بالكاد يتابع المغاربة النقاش السياسي داخل المؤسسة التشريعية، وعلى مضض يرقبون ما تولد من خطاب وفعل سياسيين لعهم يجدون فيه ترجمة لحالهم ومآلهم الآخذ في التأزم، “لكن السلوكيات التي بدأت تطفو على السطح من داخل البرلمان يبدو أنها زاغت وأضاعت الطريق”، هكذا يراها منتقدون.
من جملة السلوكيات، احتفال بعيد ميلاد نائبة برلمانية داخل البرلمان نفسه، في وقت لا صوت فيه يعلو فوق أنين أسر تحت وقع أزمة الغلاء وما استبد بسكان أقاليم الشمال من حرائق أتت على الأخضر واليابس.
قبل انعقاد جسلة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أول أمس الإثنين، احتفلت النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، سلوى الدمناني، بعيد ميلادها داخل قاعة المطعم بمجلس النواب، حيث أحضرت هذه البرلمانية التي حصلت على مقعهدها بالدائرة، الجهوية طنجة تطوان الحسيمة، حلوى فاخرة وأشعلت الشموع تحت تصفيق زملائها في الفريق الاشتراكي وهم يرددون “عيد ميلاد سعيد” “وسنة حلوى ياسلوى”، ما أثار موجة استياء في صفوف نواب من فرق برلمانية أخرى.
سلوك ينضاف إلى سلوكيات أخرى دخلية على المؤسسة التشريعية، بل ذهب بعضهم إلى التنصيص في النظام الداخلي الذي تعكف لجنة خاصة على تعديله ومراجعته، على إحداث قاعة حفلات بتنظيم أعياد خاصة بتنظيم أعياد ميلاد النائبات البرلمانيات.
وليست هذه المرة الأولى التي تحتفل فيها برلمانية بعيد ميلادها، فقد سبق للنائبة عن فريق الحركة الشعبية، عزيزة بوجريدة أن نظمت حفل عيد ميلادها داخل صالون خاص بجناح الفريق داخل مجلس النواب، وأحضرت البرلمانية المذكورة كذلك حلوى من أحد المحلات الفاخرة بالعاصمة الرباط واحتفلت رفقة أعضاء الفريق.
وسبق لمجلس النواب أن تداول في بعض السلوكات والممارسات السلبية التي تسيء لصورة البرلمان، وقرر اتخاذ مجموعة من القرارات تدخل في إطار تفعيل مدونة السلوك والأخلاقيات، من بينها حث النواب على حضور الجلسات بلباس محترم ومنع استعمال الهاتف ومضغ العلكة داخل قاعة الجلسات.