أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرات بشأن فيروس "ماربورغ" في غرب إفريقيا، بعد رصد حالتي وفاة بسببه في غانا، وإخضاع أكثر من 98 شخصاً مشتبهاً في إصابته للحجر الصحي. ذلك مخافة تفش واسع لعدوى الفيروس الفتاك.

هذا وتذكر التحذيرات الجارية بشأن الفيروس أنه يشبه التفشي الأخير لقريبه "إيبولا" بالفترة ذاتها من العالم، حيث أدى ضعف النظام الصحي ومراقبة تنقل الأفراد إلى انتشار واسع له، متسبباً في وفاة أكثر من 11 ألف شخص ما بين 2014 و2016.

تحذيرات منظَّمة الصحة

وفي تصريحات قدَّمها لقناة "سكاي نيوز عربية"، عبر ممثل منظمة الصحة العالمية في غانا فرانسيس كاسولو، عن قلق المنظمة بشأن تفش محتمل لفيروس "ماربورغ" في البلاد ومنطقة غرب إفريقيا.

وأضاف كاسولو، إنه "جرى تأكيد حالة تفشي فيروس ماربورغ في غانا بالمنطقة النائية من منطقة أشانتي"، وحتى الآن "تم الإبلاغ عن حالتي إصابة بالفيروس في غانا، ولسوء الحظ توفي كلاهما، ولدينا في الوقت الراهن أكثر من 93 حالة نتابعها".

وكانت منظَّمة الصحة العالمية قد أعلنت، يوم الاثنين، عن إصابتين بـ"ماربورغ" في غانا، وإخضاع حوالي 98 شخصاً كانوا من المخالطين لفترة حجر صحي. وأردف بلاغ المنظمة بأنها المرة الثانية التي ترصد فيها حالات إصابة بهذا الفيروس خلال أقل من سنة، بعد حالة واحدة أعلنت غينيا عن رصدها في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن فريق خبراء تابعاً لها موجود على الأرض في منطقة أشانتي الغانية، من أجل "تقديم الدعم لفريق تحقيق وطني مشترك في المنطقة وكذلك للسلطات الصحية في غانا (...) لضمان التنسيق وتقييم المخاطر وتدابير الوقاية من العدوى".

هذا إضافة إلى ما تتضمنه هذه التعبئة، بحسب ما جاء في ختام البلاغ، من "توفير معدات الحماية الشخصية، وتعزيز مراقبة الأمراض وإجراء الاختبارات، كما تتبع الاتصال والعمل مع المجتمعات المحلية لتنبيههم وتثقيفهم حول مخاطر وأخطار المرض حتى يتعاونوا مع فرق الاستجابة للطوارئ".

ماذا نعرف عن فيروس "ماربورغ"؟

ينتمي فيروس "ماربورغ" إلى عائلة الفيروسات الخيطية، التي ينتمي إليها كذلك فيروس "إيبولا"، وتسبب هذه الفيروسات حمى نزافية فيروسية فتاكة. وتنتقل إلى البشر عبر ملامسة أحد السوائل الحيوية لخفافيش الفاكهة أو أحد السوائل الحيوية لشخص مصاب ظهرت عليه أعراض المرض، إذ لا ينتقل الفيروس من شخص إلى شخص في فترة حضانته.

وعند بداية ظهور أعراض المرض يحس الشخص المصاب بصداع حاد وحمى شديدة، ويتبع هذه الأعراض وهن تدريجي وسريع. كما يصاب بعدها المريض بإسهال مائي حاد، وألم، ومغص في البطن، وغثيان، وتقيّؤ.

ويُظهر الكثير من المرضى، بخاصة في الحالات المميتة، أعراضاً نزفية وخيمة تتمثل في النزف من مواضع عدة، كذلك وجود الدم الطازج في القيء والبراز، وفي كثير من الأحيان، نزف من الأنف واللثّة والمهبل.

واكتشف فيروس "ماربورغ" لأول مرة في إفريقيا سنة 1967، لكن أول حالة وفاة منه كانت سنة 2021 في غينيا. وحسب منظمة الصحة العالمية، تتراوح نسبة فتك هذا الفيروس ما بين 30 و88%، وهو قادر على قتل المصاب في غضون ثلاثة أيام من ظهور الإصابة.

TRT عربي