لا يقتصر عمل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» على توفير الخدمات والمرافق الأساسية فى قرى الريف، أو تحسين جودتها فقط، ولكن يمتد إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة، على رأسها ترشيد الاستهلاك وحسن إدارة الموارد المائية، وتحقيقًا لهذا الهدف عمدت المبادرة إلى تنفيذ المشروع القومى لتبطين الترع بهدف تقليل نسبة الهادر، وتحسين عملية رى الأراضى الزراعية، وضمان وصول المياه إلى أبعد نقطة ممكنة. ويمثل المشروع نقلة حضارية ونوعية تأتى ضمن الخطط الاستراتيجية للدولة، بهدف حل مشكلات المزارعين، وزيادة الإنتاج الزراعى، وتأمين الاحتياجات الداخلية من الغذاء، وحماية الصحة العامة للمواطنين، من خلال تكثيف عمليات تطهير المجارى المائية والقضاء على الحشرات الناقلة للأوبئة والأمراض.

 بدوى حمدين:  قضى على الحشائش الضارة وضاعف الإنتاج

قال بدوى حمدين، من قرية حاجر كومير التابعة لمدينة إسنا بمحافظة الأقصر، إن مشروع تبطين الترع تحت مظلة «حياة كريمة» يُعد من أفضل المشروعات فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، إذ غيّر واقع الترع من مجارٍ مائية مليئة بالحشائش والمخلفات، التى تتسبب فى هدر كميات كبيرة من المياه المخصصة لرى الأراضى الزراعية، إلى مجارٍ نظيفة مبطنة ومطهرة تجرى فيها المياه بسهولة ويسر وتصل إلى أبعد نقطة ممكنة فى محيط الأراضى الزراعية التى تخدمها.

وأضاف: «قلل تبطين الترع نسبة الهادر وسمح برى مساحات أكبر من الأراضى الزراعية، كما حل مشكلة تعذر رى الأراضى الزراعية القريبة من الجبل الغربى والصحراء الغربية».

وأوضح أن مناوبة رى الأراضى تمتد لأسبوع فقط، تفتح خلاله وزارة الرى منافذ الرياحات الرئيسية لتغذية الترع الفرعية التى تروى الأراضى الزراعية، وبسبب الحشائش والمخلفات التى كانت تملأ الترع فى السابق، فإن المدة الفعلية للرى كانت تصل إلى ٣ أيام فقط، ولكن بعد الانتهاء من مشروع التبطين فإن المياه تصل إلى أبعد نقطة فى الأراضى الزراعية فى خلال ساعات من فتح نقاط التغذية.

وأشار إلى أن مشروع التبطين وفر مساحات إضافية للطرق الممتدة بطول الترع، الأمر الذى أسهم فى تسهيل وتنظيم الحركة المرورية للمركبات والأفراد، كما قضى على الحشائش والشجيرات غير النافعة التى كانت تستهلك كميات كبيرة من المياه، وتعوق حركة سريانها فى الترع والمصارف.

وذكر أنه استفاد هو وباقى مزارعى القرية التى تشتهر بزراعة قصب السكر من أعمال مشروع التبطين، لأنه محصول يستهلك كميات كبيرة من المياه، وهو أمر كان يتعذر تحقيقه فى الماضى، كما أن المشروع قلل من فرص زيادة ملوحة الأراضى الزراعية وضاعف إنتاجها، وأنقذ المنازل القريبة من الترع والمصارف من خطر الانهيار؛ نتيجة تآكل الأساسات بسبب تسريب المياه.

حمدى عرفة:  خطوة مهمة لصالح ٤ ملايين و٧٠٠ ألف مزارع فى ٢٧ محافظة

شدد الدكتور حمدى عرفة، أستاذ الإدارة المحلية والحكومية، على أهمية مشروع تبطين الترع ضمن مبادرة «حياة كريمة»، خاصة فيما يتعلق بمنع التلوث أمام المنازل والمدارس وبالتالى الحد من انتشار الأمراض، إلى جانب منع اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى، وتوفير قرابة ٥ مليارات متر مكعب مهدرة من المياه.

وقال «عرفة» إن تبطين الترع يساعد المزارعين المقدر عددهم بـ٤ ملايين و٧٠٠ ألف مزارع فى ٢٧ محافظة على رى أراضيهم بمياه نظيفة، وزيادة إنتاجية الفدان، ليصبح المشروع بذلك جزءًا من الأمن الغذائى القومى، عبر تخفيض فاتورة الاستيراد من الخارج.

وبَين أن هناك الكثير من الأراضى الزراعية لم تكن تصلها المياه بسبب الشوائب والعوائق الموجودة فى الترع وعدم جاهزيتها، ما دفع كثيرًا من المزراعين إلى رى أراضيهم بالصرف الصحى الأقرب إليهم من الترع الفرعية المكدسة بهذه الشوائب، كاشفًا عن الانتهاء من تبطين ٥١٠٩ كم بالفعل من خلال مديريات الرى المنتشرة فى ٢٧ محافظة، بتكلفة وصلت إلى ٧٤ مليار جنيه للمرحلة الأولى، و٧٦ مليار جنيه للثانية.

ونبه أستاذ الإدارة المحلية إلى ضرورة أن يحافظ المواطنون على الترع بعد الانتهاء من تبطينها، ومنع التعدى على أطرافها أو محاولة الزراعة عليها، حتى يستمر هذا المشروع فى تقديم الدعم الكامل للمزارعين.

ورأى إمكانية وضع كاميرات لمراقبة هذه الترع، مع تشديد عقوبات المخالفات المتعلقة بالرى، ومنح موظفى الرى الضبطية القضائية التى تمكنهم من تحرير محضر ضد من يتعدى على الترع، مع إحالة هذا المتعدى إلى المحكمة مباشرة.

واعتبر أن أهم خطوة وقبل أى شىء، التوعية بشكل دائم بأهمية مشروع تبطين الترع، ودوره فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية وزيادة الإنتاج الزراعى.

صلاح العمدة:  ساعد فى تطهير وتنظيف الطريق على الجانبين

أكد صلاح العمدة، من قرية أولاد سالم التابعة لمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، أن «تبطين الترع» يعد من أفضل مشروعات «حياة كريمة»، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من الترع التى تبدأ من القرية، مرورًا بكبرى الطواحى حتى قرية النغاميش التابعة لنفس المركز.

وقال «العمدة» إن من أهم أهداف المشروع الحفاظ على جودة المياه، مضيفًا: «لاحظنا الفرق الكبير عندما تم تبطين الترعة، حيث ارتفع منسوب المياه، فضلًا عن تطهير وتنظيف الطريق على الجانبين».

وأوضح: «المياه أصبحت نظيفة وخالية من الحشائش والقمامة التى كانت تتراكم فيها، وهذا المشروع سيسهم كثيرًا فى وصول المياه إلى الأراضى الزراعية، وبالتالى زيادة المساحة المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية».

أحمد عبدالفتاح: وفر المياه المهدرة.. وأسهم  فى زيادة المساحة المزروعة

كشف أحمد عبدالفتاح، مهندس رى من قرية القلعة بمركز «القفط» بمحافظة قنا، عن أنه شارك فى مشروع تبطين الترع داخل قريته ضمن مبادرة «حياة كريمة»، مشيرًا إلى أنه ساعد فى توفير الفاقد من المياه الذى كان يُهدر بسبب عدم تأهيل الترع بالشكل الذى يحافظ عليها. 

وأوضح «عبدالفتاح» أن التبطين يحافظ على المياه بشكل كبير ويساعد فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية واستغلال المياه بكامل طاقتها، لافتًا إلى أن العوائق التى كانت موجودة فى الترع تسببت فى تأخر المياه وعدم وصولها إلى النهايات.

وذكر أن مشروع تبطين الترع يعد من أفضل مشروعات «حياة كريمة» لأنه أسهم فى توفير المياه المهدرة والحفاظ على جودة المياه ونظافتها، فضلًا عن التخلص من الحشرات والزواحف التى كانت منتشرة قبل التبطين.

وقال: «من المقرر تبطين ١٥٧ ترعة ومصرفًا بمختلف قرى المحافظة تخدم مساحة ١٤٧ ألفًا و٦٢٩ فدانًا بإجمالى أطوال ٥٥٨ كم، وحتى الآن تم تبطين ٢٣٤ كم بنسبة ٤٢٪ من إجمالى المستهدف».