وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد العليمي، إلى جدة، الخميس، لإجراء مباحثات رفيعة المستوى قبيل قمة أمريكية خليجية أردنية مصرية عراقية.

وتستضيف جدة، السبت المقبل، قمة بحضور الرئيس الأمريكي، وقادة دول مجلس التعاون، ومصر، والأردن والعراق، ومن المقرر أن يلتقي العليمي الرئيس الأمريكي جو بايدن لمناقشة عدة ملفات.

بحث أوضاع اليمن

وقال مسؤول حكومي إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي سيلتقي الرئيس جو بايدن على هامش القمة العربية الأمريكية لبحث الأوضاع في اليمن وفرص تمديد الهدنة والسلام وجهود مكافحة الإرهاب وتدخلات إيران في البلاد.

في الصدد، قالت وكالة سبأ الرسمية إن زيارة العليمي سوف تتضمن نقاشات هامة محورها الأوضاع اليمنية، وفرص تمديد الهدنة القائمة والبناء عليها لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد بموجب المرجعيات الوطنية، والإقليمية والقرارات الدولية ذات الصلة.

مبادرات السلام

كما «سيعرض العليمي الموقف الرسمي من مبادرات السلام، والجهود المطلوبة لدفع الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني للتعاطي الجاد مع الفرص السانحة لإحياء العملية السياسية في اليمن، وإنهاء المعاناة الإنسانية الأسوأ في العالم».

ويتطلع مجلس القيادة الرئاسي في اليمن إلى تعزيز الموقف الدولي الموحد إلى جانب الشعب اليمني، وقيادته الشرعية، فضلا عن استعادة زخم الدعم الأمريكي والدولي لجهود مكافحة الإرهاب، وتأمين خطوط الملاحة البحرية، وفقا لذات المصدر.

وسلم الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، السلطة في أبريل الماضي إلى مجلس القيادة الذي يمثّل قوى مختلفة، وذلك في ختام مشاورات الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.

وجدد الرئيس العليمي في خطاب بمناسبة عيد الأضحى المبارك، التأكيد على تمسك حكومته بنهج السلام، ودعم جهود المبعوثين الأممي والأمريكي، وكافة المساعي الحميدة من أجل حل شامل للأزمة اليمنية.

وقال «لقد عبرنا مرارا عن خيبة أملنا من غياب شريك جاد لجلب السلام والاستقرار لبلادنا.. مع ذلك لم نتردد في التعاطي مع أي فرصة حقيقية باتجاه السلام المنشود».

وأشار العليمي إلى أن التطورات على هذا المسار، تثبت انحياز مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة إلى جانب الشعب اليمني والتخفيف من معاناته، و«تعرية الميليشيا الانقلابية».

وأكد أنه لا خيار أمام الحوثيين سوى الانصياع للإرادتين الشعبية، والدولية، والوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة، خصوصا فيما يتعلق بفتح معابر تعز، ودفع الرواتب من إيرادات ميناء الحديدة، والكف عن التكسب من اقتصاد الحرب، وفرض الجبايات، وابتزاز القطاع الخاص، والمنظمات الإنسانية.

وطالب الرئيس اليمني، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وممارسة أقصى الضغوط، والمواقف الحازمة لدفع الميليشيا على التعاطي الإيجابي مع الفرص السانحة لصنع السلام، وإنهاء معاناة الشعب اليمني التي طال أمدها.

كما أكد أن اليمن لن يغدو أرضاً يستبيحها جنون إيران ومطامعها التوسعية العابثة بالهوية العربية والأمن القومي.

ملف هام تجب مناقشته

أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم لينديركينج، أنه يخشى أن يكون قد أصبح اليمن خارج الحسابات، ولفت إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية ستمثل فرصة لمناقشة الوضع في هذا البلد.

وقال المبعوث الأمريكي لقناة (CNN) الأمريكية: «أعتقد أن السعوديين والولايات المتحدة والشركاء الإقليميين الآخرين، لعبوا دورا بارزًا في جعلنا نصل إلى هذه النقطة، لذلك أعتقد أنها لحظة عظيمة، كي يبرز موضوع اليمن بين هذه المجموعة في رحلة الرئيس».

تمديد الهدنة

وكانت قد اتفقت الأطراف المتنازعة في اليمن على تمديد الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة الشهر الماضي لشهرين إضافيين، بعدما كان من المقرر انتهاؤها في الثاني من يونيو، ووصفها المبعوث الأمريكي بأنها «أفضل فرصة حصل عليها اليمن للسلام منذ بدء الصراع فيه».

وأضاف لينديركينج قائلا: «أعتقد أنها أثرت بشكل ملحوظ على الأرض، أعتقد أن اليمنيين يشعرون بذلك، عندما يكون هناك وقود أكثر في الأسواق يمكن للمستشفيات أن تعمل، ولشبكات النقل أن تشتغل، وللمطاحن أن تنتج طعامًا، لكن لا يزال الطريق طويلًا، هذا ليس سلامًا في اليمن لم نصل إلى هنا بعد، لا تزال هناك العديد من القرارات الصعبة التي يجب اتخاذها».

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرج، لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إنه رأى «خطابًا تصعيديًا مقلقًا من الأطراف».

تعزيز وقف إطلاق النار

من جانبه، شدد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على أن بايدن سيسعى خلال هذه الرحلة إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش في اليمن وتعزيزه، كما سيسعى إلى تعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، وتقديم الدعم المادي للشعب الفلسطيني وحماية رؤية حل الدولتين، وسيقوم بالتشاور والتنسيق مع الحلفاء بشأن التهديد متعدد الأوجه، الذي تشكله إيران في مجال الطاقة والأمن الغذائي في مواجهة الهجوم الروسي على أوكرانيا، وحشد الدعم من الشركاء في الشرق الأوسط لإطلاق مبادرات في مجال التكنولوجيا والبنية التحتية.

وأشاد مستشار الأمن القومي الأمريكي بالدبلوماسية الأمريكية - السعودية، مشيراً إلى أنها تظهر نتائج تتمثل في إبرام الهدنة في اليمن، وإحراز تكامل أكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتواصل أكبر في النقاشات الخاصة بأمن الطاقة والتعاون الأمني ضد تهديدات إيران.

السعي لإنهاء الحرب

وافق الطرفان في أبريل على اقتراح من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، مما أدى إلى تعليق الهجمات الجوية والبحرية والبرية، وسمح بدخول الواردات إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون وإعادة تشغيل مطار صنعاء جزئيا، وهذه أول هدنة شاملة يتم الاتفاق عليها منذ بدء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، ودفعت اليمن إلى شفا مجاعة.

ومن المرجح أن يطلب بايدن من الرياض الإبقاء على دعمها للهدنة، وفي يونيو اعترف البيت الأبيض بالدور الذي لعبه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تمديد وقف إطلاق النار في اليمن.

ملفات يمنية على طاولة القمة

- الأوضاع اليمنية الحالية الحالية.

- فرص تمديد الهدنة القائمة والبناء عليها لتحقيق السلام والاستقرار والاستقرار.

- الموقف الرسمي من مبادرات السلام السلام.

- الجهود المطلوبة لدفع ميليشيا الحوثي للتعاطي الجاد مع فرص إحياء العملية السياسية باليمن.

- إنهاء المعاناة الإنسانية الأسوأ في العالم.

- تعزيز الموقف الدولي الموحد إلى جانب الشعب اليمني وقيادته الشرعية.

- استعادة زخم الدعم الأمريكي والدولي لجهود مكافحة الإرهاب.

- تأمين خطوط الملاحة البحرية.