نبيل عبدالفتاح يكتب: محمود قرني.. فى مديح الإخلاص للشعر

مثقف مصرى لا يتكالب على موقع ولا يسعى لمكسب خاص

لا يشكو أو يتحدث عن الألم الشخصى وهمومه ومطالبه المشروعة فى الحياة

لديه إيمان عميق بموهبته الشعرية وبمكانته كمثقف نقدى لكنه لا يتحدث عنها لأنه يمل من الكلام حول إبداعه

تبدو الكتابة أو الحديث عن الشاعر الكبير محمود قرنى صعبة، حيث تنتابك الحيرة، وتراوغك اللغة والأوصاف، والمجازات، ويختلط لديك الذاتى والموضوعى فى مقاربة إنسان مفطور على الطيبة الذكية، والجمال الروحى، ومستوى من الصفاء الصوفى إزاء عسر الحياة ومخاتلات وازدواجيات وأقنعة البشر ودخائلهم المعقدة والمركبة والمتداخلة بين تعددية مساحات الخير والشر، والحب والكراهية، والصداقة والعداء، واللؤم وذكاء الوضوح والاستقامة.

محمود قرنى، اللطيف بلا مبالغة، والحاد فى نصوص حينًا وصرامة غالبًا، إزاء الوجوه الكريهة، التى تلوث وجه الحياة والأفكار والشعر والحرية فى كل وجوهها ومجالاتها.

إبداع حياته فى إخلاص وصمت ونكران للذات، ومحبة للآخرين ممن هم على مثاله، لم يتكالب على موقع، أو سعى لمكانة يستحقها كشاعر كبير فى جيله مصريًا وعربيًا، ومثقف نقدى بارز، يمتلك أدواته النقدية، وتكوين عصامى صاغه بكده وعقله ودأبه الوثاب. يبدو أحيانًا صاخبًا فى غضبه، من اعتلالات فى الفكر المهيمن، وسلوكيات بعض من المثقفين أو السلطة الثقافية الرسمية، التى تجافى معانى المثقف والاستقلالية والالتزام الوطنى، وقيمة الحرية الفكرية والضميرية، وتناهض سلطة العقل الحر. ثم سرعان ما يعود إلى هدوئه الرصين، وابتسامته المشرقة بالأمل، والرضا عما يفعله، ويبدعه من شعر محمول على الجدة والتخيلات الخاصة، وكتابة مشرقة بالتحليل والنقد والتركيب.

تبدو بعضًا من شخصية محمود قرنى غائبة لبعض محبيه، حيث يبدو الذاتى وأصوله، ملفوفة بالصمت أو النسيان فى الحوارات معه، لا تكاد تسمع منه شكايا، أو تعبيرات عن الألم الشخصى، أو همومه، أو مطالبه المشروعة فى الحياة على نحو ما يظهر الذاتى مركزًا لعديدين ممن يطلقون عليهم مبدعين أو مثقفين، أو ما يطلق عليهم «الشكائين البكائين» لكثرة شكاياتهم ومطالبهم، وهذا الإحساس الباثولوجى، بأنهم مضطهدون وأن لهم من الحقوق المشروعة الكثير، لكنهم لا يحصلون عليها، بقطع النظر عن تهافت هذا الخطاب اليومى الصاخب، والشائع فى هذه الدوائر غير المنتجة. لا يكاد ينطق محمود فى غياب الذاتى عن خطابه، سوى جلال السلام الداخلى المترع بالأمل العام المتداخل مع الشخصى.

ثمة أيضًا إيمان عميق لدى محمود قرنى بموهبته الشعرية، أو بمكانته كمثقف نقدى، لكنه لا يتحدث عنها، لأنه فى تقديرى ملول بالحديث حول إبداعه. حالة من نكران الذات المعبرة عن الثقة فيما يبدعه ويكتبه وبقائه حيًا، يصوغ الأمل فى الشعر والكتابة من قلب خرائب الحياة. ثقة عميقة أن مكانة إنتاجه مقدرة سواء قال بعضهم واعترف بذلك، أو أنكر أو صمت، شأن الكثيرين فى النقد، والكتابة المهيمنة.

روح وثابة وعقل يقظ، وثقافة متنوعة ومتجددة تسرى حارة فى حنايا ودماء نصوصه الشعرية والنقدية، لا يعتمد فيها على موهبته، لأنها يمكن أن تخزل الشاعر والكاتب، إذا لم تستند إلى التجديد فى المعرفة والمواكبة والوعى البصير، وثقافة العيون المفتوحة على الجمال فى منابته، وتنوعاته، وتحولاته، فى جمال الجميل، وجمال القبح أيضًا، وأيضًا من هنا يتجلى الجميل البصير المؤنق والجارح فى سروده، وقصائده النثرية، ودواوينه، وكتبه.

يبدو محمود عصيًا على الكتابة عنه، إنسانًا ومبدعًا حيث يطغى العام على الخاص، وبحثه الدءوب من أجل هدم العوالم الخربة والبائسة، ليبنى عوالمه الجديدة الجميلة على أنقاضها وشظاياها.

محمود قرنى الشاعر أحد بناة العوالم التخيلية لقصيدة النثر، وموقعه بارز فى جيله، وما بعده، من شعراء قصيدة النثر، من هنا تبدو المفاضلة بينه وبين الميراث الثقافى للشعرية العربية الكلاسيكية، والوسطية والإحيائية والتجديدية، للقصيدة العمودية والشعر الحر، أو الشعر المنثور، جاء ومعه شعره فى جيل الثمانينيات، فى ظل شيوع ذائقات تقليدية حول الشعر، وموسيقاه، وإيقاعاته ومجازاته، تكرسها تقاليد تعليم الشعر العربى فى المدارس والجامعات وتحبيذات غالب النقاد، والدرس الأكاديمى الذى يسيطر عليه غالب المدرسين وفوضاهم الاصطلاحية، وتطبيقاتهم المشوبة بالاضطراب والتشوه.

من هنا جاء محمود ومجايلوه وما قبلهم من رموز جيل السبعينيات إلى عالم مسيطر عليه من الذائقات واللغة والرموز والمجازات والأساطير الأدبية والتاريخية تتسم بالنمطية والتكلس ورهابُ التجديد، جاءوا ساعين إلى القطع مع ما هو سائد من شعرية قصيدة التفعيلة والغنائية، وسلطة بعض الشعراء الكبار المكرسين الذى وصموا هذا النمط من الشعر النثرى الجديد، بالقصيدة الخرساء وفق نعت صديقنا الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى. 

حالة من الحصار الذاتى، والخطاب النقدى المضطرب. الأخطر حالة عامة تسكنها بعضُ من نثرات الشعر التقليدى العمودى، وموسيقاه الصاخبة وإيقاعاته التى تعيد إنتاج عوالم أفلت، ومقولات حاملة للحِكم التقليدية، وفصاحة البداوة الشعرية، وإطلال الحواضر، التى تبددت مع الزمن المتغير. عالم من الثنائيات والمقولات الأخلاقية المساوقة مع زمانها الغابر. 

أنماط شعرية تعاد، وتتلى فى الدرس المدرسى، وتسندها السلطات التعليمية والسياسية، وتبدو كأداة للضبط الأخلاقى والرمزى والسياسى، ومعها السلطة السياسية المحمولة على المحافظة والجمود.

تحليل سوسيولوجية تلقى الشعر التقليدى، وشعر النهضة والمحافظين والمجددين فى عالم القصيدة العمودية، تشير إلى هيمنة البُنى الموسيقية العربية، وموروثها التركى/العثمانى، الذى جاء وافدًا مع غزوهم بلادنا، حيث رتابة الإيقاع، وتكرار الجمل الموسيقية التى تعكس الزمان الموسيقى الدائرى، والجُمل التى تخاطب الحواس لدى المتلقى، فى عالم كانت مصر وثقافاتها، تحاول كسر عالمها التقليدى الرتيب، والتكرارى نسبيًا. قاعدة استهلاك للموسيقى، والأغانى، التى تكرس منظومات القيم التقليدية، بينما كان بعض من نبهاء المصريين يسعون إلى كسر السياجات الماضوية فى القيم ونظام البناء وطرزه المعمارية والجمالية، والأفكار، والتعليم، من أجل التحرر لمصاولة من تقدموا.

كان التحديث المادى والسلطوى فى عهدى محمد على وإسماعيل باشا أسرع من حركة الأفكار، على الرغم من بدايات لمؤشرات الازدهار الكوزموبوليتى للقاهرة والإسكندرية.

استمر الشعر العمودى مسيطرًا، مع بدايات الحركة القومية المصرية، وذلك لأن الطلب على الحماسة والتعبئة الوطنية ضد ولاية المتغلب الخديوية، مع العرابيين، ثم فى مواجهة الكولونيالية البريطانية المنحطة. بدأ بالتطور فى الشعرية العربية والمصرية، مع النظام شبه الليبرالى، والمجتمع شبه المفتوح على المدن الكوزموبولتيانتية وتعددها، وتلاحقها الثقافى والقيمى، وانفتاحها على المركز الأوروبى.

مع أزمة وباء الكوليرا، وتناغم روح نازك الملائكة العراقية المولد، والحاملة لروح مصر وثقافتها، وآخرين فى مصر، بدأ التحرر من العمودية الشعرية، إلى الشعر الحر، ثم إلى بروز المسرح الشعرى، «باكثير» وعبدالرحمن الشرقاوى، وسطعت شعرية صلاح عبدالصبور، وحجازى وآخرين، مع الروح العارمة للتحرر الوطنى والاستقلال والتطلع إلى الحرية والتقدم.

ساعد فى بعض التحرر من القصيدة العمودية، إلى التفعيلة، حالة من التحرر النسبى من الثقافة الأدبية التقليدية، مع تطور فن الرواية والقص، وتحرير البلاغة من نزوعها الكلاسيكى، ومحمولاته التخيلية، فى مساوقة ذلك كان انفتاح الموسيقى على الجمل والبنى الموسيقية الغربية، ودمجها فى عديد من الألحان والتوزيعية الجديدة دون الإشارة إلى ذلك من محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزى.. إلخ! استمر ذلك فى ظل صعود «الطبقة الوسطى»، واتساع قاعدة التعليم، وبعض من الحراك الاجتماعى، والدنياميات السوسيو- ثقافية، والقيمية.

من ناحية أخرى، كانت السلطة الثقافية الرسمية تحابى وتنحاز إلى القصيدة العمودية، وذلك حتى صعود صلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى، ومن المشرق العربى، السياب ونازك الملائكة وعبدالوهاب البياتى، ومن سوريا آدونيس ومحمد الماغوط، ومن لبنان أنسى الحاج ومدرسة الشعر التى انفتحت لأسباب، منها الانفتاح على عوالم قصيدة النثر، والموروث المللى المتعدد ثقافيًا ورمزيًا. 

بدأ جيل السبعينيات فى مصر، وتحديدًا عبدالمنعم رمضان، ورفعت سلام، وحلمى سالم ومحمود نسيم وجمال القصاص ومجايلوه، فى العبور عبر جسر الآدونيسى، إلى قصيدة مختلفة، وتنظيرات غير مألوفة للحياة الشعرية المصرية، فى ظل حصار السلطة الثقافية الرسمية، ونقادها.

قصيدة ظلت محاصرة، ومهمشة، وعن خطاب نقدى يسارى مؤدلج أو محافظ.

من قلب الحصار والتهميش، والنفى الاجتماعى والسياسى والأدبى والنقدى، وآتون العسر المعاشى ظهر جيلا الثمانينيات والتسعينيات من مبدعى قصيدة النثر، من خلال بعض الموهوبين ومنهم محمود قرنى. 

كان التطور فى السرديات المصرية، يحدث قطيعة مع الأجيال السابقة، والانتقال من السرديات الكبرى، ومفاهيم الالتزام الاجتماعى والسياسى، والخوف من الاتهامات التى رفعت من حركيى الجماعات الأيديولوجية السرية لضبط قواعدهم، وفرض الحماية على نظامهم الذائقى والجمالى، ومعه شعراؤهم، وروائيوهم.

كسر هذان الجيلان عوالم السرديات الكبرى إلى الذات والمشهدية وعالم الشظايا والتفكك والبحث عن الذات التائهة فى مجتمعها، وعالمها فائق السرعة والتغير.

لم تعد صالحة لغة مدرسة الأجيال، والشعر الحر، والتفضلية والقيم والتزامات السرديات الكبرى، ولا تشكل تعبيرًا عن عوالمها التى سكنت فى هذه الأنماط الشعرية.

بدت الحاجة إلى لغة شعرية مغايرة، ومتميزة فى هذين الجيلين عن الأنساق الشعرية التى بدت قديمة، ومن الحصارات وسياجاتها والروح والعقل، انفجرت اللغة المغايرة ومجازاتها الاستثنائية، تفتح أبواب عوالمها المقلقة والمتوترة بين انشطارات الذات الشاعرة، وتشوه عالمها، إلى أسئلة الوجود الفردى، والإنسانوى، ويحلق فوقها أسئلة الوجود والعدم.

من العزلة إلى مجتمع تغادره نجومه اللامعة، وتقتات كل على تاريخه ولغته وسردياته، ظهر محمود قرنى مغايرًا ومختلفًا فى شعره ولغته وقصيدته، ومعه الموهوبون من جيله والأجيال اللاحقة.

لم يأبه بانهمارات القصائد والدواوين وبعض الشعراء المسكونين بالخواء.

لم يهتم برحيل بعضهم إلى زمن السرد القصصى والروائى، بحثًا عصيًا عن «الاعتراف» وعن الذيوع والمكانة.

لم يهتم بزمن الرواية، ولا بتلال القصائد الخرساء، ها أنا ذا أستخدم وصف صديقى عبدالمعطى حجازى الشاعر الكبير، دون سياقاته أو دلالته، أو هجائه، وذهب محمود مع بعض الموهوبين سعيًا وراء بناء العالم من جديد فوق خرائبه، يهدمون، ويؤسسون للاختلاف ولجماليات جدُ مختلفة، وتشكل قطيعة مع من سبقوه.

فى ظل هذه الفضاءات الجيلية المتغيرة، يمكن الدخول إلى عالم محمود قرنى الشعرى والنقدى، هى فضاءات لا يمكن عزلها عن الواقع الموضوعى السياسى والاجتماعى والثقافى، وسياجاته وحدوده، وسلطاته المهيمنة، لمحاولة فهم سوسيولوجية الانخلاع والقطيعة معه، وتجاوزه إلى آفاق تخيلية، وقاموس لغوى وشعرى مغاير وخاص يحاول التوفيق بين عمليتى الهدم والتجاوز، ثم البناء لعالمه على الخواء فى العقول والأفكار والأرواح ومحاولة تخطيه وزرع الأرض، ما يسترعى الانتباه فى أعمال محمود قرنى الشعرية والنقدية ذات الطابع الثقافى والتحليلى، يتمثل فى لغته الخاصة، ومزجها بين مفرداتها العربية، وتخيلاتها الخاصة، ومجازاتها، وبين اللغة الجديدة، وبين الشعرى والفلسفى فى مزاج مؤتلف، ونزوعها التجريدى.

يبدو لى أن هذه الاستراتيجة فى الكتابة هى إنتاج للعقل القانونى المجرد، وبنياته النظرية، موصولة بالفلسفة، وموارده القرائية، وتمثلاته لها فى الشعر فى مختلف مصادره واتجاهات مدارسه، والسرد الروائى والقصصى، وثقافة البصرية التشكيلية، والفوتوغرافية، والسينمائية، وتعدد مصادر تكوينه الثقافى المتجدد. يمكنك أن تجد سندًا لذلك فى دواوينه، ومختاراته «أبطال الروايات الناقصة». إن أسئلة الشاعر وهمومه، لا تنطلق من الأنظمة السائدة السياسية والدينية والأخلاق، وسياجاتها ومعتقلات الروح. إنها عملية تحرر وانخلاع ومفاصلة، وهدمها وتجاوزها، نحو الأسئلة البعدوية، وإزاء الحياة، وتحولاتها المدهشة والمناجئة والخطرة، وسعى لاكتشاف أثر التغير والتحول على الوجود، والكينونة الإنسانية. 

الشعر الآن ليس ربيعًا للوضوح والبيان، وسذاجته، وإنما حضر فى عوالم الغموض التى ينطوى عليها الوجود الإنسانى المتغير.

لحظة التحول الراهنة، أصعب لحظة فى التاريخ الإنسانى كله المكتوب والمستور والغامض والغائم والشفاهى.

إنها لحظة الهدم العظمى لما نعرفه ولو غيبًا، ولتكويننا المعرفى لحظة عصية على الإمساكُ بها. متحول يهدم مقولات الإنسان مركز جوهر الوجود ومحمولاتها، ونظرياتها. إن اللغة لغتنا ولغاتنا المتعددة فيما يبدو ستغادرنا، إلى ما بعد الحقيقة، وما بعد الإنسانية، وانهمارات اللغة الرقمية وثوراتها المتجددة. من هنا السرديات والعلوم الاجتماعية، والشعر أمام تحدى مغادرة اللغة الحديثة لهم، بوصف أن اللغة هى العالم، المرجح أنها عالمهم الذى يغادرنا إلى ما بعد الإنسانية، ولغة مغايرة بدأت فى التشكل. 

الشعر وحده ربما القادر على غزو اللغة الجديدة، والتخيل عبرها، وبها إلى عوالم ما بعد الإنسانية، وانهيار عالم من السرديات والشعر ابن العوالم الماضوية وما بعدها، ليغدو جزءًا من المتحف الإنسانى الكونى، وثقافاته المتعددة.

هنا مأذن الوجود، وربما سيكون الشعر المختلف، هو من سيشهد علينا وعلى وجودنا الما بعدى، أو نهايته. الشعر، وقصيدة النثر ستغدو رائية هذا القطع مع ما نعرفه، وربما سيغدو الشعر بنىُ عالمنا الما بعدى إنسانى المختلف.

تاريخ الخبر: 2022-07-21 21:21:50
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية