قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأحد إن استئناف التفاوض مع أوكرانيا مرتبط بتأكيدها عدم تدخل حلفائها.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالقاهرة، عقب مباحثات أجراها مع نظيره المصري سامح شكري، وفق ما بثته وسائل إعلام مصرية.

وكان لافروف وصل إلى القاهرة مساء السبت في زيارة رسمية ضمن جولته الإفريقية التي تشمل أيضاً إثيوبيا وأوغندا والكونغو الديمقراطية، وتستغرق 5 أيام.

وقال لافروف: "ليس لدينا طريقة لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا".

وأضاف: "لن تكون مفاوضات قبل أن تؤكد كييف عدم تدخل لندن أو واشنطن أو الحلفاء، والخيار عند الأوكرانيين".

وفي 17 مايو/أيار الماضي، أعلنت أوكرانيا وروسيا رسميا تعليق المفاوضات، بعد 3 جولات مباشرة بمدينتي غوميل وبريست في بيلاروسيا، ومرة في إسطنبول.

كما ذكر لافروف الأسباب التي دفعت موسكو لبدء العملية العسكرية في أوكرانيا، قائلاً: "كانت لدينا مخاوف مشروعة حول أمننا، وجرى تجاهل مخاوفنا بشأن توسع الناتو وحصول أوكرانيا على كثير من الأسلحة الغربية".

وتابع: "خُرق اتفاق مينسك، وقصفت كييف المناطق الرافضة لها بالمدفعية، فيما فشل الاتحاد الأوروبي بشكل كامل في الوفاء بتعهداته".

واتهم الغرب بـ "عرقلة عملية التفاوض"، مؤكداً في الوقت ذاته أن روسيا لا تغلق باب المفاوضات مع أوكرانيا، حسبما نقلت عنه قناة روسيا اليوم.

وعن أزمة نقل الحبوب قال لافروف إن القوات الروسية أمنت ممرات عبر البحر الأسود لمرور سفن الحبوب، إلا أن أوكرانيا فشلت في ذلك بسبب نشرها للألغام في مياه المواني على البحر الأسود.

بدوره، قال وزير خارجية مصر سامح شكري في المؤتمر الصحفي إن المباحثات مع نظيره الروسي ناقشت القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا والعراق وليبيا، وشهدت "توافقاً بالعديد من القضايا الإقليمية والدولية".

وأكد، على أهمية التوصل لتسوية دبلوماسية للأزمة في أوكرانيا، إذ إن الأزمة "لها انعكاسات سلبية على الأمن الغذائي العالمي".

وكشف لافروف في المؤتمر الصحفي، أن بلاده تخطط لعقد قمة إفريقية روسية منتصف العام المقبل.

وفي سياق متصل، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع لافروف لقاءً تناول "التعاون خاصة في مجال قطاعات توريد الحبوب والغذاء، والبترول والغاز في ضوء أزمة أوكرانيا الراهنة"، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وشدد السيسي، على "أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة الأوكرانية، موضحاً أن "مصر تدعم كافة المساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً".

وفي سياق آخر، وصف لافروف، في كلمة للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية في القاهرة، الموقف العربي في أزمة أوكرانيا بأنه "متزن" و"معتدل"، حسب وكالة الأنباء المصرية.

وذكر أنه يجرى التخطيط لعقد منتدى التعاون العربي الروسي في دورته الـ6 في أقرب وقت.

وأكد لافروف، أن "المسارات مفتوحة لنقل الحبوب بعد الاتفاقية الموقعة مؤخراً في إسطنبول، ولكن تبقى ضرورة ملحة لالتزام التفتيش منعاً لنقل الأسلحة".

وتعد جولة لافروف، في إفريقيا الأولى من نوعها للقارة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية في 24 فبراير/شباط الماضي.

وجاءت زيارته في أعقاب زيارة أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل والسعودية كانت الأولى له منذ توليه السلطة مطلع 2021، والتي جاءت في ظل حالة استقطاب وتوترات دولية سياسية واقتصادية وعسكرية.

ووصل لافروف السبت إلى مصر غداة استضافة إسطنبول الجمعة مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من المواني الأوكرانية"، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ويعاني كثير من بلدان العالم ومنها مصر، أزمة حبوب نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة المواني الأوكرانية، بسبب الحرب.

TRT عربي - وكالات