فى ذكراه الأولى .. إطلالة على أعمال جبور الدويهى «شريد المنازل»

جبور الدويهي، كاتب روائي لبناني، غادرنا في مثل هذا اليوم من العام 2021، بعد رحلة مع الإبداع الروائي كان آخرها رواية “سم في الهواء”، والتي صدرت قبل رحيله عن عمر ناهز الثانية والسبعين بشهور قليلة.

 

شغل جبور الدويهي منصب أستاذ الأدب الفرنسي بالجامعة اللبنانية، ولد في قرية زغرتا في شمال لبنان، وتصدرت أعماله قوائم العديد من الجوائز العربية والعالمية، من بينها جائزة سعيد عقل للعام 2015، عن روايته “حي الأمريكان”، كما وصلت روايته “شريد المنازل”، إلي القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية “البوكر” في العام 2012. 

 

كما فاز جبور الدويهي بجائزة سانت إكزوبيري الفرنسية في العام 2001 عن روايته “روح الغابة”. وجائزة أفضل عمل مترجم من جامعة أركنساس في العام 1995 عن روايته “اعتدال الخريف”.

 

كتب الروائي اللبناني جبور الدويهي العديد من الأعمال الروائية والقصصية، نذكر من بينها روايات: "شريد المنازل ــ ريا النهر ــ حي الأمريكان ــ مطر حزيران ــ ملك الهند ــ طبع في بيروت ــ الموت بين الأهل نعاس ــ عين ورده ــ اعتدال الخريف و سم في الهواء والتي اختتم بها مسيرته الإبداعية الروائية.

 

ــ “حي الأمريكان” رواية جبور الدويهي عن الجماعات الإرهابية

 تعتبر رواية الكاتب جبور الدويهى "حى الأمريكان" الصادرة عن دار الساقى، ثالث أبرز إصداراته بعد روايتَى “مطر حزيران” و"شريد المنازل".

 

يتناول جبور الدويهي في روايته “حي الأمريكان”، قضية راهنة سياسية واجتماعية وهى الإرهاب الذى يضرب العالم فى السنوات الأخيرة، وينتشر بشكل رهيب ومخيف يقتل ويخرب ويفجر فى كل الأنحاء من العالم دون استثناء.

“حي الأمريكان” رواية جبور الدويهي، والتي يتناول من خلالها الراهن السياسى والاجتماعى والثقافى فى لبنان، انطلاقًا من بطل الرواية "إسماعيل محسن" الإرهابي الذى جرى تجنيده عبر جمعية الهداية الإسلامية فى مدينة طرابلس شمال لبنان، وينتبه قبل لحظة من إقدامه على تفجير نفسه إلى وجود طفل صغير يشبه أخاه من بين ركّاب الحافلة، فبدل أن يضغط على الحزام الناسف الملتفّ حول جسده، يضع إبهامه على أنفه ويحرِّك أصابعه بحركة اعتاد أن يُضحك بها أخاه، وبين الحركتَين: محاولة تفجير الحزام وتحريك الأصابع بطريقة مضحكة ليمنح ذاك الطفل ابتسامة رائقة، تقع حياة إسماعيل محسن الذى يقطن مع والده بلال وأمه انتصار فى حَىّ الأمريكان الفقير فى طرابلس.


وعندما يرافق إسماعيل محسن "أبا عبد الله الصومالى" الذى بدأ رحلة التهريب من موريتانيا وصولًا إلى ليبيا، ومنها بحرًا إلى ميناء اللاذقية، ثم إلى لبنان، وعودة إلى سوريا ملتحقًا بصهريج التهريب يستدعى المتلقى رحلة "رجال فى الشمس" للفلسطينى غسان كنفانى، ولكن مع اختلاف الهدف، فرجال "غسان" لجؤوا إلى الهروب عبر صهريج المياه فى محاولة للخروج إلى الحياة، بينما رجال "الدويهى" خرجوا فى رحلة مرعبة من لبنان، لينضموا إلى قاعدة بلاد الرافدين، وحيث كادت الساعات الطويلة التى بدت وكأنها لن تنتهى أن تقضى عليهم محبوسين فى صهريج التهريب، وفى مصادفة تجمع مشاريع موت، كل منهم جاء لهدف واحد هو الموت.

وفى مقابل إسماعيل محسن ابن الحى الفقير المهمش، نجد "عبد الكريم عزام" سليل الأسرة النافذة التى تداعت أيضًا، ولم يبقَ من ماضيها إلا بيت وأثاث يفترشه الغبار وابن عائد من فرنسا حاملًا قصة حب عاثرة يعيش ذكراها بعزلة ووحدة: "تتداعى الأمكنة ويتداعى الأشخاص ولا يبقى سوى حكايا غابرة وألبومات صور".بهذه الرمزية الواقعية يظهر الكاتب تردّى حالة المدينة من دون الوقوع فى السوداوية، رغم أن إسماعيل بطل الرواية الشاب الفتى الذى أوقعته الظروف فى وهم الجهاديين والتوجه إلى العراق ليفجر نفسه فى أهداف يجهلها ويجهل الهدف منها، إلا أنه عاد مستسلمًا ومحبًّا لإنسانيته هاربًا من شهادته المزعومة، كما والدته انتصار التى تخدم فى بيت آل عزام وارثة خدمتهم عن أهلها، وبعد أن فرض عليها ابنها إسماعيل اللباس الشرعى بمفهومه الجهادى عادت إلى بنطالها الضيق بعد علمها بأن ابنها لم يمت.

تاريخ الخبر: 2022-07-23 09:21:40
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

سفير مصر السابق في إسرائيل: الولايات المتحدة لا تريد اقتحام رفح

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:21:10
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 55%

ضياء رشوان: لا يوجد تراجع ولو لخطوة من مصر تجاه موقفها نحو رفح

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 09:21:13
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية