«محمد ديب» صوت الثورة الجزائرية والمعبر عن أحلام البسطاء ووعيهم

محمد ديب، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1920 في مدينة تلمسان، شاعر وكاتب روائي جزائري، ويعد من أهم الكتاب الذين يكتبون باللغة الفرنسية في العالم العربي.

 

نقلت أعمال الكاتب محمد ديب من الفرنسية إلي العديد من اللغات الأوروبية، كالهولندية والروسية والألمانية والبلغارية.

 

تنوعت أعمال ديب ما بين الرواية والشعر والتأملات، ومن أهم رواياته ثلاثيته الشهيرة والتي نشرت تباعا “الدار الكبيرة” وصدرت عام 1952، “الحريق” نشرت عام 1954، و"النول" وصدرت في العام 1957. 

 

بالإضافة إلي ثلاثية الشمال: “سطوح أرسول” في 1985، “إغفاءة حواء” 1989، “ثلوج المرمر” 1990. وبين هاتين الثلاثيتين وبعدهما أعمال كثيرة، نذكر منها: صيف أفريقي، الليلة المتوحشة، سيد القنص، إذا رغب الشيطان، إله وسط الوحشية وغيرها. حصل محمد ديب علي عدة جوائز لعل أهمها جائزة الفرانكفونية الكبري 1994 .

 

ــ إطلالة علي ثلاثية محمد ديب الدار الكبيرة، الحريق، النول

في تقديمه للترجمة العربية ثلاثية محمد ديب: الدار الكبيرة، الحريق، النول، يذهب الدكتور سامي الدروبي إلي أن: كان هناك تصور بأن الأدب الذي ينتجه كتاب شمال أفريقيا باللغة الفرنسية إنما هو جزء من الأدب الفرنسي، ولكنه يتميز بطابع خاص يجعله خليقا بأن يعد مدرسة قائمة بنفسها من مدارس الأدب الفرنسي.

 

الأمر الذي دعا كتاب شمال أفريقيا إلي أن يجمعوا آرائهم علي أن تسمية هذا الأدب بأنه مدرسة جديدة من مدارس الأدب الفرنسي تسمية خاطئة بلا شك، وما ذلك إلا إزدهار كبير فالأدب المغربي ليس من الأدب الفرنسي في شئ، وإنما هو أدب عربي كان مضطرا إلي استعارة اللسان الفرنسي، لظروف يعلمها الفرنسيون قبل غيرهم.

 

ويضيف سامي الدروبي: “لقد قالها محمد ديب بلسانه: إن رواياته هذه إنما هي لوحة” فهو لا يلفق قصة يتسلي بقرائتها الرافلون، بل يغمس ريشته، ريشة الرسام الصادق، في الدم والعرق والعذاب والجنون والحكمة والتمرد والمرض والتناقض و الثورة، فيخرج منها ألوانا يصبغ بها لوحته، غير أنه لا يجعجع ولا يصرخ ولا يحاول أن يعلم.

 

إنه لا يهيب بأحد أهابة صريحة أن يثور، ولكن ما من أحد، مهما يتحصن بالبلادة، يملك ألا يعايش مشاعره وألا يحس في أعماق نفسه بضرام ثورته، وإلي هذا أشار الناقد الفرنسي “موريس نادو” حين قال: “إن كاتب الدار الكبيرة، يهز النفس هزا قويا بإيجازه وتناوله الأمور تناولا مباشرا نافدا. إنه يؤثر في القلب بأسط وسيلة، وهي ذكر الحقيقة عارية كل العري، بغير صراخ ولا دموع.”

 

وإلي هذا ألمح الناقد الأدبي لجريدة “الفيجارو الأدبية”، حين قال عن محمد ديب: “إن كتاب ”الحريق" يأتي مصدقا لما عرف في محمد ديب من مزايا نادرة، هي مزايا كاتب يؤثر التعبير عن الحقيقة سافرة كل السفور علي الصراخ والتوجع."

 

ويلفت سامي الدروبي إلي أن رواية محمد ديب “الدار الكبيرة” قد نشرت عام 1952، أي قبل قيام ثورة الجزائر، فإذا رأينا فيها تباشير الثورة التي هبت بعد ذلك، فلا تقولن أن الشاعر كالعراف الصادق النبوءة، وإنما ينبغي أن نتذكر أن هذه الثورة قد تخمرت ونضجت، فلما انطلقت كان فيها من الإحكام ما لا يكون بغير ذلك. 

 

وقد كتب محمد ديب روايته “الحريق” قبل الثورة الجزائرية أيضا، لكننا نري فيها أطياف الثورة تتحرك، والحقيقة أن محمد ديب كان يصف واقعا راهنا فهو يصور الحالة الفكرية والنفسية للفلاحين قبيل الثورة تصويرا أمينا. الفلاحون الذين يحققون هذه الثورة لا ترفدهم عاطفة متأججة فحسب، وإنما هم يعتمدون علي نضج وفهم، وإن كانوا أناسا بسطاء طيبين، فإن في بساطتهم وعيا، بل أن بساطتهم هذه هي الوعي في أسمي مدارجه.              

تاريخ الخبر: 2022-07-21 09:21:33
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:45
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٤)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:21:31
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

عاجل.. لحظة خروج الدكتور التازي من سجن عكاش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 06:25:38
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية