استقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء اليوم في قصر السلام في جدة، في مستهل زيارة بايدن للمملكة للمشاركة في القمة الخليجية +3 مع الأردن ومصر والعراق، غدا السبت.

وبعد جلسة مباحثات ثنائية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وخادم الحرمين الملك سلمان بحضور ولي العهد، عقد الأمير محمد بن سلمان اجتماعا مع بايدن بحضور مسؤولين من البلدين قبل انعقاد القمة المشتركة اليوم السبت.

وأعقب الاجتماع مباحثات ثنائية بين ولي العهد وبايدن في قصر السلام بجدة.

ومن المقرر أن يلتقي بايدن، السبت، قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى قادة مصر والأردن والعراق لمناقشة أسعار النفط المتقلبة ودور واشنطن في المنطقة.

أهم القضايا

وقال مسؤولون أمريكيون، إن بايدن سيناقش مجموعة من القضايا، بما في ذلك أمن الطاقة مع السعودية وقادة خليجيين آخرين. وتوجه بايدن مباشرة إلى قصر السلام في جدة.

من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن سيلتقي ولي العهد السعودي في جلسة ثنائية. وتتناول مباحثات الرئيس بايدن بالمملكة أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.

كما يتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني، حضور قمة خليجية بحضور ومشاركة قادة مصر والأردن والعراق، لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

تعزيز العلاقات

وفي هذا السياق، قال الرئيس بايدن، الخميس، إن الهدف من زيارته للمملكة العربية السعودية يتمثل في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.

وأضاف أن سبب زيارته إلى المملكة أكبر من مجرد مراعاة المصالح الأمريكية، مشيرًا إلى أن الزيارة فرصة لتصحيح الأخطاء السابقة بالانسحاب من المنطقة.

وترتبط الرياض وواشنطن بعلاقات استراتيجية في جميع المجالات.

التصدي لإيران

يذكر أن السعودية وأمريكا متفقتان على أهمية التصدي لسلوكيات إيران المُزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر الميليشيات المدعومة من طهران. كما أيدت أمريكا جهود السعودية في إيجاد حل سياسي شامل في اليمن يضمن تحقيق أمن واستقرار اليمن.

وتُعد مكافحة التطرف والإرهاب من أهم أوجه الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وأمريكا، وساهم التعاون الثنائي بين البلدين في هذا المجال بتحقيق العديد من المكتسبات المُهمة في الوقوف ضد التنظيمات المتطرفة وتحييد خطرها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

مركز إعلامي

من منطلق أهمية المراكز الإعلامية في صناعة الخبر، جهزت وزارة الإعلام المركز الإعلامي المرافق لقمة جدة للأمن والتنمية؛ كونه المصدر الرئيسي المغذي لكل صحفي متواجد، وإعطائه المساحة الكافية بتوفير جميع وسائل الإعلام الحديثة.

أهمية قمة جدة

من جهته، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف أهمية انعقاد قمة جدة للأمن والتنمية، التي تنطلق أعمالها في مدينة جدة اليوم بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأردن، ومصر، والعراق، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد على ما تمثله هذه القمة من منصةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ لتناول ملفات الأمن وتحدياته ومجالات التنمية وتطلعاتها ولتكامل الجهود نحو تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، لاسيما في ظل ما تشهده من تحديات متسارعة وعلى المستويات والمجالات كافة.

وثمن مبادرة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده للدعوة لهذه القمة التي تعكس الدور الريادي للمملكة التي تتولى هذا العام رئاسة الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون.

وشدد على إيمان مجلس التعاون بدوره البناء والمحوري كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة وكنموذجٍ رائدٍ للتنمية الشاملة ومحرك للاقتصاد وشريك نحو المستقبل من خلال تعزيز مكانته وحضوره على الساحتين الإقليمية والدولية.

وعبر الحجرف عن تطلعه لأن تمثل قمة جدة للأمن والتنمية انطلاق مرحلة جديدة ترتكز على الفهم المشترك للتعامل مع تحديات الأمن والاستقرار والعمل الجماعي، للتعاون في مجالات التنمية والازدهار لتحقيق الأهداف المشتركة وبناء المستقبل.

إعادة التوازن لعلاقات الرياض بواشنطن

بدوره قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الجمعة، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد إعادة التوازن لعلاقات واشنطن مع السعودية وليس الإضرار بها.

وجاءت التصريحات قبيل وصول بايدن للسعودية لإجراء محادثات مع خادم الحرمين وولي العهد، وكذلك يجري محادثات مع زعماء دول الخليج العربية، وكل من مصر والأردن والعراق.

وتناولت المحادثات السعودية الأميركية أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سُبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، كما يتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني حضور قمة خليجية بحضور ومشاركة قادة مصر والأردن والعراق، لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.

أرقام تجارية تبرز قوة الشراكة الاقتصادية

وتجاوزت صادرات المملكة إلى السوق الأمريكية خلال عام 2021 حاجز 53.5 مليار ريال مقارنة بـ30 مليار ريال عام 2020.

بينما بلغت واردات المملكة من الولايات المتحدة خلال عام 2021 أكثر من 60.5 مليار ريال، مقارنة بـ55.1 مليار ريال عام 2020.

كما أن الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2021، تعتبر سادس أكبر مستورد من المملكة وثاني أكبر الموردين لها، وسط تزايد مستمر لمستويات التجارة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين.

بالإضافة إلى أن الإحصائيات للربع الأول من عام 2022 تدل على مستويات النمو المتسارعة في العلاقات التجارية الثنائية، حيث وصلت إجمالي صادرات المملكة إلى السوق الأمريكية خلال الربع الأول من العام الجاري إلى أكثر من 20.6 مليار ريال مقابل 8.8 مليار ريال للفترة نفسها من العام الماضي، في حين بلغت الواردات في الربع الأول من 2022 أكثر من 14 مليار ريال.

وخلال العقدين الماضيين، وقع البلدان عدة اتفاقيات، في مقدمتها اتفاقية تبادل الإعفاء الضريبي على الدخل المتحقق من التشغيل الدولي للسفن أو الطائرات عام 2000، واتفاقية تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية عام 2005، إلى جانب مجموعة من اتفاقيات وبروتوكولات التعاون العلمي والفني والتقني، وأخرى في مجالات التنمية الحضرية والطيران المدني والنقل الجوي والوقود النظيف وإدارة الكربون وحماية الملكية الفكرية.

كما تجمع بين الجانبين اتفاقيات عديدة في إطار مجلس التعاون الخليجي، بينها الاتفاقية الإطارية الموقعة عام 2015 للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني بين دول المجلس والولايات المتحدة.

أرقام توضح قوة الشراكة الاقتصادية

53.5 مليار ريال صادرات المملكة للسوق الأمريكية في 2021

60.5 مليار ريال واردات المملكة من الولايات المتحدة

- أمريكا سادس أكبر مستورد من المملكة وثاني أكبر الموردين لها

20.6 مليار ريال صادرات المملكة إلى السوق الأمريكية خلال الربع الأول من 2022

الاتفاقيات

2000: اتفاقية تبادل الإعفاء الضريبي على الدخل المتحقق من التشغيل الدولي للسفن أو الطائرات

2005: اتفاقية تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية

2015: الاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني

- اتفاقيات وبروتوكولات التعاون العلمي والفني والتقني

- اتفاقيات مجالات التنمية الحضرية والطيران المدني والنقل الجوي والوقود النظيف وإدارة الكربون