"سلسيوس" تعيش لحظة ليمان براذرز للعملات الرقمية والمستثمرون قلقون | صحيفة الاقتصادية


عندما نشر دانيال ليون، أحد مؤسسي شبكة سلسيوس، مقطع فيديو على "تويتر" موجها إلى وارن بافيت في كانون الثاني (يناير) 2021، كان في حالة معنوية عالية. كان سعر البيتكوين يرتفع بشدة، وكانت "سلسيوس"، شركة إقراض العملات المشفرة التي أسسها في 2017 مع أليكس ماشينسكي، تركب الطفرة.
بدأ ليون قائلا، "وارن، وارن، وارن"، بابتسامة ساخرة، مستهزئا بشكوك المستثمر الأمريكي بشأن عملة البيتكوين، ونقض أحد أشهر حكايات بافيت حول الاستثمار طويل الأجل، "إنني وأصدقائي نزرع شجرة من العملات المشفرة اللامركزية والشفافة حتى تتمكن الأجيال المقبلة من التمتع بظل الازدهار والتحرر المالي".
بعد 18 شهرا فقط، تواجه "سلسيوس" خطر الإفلاس. في منتصف حزيران (يونيو)، وفي مواجهة طلبات السحب المتزايدة، جمدت أموال عملائها، وعلقت ودائع مئات الآلاف من المستثمرين الذين عهدوا بمدخراتهم إلى شركة الإقراض.
سميت أزمة "سلسيوس" "بلحظة ليمان براذرز" بالنسبة إلى مجتمع العملات الرقمية. فهي واحدة من أكبر شركات التشفير التي وقعت ضحية عمليات بيع وحشية في أسعار الرموز هذا العام، حيث دفع ارتفاع أسعار الفائدة المستثمرين إلى الفرار من الأصول المحفوفة بالمخاطر. في أيار (مايو)، زادت حدة الوضع عندما انهارت عملة مشفرة قيمتها 40 مليار دولار تسمى تيرا. انهار ما لا يقل عن 12 صندوقا للتحوط وبورصة ومقرض مثل "سلسيوس"، ما أدى إلى منع عمليات السحب من قبل العملاء، أو جمع الأموال عن طريق البيع بأسعار منخفضة، أو الانهيار إلى حد الإفلاس.
اعتمدت "سلسيوس" على تدفق الودائع من مستثمري التجزئة التي أقرضتها لشركات تشفير كبيرة واستخدمتها في رهانات محفوفة بالمخاطر على مشاريع غير مختبرة. وعدت بأسعار فائدة مرتفعة بشكل استثنائي بينما زعمت أن المخاطر كانت صغيرة. في 2021، ومع تضاؤل الطلب على القروض من المستثمرين المؤسسيين، بدأت "سلسيوس" في المخاطرة بشكل أكبر لتوليد العوائد. اليوم، يقول الأشخاص المطلعون على الشركة إن لديها فجوة كبيرة في ميزانيتها العمومية - تصل إلى ملياري دولار، وفقا لأحد الأشخاص.
تكشف المقابلات التي أجريت مع عشرات من موظفي "سلسيوس" السابقين، إضافة إلى العملاء والمستثمرين والمديرين التنفيذيين في الصناعة، أن الشركة كانت في وضع سيئ لا يسمح لها بالتغلب على اضطرابات السوق. تدعم الوثائق الداخلية التي استعرضتها "فاينانشال تايمز" هذه المخاوف. حذر قسم الامتثال في الشركة من ضعف الرقابة وضعف الأنظمة الداخلية واحتمال تحريف المعلومات المالية.
تشير هذه الأشياء معا إلى أن السعي المتهور لتحقيق عوائد عالية، فضلا عن الخسائر من سلسلة من الرهانات السيئة، أسهما في سقوط الشركة. لم ترد "سلسيوس" على طلبات التعليق.
يواجه العملاء الآن خسارة مدخراتهم. حتى مع انخفاض السوق وتراجع الرمز المشفر لسلسيوس، سيل، من ذروة 2021 البالغة ثمانية دولارات إلى أقل من دولار واحد اليوم، حثت الشركة العملاء على "التشبث" - أو الاحتفاظ باستثماراتهم بدلا من بيعها. مع ذلك، تظهر الوثائق الداخلية أن ليون وبعض زملائه قد أعادوا بالفعل بيع ما قيمته ملايين الدولارات من حيازاتهم الخاصة من رمز سيل المشفر إلى الشركة. يقول الموظفون السابقون إن المستندات التي تسجل هذه المبيعات طلبت من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
تمثل الممارسات المحفوفة بالمخاطر في "سلسيوس" والشركات الأخرى التي ازدهرت خلال طفرة التشفير الآن تحديا للجهات التشريعية والتنظيمية، التي تواجه أسئلة عن سبب عدم قيامها بمزيد لحماية المستثمرين العاديين.
هناك دلائل على أن حملة تنظيمية تلوح في الأفق. في اليوم التالي لتجميد "سلسيوس" للأموال، حذر جاري جينسلر رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، الذي قال إن الرموز المشفرة تفي بتعريف الأوراق المالية على الأرجح، حذر المستثمرين من المنتجات التي تبدو "رائعة لدرجة يصعب تصديقها". اقترحت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي أن كتاب قواعد العملات المشفرة الجديد للكتلة "ينبغي أن ينظم أنشطة اقتراض الأصول المشفرة وإقراضها".
يقول جيف دورمان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة أركا للاستثمار في العملات المشفرة، "لقد كان التنظيم حتميا". يضيف أن الاضطراب في "سلسيوس" وغيرها من المقرضين "يسرع بالتأكيد ما لا مفر منه".
مصارف الظل الخاصة بالعملات المشفرة
إن "سلسيوس" هي واحدة من كثير من مقرضي العملات المشفرة التي أسست خلال الطفرة الأخيرة في الأصول الرقمية في 2017. إلى جانب منافسيها، قامت بسد فجوة في أسواق العملات المشفرة للخدمات المصرفية.
أخذ هؤلاء المقرضون ودائع العملاء وأقرضوا الأموال بأسعار فائدة أعلى، محققين ربحا من الفرق. لكن على عكس المصارف السائدة، كانوا غير خاضعين للتنظيم إلى حد كبير ويقدمون أسعار فائدة نادرا ما تشاهد في التمويل التقليدي. عرضت "سلسيوس" ما يصل إلى 18 في المائة فائدة سنوية حتى اليوم الذي جمدت فيه أموال العملاء.
يتمثل أحد المكونات الخاصة في نموذج أعمال "سلسيوس" في أنه عرض أسعار الفائدة الأعلى فقط للعملاء الذين وافقوا على تلقي مدفوعات الفائدة في رمز سيل الخاص بالشركة، وهو أحد الأصول التي كانت لديها سيطرة كبيرة عليها.
كانت "سلسيوس" أكبر مالك لرمز سيل وأدرجت تلك الممتلكات كأصل في ميزانيتها العمومية. كانت أيضا مشتريا رئيسا للرمز المشفر، حيث اشترت فائدة رمز سيل المستحقة للعملاء في السوق المفتوحة كل أسبوع. تقدر شركة أركام إنتيليجنس لتحليل العملات المشفرة أن شركة سلسيوس أنفقت 350 مليون دولار منذ تموز (يوليو) 2019 على هذه المشتريات.
بينما كانت الشركة تشتري، كان كبار المسؤولين التنفيذيين يبيعون. في اليوم نفسه الذي نشر ليون فيه مقطع الفيديو الخاص به الذي يروج لمستقبل العملات المشفرة، تظهر سجلات تداول "سلسيوس" أنه باع 1.8 مليون دولار من رمز سيل المشفر مرة أخرى إلى الشركة - وهي واحدة من 16 عملية تخلص من رمز سيل من قبل ليون إلى شركة سلسيوس في الفترة ما بين تشرين الأول (أكتوبر) 2020 وآب (أغسطس) 2021 وحققت 11.5 مليون دولار في المجموع. لم يستجب ليون لطلبات التعليق.
أظهرت السجلات أنه اعتبارا من تشرين الأول (أكتوبر) 2020، وعلى مدار عام تقريبا، باع مديرو شركة سلسيوس أكثر من 40 مليون دولار من صافي قيمة رمزها الخاص سيل إلى الشركة. توفر السجلات صورة جزئية لتعاملات المديرين التنفيذيين لأنها لا تشمل شراء أو بيع سيل من خلال قنوات أخرى، كالسوق المفتوحة. قال ماشينسكي هذا العام إن مؤسسي شركة سلسيوس لا زالوا يحتفظون بنحو 90 في المائة من حيازات سيل الأصلية. إنه أمر مشروع أن يبيع رواد الأعمال في مجال العملات الرقمية الرموز التي تصدرها شركاتهم.
قام نوك جولدشتاين، أحد مؤسسي شركة سلسيوس ويطلق على نفسه لقب "رئيس الابتكار"، ببيع ما قيمته 4.1 مليون دولار من سيلفي الفترة ما بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 وأيار (مايو) 2021. في رد بالبريد الإلكتروني على "فاينانشال تايمز"، قال جولدشتاين إنه يسعى للحصول على إذن للتعليق من شركة سلسيوس. في أيار (مايو)، كتب على تويتر "مكاسبي من سيل أوجدت التزاما ضريبيا هائلا - تم الإبلاغ عنه كدخل - وكنت أبيع بعضها للتغطية والتحوط"، مضيفا أنه لا يرى "أي منطق" في الادعاءات بأن مؤسسي شركة سلسيوس كانوا يبيعون رمز سيل لجني الأموال بطرق غير نزيهة.
يذكر أن ماشينسكي، الرئيس التنفيذي لشركة سلسيوس، جنى 500 ألف دولار في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 من عملية بيع واحدة. يعتقد الموظفون السابقون أنه حقق مبيعات إضافية من خلال قنوات أخرى. استنادا إلى بيانات بلوكتشين العامة، تقدر "أركام" أنه باع ما قيمته 44 مليون دولار من خلال البورصات. لم يستجب ماشينسكي لطلبات التعليق. غرد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، "إن جميع مؤسسي شبكة سلسيوس قاموا بعمليات شراء لرمز #سيل وليسوا بائعين للرمز المشفر".
روج ماشينسكي للشركة باستخدام خطاب الأنظمة المزيفة والمصرفيين الجشعين. في مقاطع الفيديو الموجهة للجمهور والأسئلة والأجوبة عبر الإنترنت، ادعى أنه يقدم الحرية المالية لمجتمعه. صرح لـ"فاينانشال تايمز" العام الماضي، "هناك ضغط مستمر 99 في المائة من قبل 1 في المائة وهي نسبة أغنى الأغنياء في أمريكا لجني مزيد من الأرباح". على النقيض من ذلك، كما قال، لقد كانت سلسيوس تعيد الفائدة إلى عملائها. قال في مقابلة في 2020، "إننا في الواقع أكثر أمانا من معظم المصارف".
في الواقع، كانت شركة سلسيوس تقوم بمراهنات قوية باستخدام أموال العملاء مثل تلك التي كان المنظمون يسعون إلى مراقبتها في العمل المصرفي بعد الأزمة المالية. بدلا من مجرد إقراض الأموال للمقترضين المؤسسيين، دعمت "سلسيوس" عائداتها من خلال التداول بأموال العملاء، وفقا لما أظهرته حسابات الشركة وأقوال الموظفين السابقين فيها، واستثمار الأموال في مشاريع سرية ومحفوفة بالمخاطر ومبتكرة في عالم التمويل اللامركزي، أو "دي فاي". لكن الشركة أنكرت التداول بأصول العملاء.
كان الاستثمار في التمويل اللامركزي قد "غير بشكل كبير بيان المخاطر لما كان يحدث (...) إنه يمنحك عائدا مرتفعا للغاية مقابل مخاطر أعلى بكثير"، كما يقول سايمون ديكسون، المستثمر في "سلسيوس" الذي قام أيضا بإيداع عشرات الملايين من الدولارات لدى الشركة. يقول إنه "متأكد 100 في المائة" من وجود ثغرة في الميزانية العمومية التي يعزوها إلى الرهانات السيئة وفشل الشركة في إدارة نموها السريع.
أصبحت "سلسيوس" مصدرا كبيرا لتمويل مشاريع التمويل اللامركزي، مع انكشاف لمليارات الدولارات في 2021. دخولها السريع إلى التمويل اللامركزي فاق قدرتها على إدارة المخاطر، كما يقول الموظفون السابقون. كان هذا هو مستوى الحداثة في السوق لدرجة أن أحد الموظفين السابقين استذكر أن المتداولين كانوا يشاهدون مقاطع فيديو عبر الإنترنت عن كيفية التداول في التمويل اللامركزي.
على الرغم من وقوع كثير من الأخطاء في السوق الناشئة، إلا أن شركة سلسيوس اكتسبت سمعة بأنها معرضة بشكل خاص للحوادث حيث انحرفت سلسلة من المشاريع التي دعمتها عن المسار الصحيح، ما تسبب في خسائر معروفة للجمهور تزيد قيمتها على 100 مليون دولار.
الأمر الأكثر إحراجا كان مشروع يسمى "بادجر دي أيه أوه"، الذي تعرض للقرصنة في 2021 وأصدر رمزا جديدا للمستثمرين ومن ضمنهم شركة سلسيوس من أجل تخفيف حجم الخسائر. أعطى هذا الرمز للمستثمرين الحق في أي أرباح مستقبلية وأموال مستردة لكن بشرط واحد، ألا يبيعوا تلك الرموز. في آذار (مارس)، فعلت "سلسيوس" ذلك حرفيا. لكن مناشداتها من أجل التراجع قوبلت بالرفض.
قال أحد المتداولين في شركة كبرى لوساطة العملات المشفرة مازحا، "في كل مرة يحدث انفجار، تكون دائما نقود سلسيوس هي السبب".
إشارات تنذر بالخطر
كانت في داخل شركة سلسيوس بعض المخاوف. في 2020، دخلت الشركة في مجال التمويل اللامركزي دون أي تردد، ودون القيام بإجراءات الوقاية بالكامل في المشاريع التي كانت تدعمها ودون استخدام أنظمة مناسبة لتتبع الأصول، وذلك وفقا للموظفين السابقين والمستندات الداخلية.
ما كان من فريق الامتثال إلا الإبلاغ عن مخاوفه. في شباط (فبراير) من العام الماضي، أصدر الفريق وثيقة اطلعت عليها "فاينانشال تايمز"، تحذر من أنه كان بإمكان بعض الموظفين استثمار الأموال في صناديق جديدة دون الحاجة للحصول على إذن محدد مع عدم وجود عمليات التحقق من الامتثال. كما حذرت الوثيقة من أن الموظفين يمكنهم نقل الأصول من صندوق إلى آخر دون أن يراها الرؤساء، ما قد يسمح لهم بإخفاء الخسائر و"التعتيم على القيمة الحقيقية" للأصول التي تخضع للإدارة.
حذرت الوثيقة من أن "الشركة قد مارست تضخيم تمثيلها للأصول المدارة وأنها ترفع سعر السهم أو سعر الرمز المميز باستخدام معلومات مالية خاطئة". جاء في الوثيقة أيضا، "قد تواجه سلسيوس تدقيقا متزايدا من قبل المنظمين بسبب افتقارها إلى الضوابط وكذلك الحوكمة".
ارتفعت الأصول المدارة والمبلغ عنها لشركة سلسيوس من عشرة مليارات دولار في آذار (مارس) 2021 إلى ذروة بلغت 25 مليار دولار في وقت لاحق من العام نفسه. قفز عدد الموظفين من نحو 150 إلى أكثر من 550 موظفا خلال 2021. في حين زعمت الشركة أن لديها 1.7 مليون عميل، يقول الموظفون السابقون إن العدد كان أقل من ذلك بكثير - نحو المئات من الآلاف - عندما تم حذف الحسابات غير المستخدمة والأخرى المكررة.
يقول الموظفون السابقون إن تتبع أصول شركة سلسيوس كان صعبا. في بعض الأحيان، لم تقدم قواعد البيانات الداخلية أرقام الأصول المدارة نفسها، وعملية تسوية المواقف عبر الشركة المسماة بـ"التجميد" في الأغلب ما كانت تتسبب بالتناقضات. كان مكتب التداول يعمل إلى حد كبير بطريقة يدوية في البورصات التي يتعامل معها. قال أحد المتداولين السابقين، "كنا ننقر باستخدام الفأرة على مليارات الدولارات كما يفعل أي متداول صغير على مبلغ عشرة دولارات".
تكررت أوجه القصور هذه في دعوى قضائية رفعها جيسون ستون رئيس شركة سلسيوس السابق للتمويل اللامركزي الأسبوع الماضي، الذي عمل في الشركة من آب (أغسطس) 2020 إلى آذار (مارس) 2021. يدعي ستون، الذي يقول إن "سلسيوس" تدين بالمال لشركة كي فاي التي يملكها، أنه بدأ في إدارة مبالغ تصل إلى مليارات الدولارات لشركة سلسيوس بموجب "اتفاقية ودية" لم يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها لعدة شهور. يدعي كذلك أن سلسيوس فشلت في التحوط بالشكل الصحيح من تداوله - ما أدى إلى خسائر قدرها 350 مليون دولار، وفقا لتقديرات شركة أركام.
مع قيام العملاء بسحب أموالهم من "سلسيوس" هذا العام، أولا، استجابة للذعر الذي عم السوق وثانيا بدافع المخاوف بشأن الشركة نفسها، بدأ بعدها التدافع لسحب الودائع المصرفية كما هو متوقع.
في الأيام التي سبقت تجميد الأموال في حزيران (يونيو)، أغلق التنفيذيون في شركة سلسيوس الأبواب على أنفسهم في محادثات وراء الكواليس مع منقذ محتمل، وهو الملياردير سام بانكمان فرايد البالغ من العمر 30 عاما. قامت شركاته، بما فيها بورصة العملات المشفرة إف تي إكس، بتمديد قروض الإنقاذ لاثنين آخرين من مقرضي العملات المشفرة المتعثرين، وهي شركة فوياجر، التي تقدمت بطلب للإفلاس الأسبوع الماضي، وشركة بلوك فاي. كان بانكمان فرايد منفتحا على تقديم خطة إنقاذ لشركة سلسيوس، بحسب ما ذكره شخص مطلع على رواية إف تي إكس عن المفاوضات.
في البداية، اعتقد المسؤولون التنفيذيون في "إف تي إكس" أن المشكلات في "سلسيوس" كانت عبارة عن عدم تطابق في السيولة. كانت الشركة قد وعدت مستثمريها بالوصول الفوري إلى أموالهم، لكنها قامت بعد ذلك بحبس بعض أموالهم لكي تكسب فائدة عليها في أحد أقسام شبكة إثيريوم حيث لا يمكن فيها استرداد الأموال لعدة أشهر. كانت "إف تي إكس" تفكر في تقديم قرض لسد هذه الفجوة.
لكن بعد التقدم في المحادثات، صدم فريق "إف تي إكس" بحجم المشكلات التي اكتشفوها. في مكالمتهم الرابعة لمناقشة خطة الإنقاذ، كشفت "سلسيوس" عن فجوة بقيمة ملياري دولار في ميزانيتها العمومية، وفقا لما ذكره الشخص نفسه المطلع على المحادثات. بالنسبة إلى الفريق المفاوض من "إف تي إكس"، لم يكن من الواضح أبدا ما إذا كان ممثلو شركة سلسيوس لديهم صورة كاملة عن الوضع المالي. انتهت المحادثات عندما صرحت "سلسيوس" علنا أنها ستوقف عمليات السحب.
هيئات الرقابة
في أواخر 2021، احتفلت "سلسيوس" بأكبر إنجاز لها. جمعت الشركة مبلغ 750 مليون دولار من "ويست كاب"، الصندوق الذي يقوده لورانس توسي المدير التنفيذي السابق لشركة آير بي إن بي وبلاكستون، وصندوق كيبيك للإيداع والاستثمار، ثاني أكبر صناديق التقاعد في كندا. بحسب تقديرات شركة ويست كاب، تجاوزت قيمة "سلسيوس" ثلاثة مليارات دولار.
أشاد ماشينكسي بهذا الاستثمار باعتباره تصويتا على الثقة في الشركة من قبل الممولين الرئيسين. واستثمرت كل من "ويست كاب" و"سي دي بي كيو" على الرغم من المناوشات بين "سلسيوس" والمنظمين الأمريكيين والبريطانيين.
