أثارت موجة الحر التي حطمت الرقم القياسي في بريطانيا دعوات للحكومة لتسريع جهودها للتكيف مع تغير المناخ، خاصة بعد أن تسببت حرائق الغابات بالازدحام الشديد، حيث تعطل السفر لليوم الثالث، وقام مشغلو السكك الحديدية بإصلاح الأضرار الناجمة عن الحرارة، واستمر رجال الإطفاء في محاولات إخماد الحرائق.

وقال البروفيسور ستيفن بيلشر، كبير العلماء في مكتب الأرصاد الجوية، في المملكة المتحدة، إن بريطانيا بحاجة إلى الاستعداد لموجات حر مماثلة في المستقبل؛ لأن انبعاثات الكربون التي يتسبب فيها الإنسان قد غيرت المناخ بالفعل، وإن التخفيضات الصارمة للانبعاثات هي وحدها التي ستقلل من تكرار مثل هذه الأحداث.

تهديد الحرائق

فيما قال فيل جيريجان، رئيس مجموعة المرونة في المجلس الوطني لرؤساء الإطفاء، إن حرائق الغابات تشكل تهديدًا ناشئًا مرتبطًا بتغير المناخ، مما يستنزف قدرة إدارات مكافحة الحرائق، وأضاف أن بريطانيا قد تحتاج إلى زيادة قدرتها على مكافحة حرائق الغابات، بإضافة المزيد من الناقلات الجوية والمروحيات.

وقال: «بينما نتطلع إلى المستقبل، من المؤكد أنه أمر يجب على حكومة المملكة المتحدة وخدمات الإطفاء والإنقاذ مراعاته».

ارتفاع الحرارة

وفوجئ علماء المناخ بالسرعة التي ارتفعت بها درجات الحرارة في بريطانيا، حيث حطمت أربعة وثلاثون موقعًا في جميع أنحاء المملكة المتحدة يوم الثلاثاء درجة الحرارة القياسية المرتفعة السابقة للبلاد البالغة 37.8 درجة مئوية (100 فهرنهايت)، والمسجلة في عام 2019.

وظهرت معاناة التكييف لديهم، نظرًا لأن هناك عددًا قليلًا من المنازل أو المدارس أو الشركات الصغيرة التي تمتلك تكييفًا للهواء، ومن جهة أخرى تعاني السكك الحديدية والطرق السريعة والمطارات لأنها ليست مصممة للتعامل مع درجات الحرارة هذه، ويُعتقد أن 13 شخصًا، من بينهم سبعة صبية في سن المراهقة، لقوا حتفهم.

إدارات الإطفاء

وأعلن وزير مكتب مجلس الوزراء كيت مالتهاوس أمام مجلس العموم، أن 15 إدارة إطفاء أعلنت وقوع حوادث كبيرة، حيث تم تدمير أكثر من 60 عقارًا في جميع أنحاء البلاد يوم الثلاثاء.

وكان أحد أكبر الحرائق في (Wennington)، وهي قرية على المشارف الشرقية من لندن، حيث دمرت النيران صفًا من المنازل بسبب النيران التي اندلعت في الحقول المجاورة.

وأضاف رئيس البلدية صادق خان أن فرقة الإطفاء في لندن تلقت 2600 مكالمة في ذلك اليوم، مقارنة بالرقم الطبيعي البالغ حوالي 350 مكالمة، مضيفًا أن هذا كان أكثر الأيام ازدحامًا في الوزارة منذ الحرب العالمية الثانية.

خطر مرتفع

وقال خان إنه على الرغم من انخفاض درجات الحرارة يوم الأربعاء، فإنه لا يزال خطر الحريق مرتفعًا لأن الطقس الحار والجاف أدى إلى جفاف الأراضي العشبية في جميع أنحاء المدينة.

وأضاف: «بمجرد أن تشتعل فيها النيران تنتشر بسرعة مذهلة، مثل حرائق الغابات كما تراه في الأفلام أو في حرائق كاليفورنيا أو في أجزاء من فرنسا».

تطورات أخرى

تستمر حرائق الغابات في انتشار الدمار في أجزاء أخرى من أوروبا.

كافح ما يقرب من 500 من رجال الإطفاء لاحتواء حريق غابات كبير هدد ضواحي التلال خارج أثينا لليوم الثاني مع اندلاع الحرائق في رقعة جنوبي القارة.

عانت شبكة السفر في بريطانيا خلال الطقس الحار.

أغلق مطار لوتون لفترة وجيزة بسبب مدرج تضرر من الحرارة.

أجبرت القطارات على العمل بسرعات منخفضة بسبب مخاوف من أن الحرارة ستؤدي إلى تشوه القضبان أو انقطاع إمدادات الطاقة.

استمرت بعض الاضطرابات، مع إغلاق خط القطار الرئيسي من لندن إلى إدنبرة. عملت أطقم العمل على إصلاح خطوط الكهرباء ومعدات الإشارات التي تضررت بسبب الحريق.