الدين له أثره الواضح في النمو النفسي والصحة النفسية والعقيدة، حين تتغلغل في النفس تدفعها إلى سلوك إيجابي، وتحقق لها الاستقرار، والإيمان يؤدي إلى الأمان وينير الطريق أمام الفرد من طفولته ثم عبر مراهقته إلى رشده ثم شيخوخته.
والتربية الدينية السليمة تعتمد على حسن التوجيه من جانب المؤسسات الاجتماعية والدينية الشرعية في المجتمع، بينما يؤدي إهمال هذه التربية في المؤسسات الشرعية إلى أحد أمرين في غاية الخطورة:
أولهما: الانحراف عن تعاليم الدين الحنيف وما ينتج عن ذلك من فساد في الخُلق وانحراف في السلوك، وإهدار للقيم الفاضلة التي تتضمنها الأديان.
والآخر: وقوع الشباب ضحايا للاتجاهات المتطرفة وفريسة سهلة للمتعصبين الذين لا يفهمون لغة الحوار المنطقي الهادف.
ومن العوامل التي ساعدت على ظهور التنظيمات المتطرفة في رأيي:
عدم التصدي السريع والحازم للمنحرفين في كل المجالات، عدم القدرة على فهم القرارات المفاجئة، أو عدم القدرة على تفسيرها بوضوح كافٍ للجماهير. وقد ساعد ذلك على إشاعة البلبلة وأثار السخط فأصبح المناخ مهيئًا لظهور التنظيمات المتطرفة.
وهذه ظاهرة غريبة عن المجتمع الكويتي الذي سادته روح الوحدة الوطنية والتسامح الديني عبر الزمن.
*نقلاً عن "القبس"