استهدفت شركة سلسيوس من قبل كثير من المنظمين في الولايات المتحدة الذين زعموا أنها كانت تقوم بصفقات تحفها المخاطر مستخدمة فيها أموال العملاء. ما زال الوضع التنظيمي لشركة سلسيوس غير واضح. يقول ديكسون، "هناك منطقة رمادية في التنظيم. هل هذه أوراق مالية؟ أم أنها ليست كذلك؟ وما القوانين التي يجب عليهم اتباعها؟".
أدت تصادمات الشركة مع هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة إلى نقل مقرها الرئيس من لندن إلى هوبوكين في نيو جيرسي في كانون الثاني حزيران (يونيو) 2021. في ذلك الوقت، بدأت هيئة السلوك المالي بطرح نظام تسجيل جديد لشركات العملات المشفرة. أعلنت "سلسيوس" رحيلها بالقول إنها سحبت طلب هيئة السلوك المالي بسبب "انعدام اليقين فيما يتعلق بالمسائل التنظيمية". قال موظفان سابقان إن الشركة واجهت شكوكا من قبل السلطات البريطانية. قال أحدهم إن هيئة السلوك المالي نظرت إلى "سلسيوس" باعتبارها برنامج استثمار جماعي، وبالتالي يجب أن تخضع لقوانين أكثر صرامة. لكن هيئة السلوك المالي امتنعت عن التعليق على ذلك.
على الرغم من هذه المشكلات، فاخرت شركتا "ويست كاب" و"سي دي بي كيو" في تشرين الأول (أكتوبر) بالحذر الواجب الذي التزمت به قبل الاستثمار في "سلسيوس". قالت "سي دي بي كيو" لصحيفة "فاينانشال تايمز" في ذلك الوقت، "نحن حريصون للغاية (...) إن عملية بذل العناية الواجبة لدينا أمر جدي للغاية". رفضت "ويست كاب" و"سي دي بي كيو" التعليق على هذه القصة.
كان بعض المستثمرين الحاليين في "سلسيوس" حذرين من ضخ مزيد من الأموال في الشركة. في 2020، استثمر ديكسون مع مستثمرين على منصته الاستثمارية "بانك تو ذا فيوتشر" وتيثر، الجهة المصدرة للعملة المستقرة، لكنه رفض الانضمام إلى جولة المتابعة الأكبر في 2021.
قال، "يمكن أن تستغرق إجراءات العناية الواجبة المعتادة شهرا واحدا. لكننا لم ننته منها حتى بعد مرور ثمانية أشهر. استمررنا في المطالبة ببعض الأمور وكان هناك ضغط فقط لكي ننهي الإجراءات دون أن تتوافر لدينا الوثائق الإضافية التي نحتاج إليها".
منذ أن جمدت الأموال في حزيران (يونيو)، ظلت "سلسيوس" صامتة إلى حد كبير. صرحت بأنها تحاول "تثبيت السيولة والعمليات" وأنها تقوم بالبحث في "المعاملات الاستراتيجية إضافة إلى إعادة هيكلة التزاماتنا". شرع المنظمون في الولايات المتحدة بالتحقيق في تجميد التمويل. استقال توسي من مجلس إدارة شركة ويست كاب في 22 حزيران (يونيو) الماضي.
يقول ديكسون إن ماشينسكي رفض النصيحة بالتقدم بطلب الإفلاس. قال، "يحاول أليكس أن يتجنب الإفلاس بأي ثمن". فهو يرى القصة أنها قصة تحذيرية حول كيفية جذب "الأبرياء" باستخدام التسويق "المضلل بشكل غير معقول". يصف المتداول السابق في "سلسيوس" الأمر بطريقة أخرى، كان ماشينسكي "يريد أن يبدو كأنه روبن هود"، لكن الشركة التي أنشأها كانت "مجرد مصرف في الغرب المتوحش".

تاريخ الخبر: 2022-07-19 00:23:07
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 33%
الأهمية: 48%

آخر الأخبار حول العالم

عنابة: استحداث لجنة لمتابعة تهيئة الواجهة البحرية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:27
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 65%

أكّدت أن أي عملية برية ستؤدي إلى شل العمل الإنســاني

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:31
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 65%

ميلة: بعثـة من مجلـس الأمـة تعايـن مرافـق واستثمـارات

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

والــي أم البواقي يكشف: مسـاع للتكفـل بالمستثمريـن عبـر 17 منطقـة نشـاط

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 03:24:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية