي ال” و شركة “دي لا رو” قاموا بالتعاون مع البنك المركزى المصرى في إصدار أول عملة بوليمرية من فئة العشرة جنيهات المصرية بنسب مختلفة، وأكد خبير أبحاث التزييف والتزوير أنه تم استخدام رقيقة الكينيجرام الرقعية و التي تنتجها أعرق الشركات و هي شركة Kurz Kinegram و التي تعطي تأثير لوني فضي بالوجه و تأثير لوني ذهبي في الظهر وتم دم بعض المميزات الأخرى مثل الطباعة الدقيقة لرقم ١٠ باللغتين العربية والإنجليزية في هذه العلامة الأمنية.

من جهة أجرى، كشف مصدر مسئول بالبنك المركزي أنه تم طباعة نحو ملياري جنيه من العملة البلاستيكية (بوليمر) الجديدة فئة الـ10 جنيهات وطرحها بالبنوك اعتبارا من يوم 5 يوليو ، على أن يتم إتاحتها للمواطنين كفكة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقال المصدر – في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط – ” إنه تم إجراء تعديلات على ماكينات الصراف الآلي المنتشرة في مختلف أنحاء الجمهورية حتى تتمكن من قبول السحب والإيداع للعملة البلاستيكية الجديدة، وسيتم خلال الفترة المقبلة زيادة الكميات المطروحة من العملة البلاستيكية فئة الـ10 جنيهات”.

طباعة عملات دول عربية وإفريقية

بدأ البنك المركزى منذ مطلع 2022 الحالى بالمراحل النهائية لتشغيل مطبعة البنك المركزى بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي تعد أحدث وأكبر دار طباعة نقد على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا ووفقًا لأحدث المواصفات العالمية، وذلك لطباعة أوراق النقد بأنواعها المختلفة، سواء الورقية التقليدية أو الفئات الجديدة للنقود البلاستيكية المقرر إصدارها قريبًا، حيث ضمت أحدث خطوط الإنتاج الطباعى المؤمن لوحدات البنكنوت، بهدف طباعة العملة المصرية وفقًا لمعايير الجودة العالمية وبالمواصفات القياسية، مع تقديم كل أوجه الدعم والمساندة في طباعة العملات المختلفة للدول العربية والإفريقية، وتعمل المطبعة الجديدة على إنتاج جميع أنواع الخامات الورقية و«البوليمرية» باختلاف تقنيات العناصر التأمينية، كما أنها تخفض تكلفة الطباعة مقارنة بالعملات الورقية والمعدنية.

عملاق طباعة البنكنوت

هذا وتعد المؤسسة البريطانية العملاقة “De La Rue دي لا رو” وهي أكبر شركة في العالم لطباعة أوراق النقد “البنكنوت” والتى تقوم بطباعة أوراق نقدية لحوالة 150 دولة حول العالم وتوظف 2500 شخص من أمهر المهندسين والفنيين ، فضلاً عن مجموعة من المطبوعات ذات الطابع الأمني كجوازت السفر والأوراق النقدية والمالية المختلفة وغيرها، كما أنها تطبع الأوراق النقدية لـ “بنك إنجلترا” .. وفي تطور بنا الشركة العملاقة لم يكن عمل الشركة محصوراً في طباعة الأوراق بل كان لها أول جهاز لعد المال في العالم من صنعها، كما كانت أول من صنع ماكينة سحب آلية فى ضواحي لندن عام ١٩٦٨ ، وفي عام ١٩٦٩ وتخلصت الشركة من طباعة أوراق اللعب بتركيزها على طباعة الأوراق النقدية، ولم تقف طموحات “دي لا رو” عند هذا الحد، بل اشترت المصنع الذي يقوم بصناعة ورق العملات في عام ١٩٩٥، وتمكنت في عام ٢٠٠٣ من طباعة الفئات الورقية للبنك المركزي الإنجليزي بعد إحتكار دام عقوداً من الزمن، فيما عدا فترات الحرب .. وتطبع الشركة ١٠٠ فئة جديدة سنويا لبنوك مركزية مختلفة حول العالم.

تتميز النقود البلاستيكية بالمرونة والقوة، والسُمك الأقل، وطول العمر الإفتراضي الذي يصل إلى نحو ثلاثة أضعاف عمر الفئة الورقية الحالية المصنوعة من القطن مما يوفر بالضرورة من تكاليف طباعة أموال جديدة دائمًا، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل في درجة تأثرها بالأتربة، كما أنها صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التصنيع، وأكثر مقاومة للتلوث مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة تزييفها وتزويرها، وقد بدأت دول كثيرة حول العالم في إصدارها.

ماكينات الصراف الآلي

كما أن ماكينات الصراف الآلي الحالية مؤهلة لصرف فئة 10 جنيهات البلاستيكية بما تمتلكه من تطور تكنولوجي، وسيتم ذلك بعد تأهيلها وبرمجته على شكل العملة الجديدة، ولكن هذه العملة تعد من أحد فئات الفكة التي لا تكثر البنوك من إيداعها في الماكينات كثيرًا مثل (5 و10 جنيهات و20 جنيها) للاستفادة من تغذية ATM بالفئات النقدية الأكبر، وتوجد بعض البنوك مثل البنك الأهلي الذي يخصص بعض الماكينات للتعامل مع صرف الفكة من الفئات القليلة.

مواصفات ورقة البوليمر الجديدة

من ناحية أخرى تحدث البنك المركزي في فيديو قام ببثه يُشير فيه إلى مواصفات الورقة الجديدة كالرقم عشرة أعلى اليمين مع أسم البنك المركزي المصري والفئة بطباعة بارزة الملمس، وتحت كلمة عشرة جنيهات وداخل شكل المحراب أشعة U.V فعند وضع الورقة تحت أشعة الـ UV تظهر فقط المناطق المطبوعة بأحبار الـ UV باللونين الأصفر والأخضر وهي عبارة عن زخارف إسلامية، ورقم 10 أقصى يسار الورقة من الأعلى التطابق الطباعي وهو عبارة عن جزء في الوجه والجزء المكمل له في ظهر الورقة وعند النظر من خلال الضوء النافذ يكتمل شكل زهرة اللوتس، وفي أسفل الورقة يمينًا في مستطيل يوجد رقم الورقة من خلال كتابات دقيقة لقيمة الفئة داخل عناصر التصميم، والرقم 10 باللغة العربية والإنجليزية في قبة الجامع .. في منتصف الورقة يسارًا نافذة شفافة وهي عنصر تأميني مميز لأوراق البوليمر، وأسفله الرقم 10 باللون النحاسي، وفي الظهر داخل البقعة الشفافة مجسم لمسجد الفتاح العلم يظهر باللون الفضي في الوجه ويظهر بالذهبي في الظهر وعند إمالة الورقة يظهر بألوان مختلفة، كذلك تمثال حتشبسوت ومكتبة الإسكندرية مطبوعة المطبوعتين بتقنية مؤمنة دقيقة .

أعرق دور طباعة نقد بالشرق الأوسط وأفريقيا

كان البنك المركزي قد أعلن في يوليو 2018 تأسيس دار النقد بالعاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة بأحدث خطوط إنتاج على مستوى العالم، بـ4 خطوط إنتاج وهى الأكبر في مصر، وتطبع جميع فئات العملة الورقية .. وتعتبر دار طباعة النقد بالبنك المركزي المصري من أعرق الدور في الشرق الأوسط وأفريقيا فقد تم تأسيسها في الستينيات من القرن الماضي وتم افتتاحها للإنتاج عام 1967 ليتم طباعة أوراق النقد المصري داخل جمهورية مصر العربية وليس بخارجها واعتمادًا على الكوادر الفنية المدربة على هذا النظام الجديد في آنذاك الطباعة “الأوفست والغائرة”.