على أراضيها ودعت أنقرة إلى سحب قواتها. كما طالب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية من كامل الأراضي العراقية، ونفى وجود أي أتفاق أمني بين العراق وتركيا بشأن السماح للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي العراقية لمطاردة حزب العمال الكردستاني التركي،.
وتؤكد السلطات العراقية على وجود نحو 4 آلاف عسكري تركي على الأراضي العراقية و100 نقطة عسكرية تركية وقواعد عسكرية . وطالبت بغداد بتشكيل لجنة دولية لحسم موضوع تواجد القوات العسكرية التركية وحزب العمال الكردستاني وإخراجهما من العراق . في حين تنفي تركيا مسؤوليتها عن القصف بحسب ما اكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرا الى أن بلاده من المستحيل أن تنفذ عملا عدائيا ضد أشقائها العراقيين.
وضع معقد
وقد جاءت هذه الأزمة لتزيد من الصعوبات التي يعيشها العراق وهي صعوبات سياسية واقتصادية واجتماعية. وتندر الاحتجاجات الشعبية التي خرجت اول امس احتجاجا على ترشيح محمد شياع السوداني لترؤس الحكومة العراقية الجديدة بمزيد تدهور الوضع في بلاد الرافدين .
وتجمع المتظاهرون ليلا أمام مكتب السوداني شرقي بغداد حاملين أعلام العراق ويهتفون بشعارات تندد بقرار قوى الإطار التنسيقي الشيعي لترشيح محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وقد اكد الباحث العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب»: ان الوضع السياسي في العراق بعد انسحاب نواب التيار الصدري وظهور التسريبات الصوتية لزعيم ائتلاف دولة القانون المالكي أصبح معقدا جدا خاصة وان الطبقة السياسية غير مكترثة بما ينعكس عن صراعاتها من أجل المكاسب على حياة الناس واستقرار البلد» وأشار الى ان كل ما يعنيهم هو الحصول على وزارات تكون اقطاعيات حصرية لها لا تقدم خدمة للمواطن بقدر ما تكون مصدرا لثراء بعض الفاسدين من المال العام
وتابع بالقول :«وعندما يكون الفاسدون في موقع المسؤولية ولهم امتدادات وارتباطات مع جهات خارجية لا يمكن ان ننتظر غير المزيد من الخراب والفشل والتداعي».
زيارة بادين
يأتي ذلك في خضم تحولات هامة تعيشها المنطقة من شأنها ان تلقي بثقلها على الوضع في العراق بحسب ما يؤكد الباحث العراقي مشيرا الى ان زيارة بايدن كانت لهدفين رئيسيين الاول هما محاولة اقناع السعودية بتعويض النقص الحاصل والذي يمكن ان يحصل في حال مقاطعة اوربا للنفط والغاز الروسيين وهو مالم ينجح فيه لأن انتاج النفط السعودي بلغ ذروته بواقع 13 مليون برميل يومياً .
والأمر الآخر تمهيد الأجواء لإقامة تحالف سياسي عسكري يشمل دول الخليج وبعض الدول العربية و«إسرائيل» لمواجهة إيران وطموحاتها النووية ومحاصرة الفصائل المسلحة المرتبطة بها . واعتبر محدثنا ان بايدن حقق بعض النجاح في هذا المسعى وظهر ذلك جليا بموافقة «إسرائيل» على نقل السيادة لجزيرتين في البحر الأحمر تابعتين للسعودية إلى الأخيرة مما يشي بوجود تفاهمات بين الطرفين يتجاوز موضوع الجزيرتين.
ملفات صعبة
اما في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران فأوضح الخصاف بالقول :«ثمة عقبتان تحولان دون الوصول إلى صيغة اتفاق نهائي تتمثل الأولى في طلب ايران حذف فيلق القدس من المنظمات الإرهابية والثاني يتمثل بدخول «إسرائيل» على خط المفاوضات بصورة غير مباشرة لمحاولة اقناع الأطراف الدولية الراعية للاتفاق بعدم جدية ايران في اخضاع بعض مواقعها النووية للتفتيش الدولي ما تعتبره تهديدا لأمنها بصورة مباشرة». اما بشان الأوضاع في العراق والمنطقة والى اين تسير يجيب :«ليس في وارد مخططي السياسة واللاعبين الكبار ادخال منطقة الشرق الاوسط في حرب في هذه المرحلة خاصة في ظل احتمال فرض حظر على النفط والغاز الروسيين خاصة ان حوالي 35 بالمئة من انتاج النفط في العالم ينتج في هذه المنطقة واية حرب هنا تعني قفزة كبيرة في اسعار الوقود والطاقة ليس بمقدور الاقتصاد العالمي تحمل تبعاتها.
يشار الى ان العراق يعيش على وقع أزمة جديدة بعد انسحاب كتلة الصدر كذلك تداعيات الازمة الأوكرانية الروسية والتي ألقت بثقلها على اقتصاديات العالم برمته وليس فقط بلاد الرافدين .
