حذر مدير الأبحاث لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مؤسسة البيانات الدولية IDC، فيناي جوبتا، من استمرار أزمة النقص العالمي في الرقائق، بسبب الحرب في أوكرانيا التي تضغط على إمدادات الأجزاء المهمة المطلوبة للصناعة.
وقال: "لن يزداد المعروض من أشباه الموصلات على الفور، وهناك الكثير من المواد الخام والغازات اللازمة لإنتاج أشباه الموصلات غير المتاحة بسهولة عالمياً في الوقت الراهن".
واستشهد جوبتا بتحديات سلسلة التوريد بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ قال جوبتا إن البلدين يستحوذان على جزء كبير من سوق غاز الكريبتون - وهو غاز يستخدم في إنتاج الرقائق، وفقاً لما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".
ويعد النيون أيضاً أمراً مهماً لعملية صناعة الرقائق ويستخدم في الليزر، المعروف باسم الطباعة الحجرية، حيث تقوم الآلات بنقش الأنماط على قطع صغيرة من السيليكون تصنعها شركات مثل سامسونغ، وإنتل، وتي إس إم سي التايوانية – الأكبر عالمياً.
كما يتم إنتاج أكثر من نصف نيون العالم من قبل عدد قليل من الشركات في أوكرانيا، وفقاً لبيتر هانبري، محلل أشباه الموصلات في شركة الأبحاث Bain & Co.
وتُستخدم أشباه الموصلات في كل شيء، من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر إلى السيارات وكذلك الأجهزة المنزلية.
وأضاف جوبتا أن اضطرابات سلسلة التوريد وارتفاع التكاليف سيعني أيضاً أن "متوسط سعر بيع الأجهزة سيرتفع وسيقوم موردو أجهزة البنية التحتية بعد ذلك بنقله إلى العملاء".
علامات الركود
وقال جوبتا إن ارتفاع التضخم وتوقعات المزيد من التشديد النقدي تسبب بالفعل في "تباطؤ يقوده المستهلك".
وأشار إلى تراجع الإنفاق الاستهلاكي على تكنولوجيا المعلومات، والذي بات يظهر علامات الركود.
وبينما لا يزال الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات للمؤسسات - والذي يتضمن خدمات البرمجيات والحوسبة السحابية، وخدمات تكنولوجيا المعلومات - صامداً، دفع التضخم الشركات إلى "حماية ميزانيات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها في الوقت الحالي".
وأضاف أنه إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم، فإن هذا التباطؤ "سيؤثر على الصناعة".
التوظيف البطيء والإنفاق أقل في آسيا
يوم الثلاثاء، أفادت بلومبرغ عن خطط شركة أبل لإبطاء التوظيف والإنفاق على النمو العام المقبل للتعامل مع الانكماش المحتمل. وقال جوبتا إنه سيتم ملاحظة "اتجاه مماثل" عبر قطاع التكنولوجيا في آسيا.
وأضاف: "أعتقد أن هذا سيكون اتجاهاً سنبدأ في رؤيته [في] أواخر عام 2022 أو أوائل عام 2023 إذا لم يتحسن الوضع"، كما أشار إلى أن شركات خدمات تكنولوجيا المعلومات في آسيا، معظمها يشعر بضغوط الهامش بسبب زيادة تكاليف الرواتب والفجوات في المهارات ... في السوق".
وأضاف جوبتا أن هوامش ربح عمالقة التكنولوجيا في الهند، على سبيل المثال، "أقل قليلاً، على الرغم من زيادة التوظيف في الربع الأول". لكن هذا قد لا يدوم طويلا.
قال: "كانت الكثير من الشركات تتجه نحو التقنيات الرقمية الجديدة بسبب الوباء، مما يمكّن موظفيها من العمل من المنزل، لذلك [كان هناك] الكثير من مشاريع التحول الرقمي الجديدة".
