سياسة روسيا في أفغانستان تحقق نتائج عكسية


قالت مجلة «ناشيونال إنترست»: إن السياسة الروسية في أفغانستان تحقق نتائج عكسية.

وبحسب مقال لـ «أكرم عمروف» و«جينيفر بريك مورتزاشفيلي»، على غرار العديد من البلدان الأخرى في العالم، غيَّرت روسيا خلال العقد الماضي نظرتها إلى طالبان، التي كانت تعتبرها منذ فترة طويلة تهديدا.


وأضافا: كان فشل الولايات المتحدة في أفغانستان دليلا واضحا على أن قدرة الولايات المتحدة على التأثير وتوفير النظام في جميع أنحاء العالم آخذة في التدهور.

وأردفا: بحلول الوقت الذي غادرت فيه الولايات المتحدة أفغانستان، كانت روسيا ترى في سيطرة طالبان فرصة لتوسيع نفوذها، ومع ذلك، يبدو أن روسيا قد بالغت في تقدير موقفها؛ لأن العديد من الخيارات الإستراتيجية التي اتخذتها لم تؤت ثمارها. ومضيا بالقول: لقد تبنى فلاديمير بوتين حركة طالبان، وحث المجتمع الدولي على فك تجميد احتياطيات البنك المركزي الأفغاني، واستعادة برامج المساعدات المالية للبلاد، والترحيب التدريجي بطالبان في «أسرة الأمم المتحضرة».

وتابعا: جادل الزعيم الروسي بأن مثل هذه الإجراءات كانت ضرورية لمنع تفكك أفغانستان، كما قال إن روسيا تتجه نحو استبعاد طالبان من قائمة التنظيمات المتطرفة، كما اعتمدت الدبلوماسيين المعينين من قبل طالبان، بينما رفضت الاعتراف الرسمي بحكومتها.

واستطردا: كان هذا تحولا كبيرا في نهج روسيا تجاه طالبان منذ بضع سنوات فقط، عند توليه منصبه في عام 1999، تبنى بوتين موقفا متشددا مع طالبان، في مارس 2000، حذر كبار مسؤولي الكرملين طالبان من أن روسيا مستعدة لشن غارات جوية ضد معسكرات التدريب الشيشانية التي اشتبهت في أنها تعمل في أفغانستان، في عام 2003، صنفت المحكمة العليا الروسية حركة طالبان منظمة إرهابية ومنعتها من العمل على الأراضي الروسية.

وأضافا: ما الذي دفع إلى مثل هذا التحول الإستراتيجي؟ أولا، شهدت روسيا الأداء الكارثي للإستراتيجية العسكرية والدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان خلال الحرب الأمريكية، مع استمرار الجهود العسكرية الأمريكية، أصبحت أفغانستان غير آمنة بشكل متزايد.

وأردفا: ثانيا، رأت روسيا في أفغانستان مكانا يمكنها من خلاله الانخراط مع الولايات المتحدة في منافسة جيوسياسية إستراتيجية، في الوقت نفسه، أصبح انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي من أفغانستان في عام 2021 فرصة لروسيا لتعزيز قيادتها في هذا البلد.

وتابعا: ثالثا، تسعى روسيا من خلال أفغانستان إلى إظهار هيمنتها على آسيا الوسطى، تحاول آسيا الوسطى إنشاء ممرات عبور جديدة في جنوب آسيا عبر أفغانستان، تنظر آسيا الوسطى إلى الهدوء النسبي في أفغانستان على أنه تطور إيجابي بعد عقود من الاضطرابات، يمكن أن يؤدي تطوير البنية التحتية للربط إلى تقويض الدور الساحق لنظام النقل الروسي في توفير التجارة الخارجية مع دول المنطقة، لذلك تحاول موسكو أن تكون داخل هذه العملية لتنسيق تطوير هذه المشاريع.

وأضافا: على مدى عقود، سعت روسيا إلى ترسيخ صورتها كضامن للأمن في أفغانستان، إنها تستخدم استيلاء طالبان على زمام الأمور لزيادة القلق في آسيا الوسطى وتعزيز وجودها العسكري والسياسي.

ومضيا بالقول: التعاون بين روسيا والصين في أفغانستان آخذ في الازدياد، ومع ذلك، لا تزال مصداقية هذه الشراكة وطبيعتها طويلة الأجل غير مؤكدة، من الواضح، مع ذلك، أن روسيا ستظل حذرة من التدخل العسكري الصيني في أفغانستان؛ لأن هذا من شأنه أن يهدد مصالحها المتصورة، ومع ذلك، فإن الأداء الضعيف لروسيا في أوكرانيا دفع الكثيرين، بما في ذلك الصين، إلى التشكيك في جدوى القوات الروسية المتمركزة في طاجيكستان وقيرغيزستان.

واختتما بالقول: قد تظل أفغانستان إلى الأبد محاصرة بسياسات القوة العظمى، وهذه المنافسة في نهاية المطاف هي التي تؤدي إلى عدم الاستقرار في أفغانستان، وهذا بالضبط هو عكس ما سعت روسيا إلى تحقيقه من خلال تعاملها مع طالبان.
تاريخ الخبر: 2022-07-19 03:25:49
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

«نزاهة»: إيقاف 166 فاسداً في 7 وزارات - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:23:39
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

الصين: وصول رواد فضاء المركبة الفضائية “شنتشو-17” لبكين

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:24:56
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

إيقاعات الجاز تصدح بطنجة بحضور مشاهير العازفين من العالم

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:24:52
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية