أكدت وثائق سرية تم الكشف عنها مؤخرا أن بريطانيا كان لديها علم باعتلال صحة الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران قبل حوالي عقد من الكشف عن إصابته بمرض السرطان بشكل علني.
وبحسب الوثائق الموجودة في سجلات الأرشيف الوطني البريطاني بمنطقة كيو، والتي توصلت إليها صحيفة «الغارديان» البريطانية، ففي ديسمبر (كانون الأول) 1981، قام السير ريغينالد هيبرت، سفير المملكة المتحدة في باريس آنذاك، بإخبار الحكومة البريطانية بأنه يرى أن «صحة ميتران لا تبدو جيدة».
وأضاف أنه على الرغم من أن شهادة الرئيس الصحية التي تنشر في الصحف كل ستة أشهر كانت تعطي «انطباعًا مطمئنًا تمامًا»، إلا أن «هناك بعض الأدلة التي تشير إلى اعتلال صحته».
وأشار هيبرت إلى «غرابة سلوك الرئيس وجلده الشاحب بشكل ملحوظ وصعوبة تنفسه».
وتوقع هيبرت وقتها إصابة ميتران بالسرطان.
وأضاف سفير المملكة المتحدة السابق أن أحد المصادر المطلعة في قصر الإليزيه أكد شكوكه، حيث أشار المصدر إلى أن لديه «تقارير موثوقة للغاية» عن اعتلال صحة ميتران حتى من قبل توليه لمنصبه.
وقال هيبرت إنه «وفقًا لهذه التقارير، كان السيد ميتران يعاني على الراجح من أحد أشكال السرطان التي يمكن السيطرة عليها في حدود العلاج الطبي والتي ستكون آثارها بطيئة التطور».
ولفت إلى أن ميتران لم يكن يرى أن مرضه يقف عائقا أمام الترشح للرئاسة الفرنسية.
وتوفي ميتران في عام 1996 بسبب إصابته بسرطان البروستاتا، وهو أمر أخفاه لسنوات عن الجمهور الفرنسي، ولم يكشف عنه بالتفصيل إلا بعد وفاته من قبل طبيبه الخاص، الذي قال إن الرئيس الراحل دفعه إلى كتابة تقارير كاذبة تثبت متانة صحته.
وتولى ميتران رئاسة فرنسا من عام 1981 وحتى عام 1995، وخلفه في المنصب جاك شيراك.
