قمة جدة.. إعادة الاستقرار والأمن والتوجه للتنمية والاستثمار


أكدت قمة جدة للأمن والتنمية وبيانها الختامي على دور المملكة في عقد وإنجاح هذه القمة، باعثة برسائل إلى المنطقة وشعوبها بأن الأمن والاستقرار مفتاح التنمية، حيث عبر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بكل وضوح عن ضرورة وضع إطار كامل لمرحلة جديدة تترجم آمالهم وطموحهم وتطلعاتهم بمستقبل آمن ومستقر ومُشرق. فيما أتى حضور الرئيس الأمريكي وقادة دول المنطقة ليؤكد على أهمية المملكة في حل مشاكل المنطقة، ورسم معالم مستقبلها فالمملكة طالما أكدت على التنمية والأمن وساهمت وتساهم في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تخص المنطقة من سوريا إلى لبنان فاليمن مشددة دائما على ما يخص القضية الفلسطينية.

مشاريع تنموية


وقال د. يسرى العزباوي باحث رئيسي بمركز تريندز للبحوث والاستشارات أبو ظبي: أقل ما يوصف به البيان الصادر عن قمة جدة للأمن والتنمية بأنه معبر ومتسق مع التوجهات الرئيسية للدول العربية المشاركة في أعمال القمة حيث جاء متزنا في الفعل السياسي، ومعبرا عن التحوط والتوازن الاستراتيجي الذي عملت عليه الدول العربية خلال العقد الأخير، التنمية والتكامل بين الدول العربية، حيث أشار البيان إلى أهمية المشاريع التنموية المشتركة، والاهتمام بقضايا التغير المناخي، وتثمين جهود المملكة من خلال مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتين أعلنهما الأمير محمد بن سلمان.

ودعم قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة دعم العراق، وتثمين دوره الإيجابي الذي يقوم به من أجل تسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة، خاصة بين المملكة العربية السعودية وإيران. وأشار البيان إلى دعم جهود إعادة الاستقرار والأمن في الكثير من البلدان العربية خاصة لبنان وسوريا والسودان وليبيا. والتأكيد على أمن الطاقة، وتعزيز الاستثمارات في إنتاج الطاقة النظيفة، وتثمين جهود المملكة العربية السعودية ودورها في منظمة أوبك + من أجل تحقيق التوازن بين الإنتاج والأسعار. وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وضرورة تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهنا، فإن البيان يشير أيضًا إلى إسرائيل التي تمتلك بالفعل السلاح النووي.

القضية الفلسطينية

كما نجحت القمة في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة مرة أخرى، حيث أكد البيان على ضرورة الالتزام بإيجاد حل عادل وشامل، ووقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، ودعم الاقتصاد الفلسطيني، وأن تلتزم الولايات المتحدة بالعمل على ذلك، بالطبع مع الدول العربية.

قمة التحالفات

قال رئيس تحرير صحيفة الدستور الأردنية مصطفى الريالات: ترسم قمة جدة التحالفات في المنطقة، وتوجه رسالة قوية للعالم بأنه لا مجال لزعزعة أمن واستقرار المنطقة أو المساس بالتعاون العربي.

وتشمل مخرجات قمة جدة التي عبر عنها البيان الختامي سياسية واقتصادية وأمنية دول المنطقة عموما مع رؤية واضحة فيما يخص مسائل التحديات والتي تواجه دول المنطقة.

وشددت القمة على أن التكامل الإقليمي لا يكون إلا بشراكات في مجالات الأمن والطاقة والمياه والمناخ، وتضمن البيان إشارة إلى التحديات التي تواجه العالم في ظل الحرب الأوكرانية الروسية وتداعياتها. وأيضا أكدت القمة على تعاون دول المنطقة، ودعمت بشكل مباشر الأردن ومصر والعراق، وننظر في الأردن بتقدير لاهتمام القادة بالأردن ودوره المؤثر في المنطقة. كما أعادت القمة الألق إلى القضية الفلسطينية وأعادتها بقوة إلى واجهة القضايا العربية، وأكد البيان على مواصلة السلام الشامل العادل على أساس حل الدولتين. وقدمت الأردن من خلال كلمة الملك عبدالله الثاني رؤية ورسائل مهمة بشأن عملية السلام في المنطقة، إذ أكد أنه لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار بدون قيام الدولة الفلسطينية. وأشار إلى البيان إلى دعم سيادة العراق وأمنه واستقراره، ودعم ومكافحة الإرهاب، إضافة لقضايا اليمن وسوريا وليبيا، وسد النهضة وغيرها. نحن ننظر في الأردن بتقدير كبير لمخرجات قمة جدة، خصوصا بعدما أكد القادة على التقدير الكبير لدور الأردن المحوري في قضايا المنطقة خصوصا قضية السلام.

ونشكر المملكة وسمو ولي العهد على كلمته الرائعة التي وضعت الضوء على أبرز التحديات التي تواجه العالم وليس المنطقة فحسب.

مكاسب مهمة

وقال رئيس المركز المصري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، والخبير الاستراتيجي اللواء هاني غنيم، جاء البيان الختامي لقمة جدة متضمنا عددا من المحاور المهمة في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية على الصعيد الدولي.

وأشار غنيم إلى أن القمة حققت مكاسب مهمة في أمن المنطقة الاستراتيجي، إذ أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن شركائها والدفاع عن أراضيهم، والتصدي للتحديات والالتزام واحترام سيادة الدول، إضافة إلى تعهد واشنطن بالالتزام بتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط.

وعن قضية الإرهاب قال اللواء هاني غنيم: أدان البيان الختامي لقمة جدة بقوة الإرهاب بكافة أشكاله، وأعرب القادة عن عزمهم على تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف ومنع تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية من أجل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.

وأوضح أن القمة أدانت بشكل واضح إرهاب ميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن والمدعومة من إيران، واستنكر القادة بشدة الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والمنشآت المدنية في المملكة والإمارات، إضافة إلى إدانة التجاوزات الحوثية في ممرات التجارة الدولية الحيوية وتحديدا مضيق هرمز وباب المندب وما يؤدي إلى تهديد مباشر للملاحة الدولية وناقلات النفط.

رسالة أمل

قال الخبير في الشؤون العربية السيد عبدالفتاح: نقدر دعوة المملكة لعقد هذه القمة في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به المنطقة، مثمنا كلمة ولي العهد في افتتاح القمة، ومؤكدا أن المملكة بعثت رسالة أمل لجميع شعوب المنطقة بمستقبل آمن ومستقر، مشيدا بالدعوة الواضحة والمباشرة من الأمير محمد بن سلمان إلى العالم بضرورة احترام القيم النبيلة للمنطقة وأنه لا يمكن التخلي عنها، وأن ذلك هو طريق تعزيز الشراكة الحقيقية، كما أشاد بتأكيد سمو ولي العهد على أهمية الانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة.

وأشار السيد عبدالفتاح إلى اهتمام القادة بمبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتين أعلنهما ولي العهد، وهو ما ظهر في تطلعهم للمساهمة الإيجابية الفاعلة من الجميع في سبيل نجاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي السابع والعشرين الذي تستضيفه مصر، ومؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الثامن والعشرين الذي تستضيفه الإمارات، والمعرض الدولي للبستنة 2023 الذي تستضيفه قطر بعنوان «صحراء خضراء، بيئة أفضل 2023 - 2024».

إن القضية الفلسطينية فرضت نفسها بقوة على القمة، إذ أشاد الرئيس بايدن بدور المملكة ومصر والأردن على وجه الخصوص في عملية السلام بالمنطقة، إضافة إلى جهود دول مجلس التعاون في دعم الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن القادة طالبوا باحترام الوضع التاريخي للقدس، وطالبوا بضرورة التوصل إلى حل للصراع «الفلسطيني -الإسرائيلي» على أساس حل الدولتين، وجددوا التأكيد على أهمية مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة في 2002.

حمزة مصطفى

وقال المحلل العراقي حمزة مصطفى: إن العراق عانى من العزلة قبل سقوط نظام صدام حسين حتى بعد عام 2003، فيما بدأت علاقات بغداد تنمو بشكل قوي وجيد مع المملكة، كما أن علاقات العراق بدأت تقوى في محيطه العربي وعلى مستوى علاقاته مع مصر والأردن. وأشاد حمزة مصطفى بأهمية قمة جدة لبلاده في ضوء النتائج التي أثمرتها وقال إن مجلس التعاون الخليجي بدأ يوسع شراكات تؤكد بناء علاقات جيدة مع دول المنطقة.

يذكر أن القادة جددوا في البيان الختامي لقمة جدة على دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب، كما رحب القادة بالدور الإيجابي الذي يقوم به العراق لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة.

حنان وجدي

بدورها قالت د.حنان وجدي الخبيرة في الشؤون الاقتصادية: إن البيان الختامي شدد على أهمية استقرار أسواق الطاقة، وتطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة بين الدول المشاركة في القمة بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، مؤكدة أن اتفاقيات الربط الكهربائي بين المملكة والعراق، وبين مجلس التعاون والعراق، وبين المملكة وكل من الأردن ومصر، والربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق، يصب في النهاية في تحقيق بيئة عربية جاذبة للاستثمارات.

على الصعيد ذاته، أشاد الخبير الأمني العراقي صفاء الأعسم بما أسفرت عنه القمة من توصيات مهمة، مؤكدا في تصريحات للوكالة الوطنية العراقية للأنباء «نينا» أن نتائج قمة جدة تشير إلى أن المنطقة ستشهد تحسنا أمنيا كبيرا في حل ملفات عدة في المنطقة على الصعيدين الأمني والعسكري.

ماهر عزيز

وقال عضو مجلس الطاقة العالمي د. ماهر عزيز، إن القادة يدركون جيدا خطورة التطورات الإيرانية في الملف النووي وهو ما دفعهم للتأكيد على دعم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، معربا عن أمله بأن تستجيب طهران لمطالب القادة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج خالية من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً، خصوصا بعد إعلان إيران بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 %، عن طريق استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في منشأة فوردو النووية تحت الأرض.
تاريخ الخبر: 2022-07-18 03:26:26
المصدر: صحيفة اليوم - السعودية
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 31%
الأهمية: 36%

آخر الأخبار حول العالم

يورغن كلوب يؤكد انتهاء أزمته مع صلاح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:26:27
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

اختطاف مغاربة بالتايلاند يسائل بوريطة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:26:30
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 52%

اختطاف مغاربة بالتايلاند يسائل بوريطة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:26:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

الاتحاد الفرنسي يصدر قرارا مثيرا للجدل تجاه اللاعبين المسلمين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:26:37
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

بطولة ألمانيا.. رويس يعلن رحيله عن دورتموند بعد 12 عاما

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:26:49
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

بطولة ألمانيا.. رويس يعلن رحيله عن دورتموند بعد 12 عاما

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:26:45
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

يورغن كلوب يؤكد انتهاء أزمته مع صلاح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:26:23
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 58%

الاتحاد الفرنسي يصدر قرارا مثيرا للجدل تجاه اللاعبين المسلمين

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:26:42
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية