تحدث الكثيرون حول مداخلة الدكتور مدحت العدل في أحد البرامج التليفزيونية، والتي قال فيها إن أكرم حسني لم يسرق من الشاعر عادل صابر وأن ما حدث يمكن أن يكون قد علق في ذهنه.

وكان "الدستور" قد نشر منذ قليل تقريرًا حول ما كتبه الأكاديميون والشعراء في ردهم على مدحت العدل، ومن واقع حق الرد فكان لابد من التواصل مع الدكتور والشاعر والسيناريست مدحت العدل رئيس جمعية المؤلفين والملحنين لشرح وجهة نظره حول هذا الأمر. 

يقول الدكتور مدحت العدل: المعارضة الشعرية هي أن أحضر الوزن والقافية والبحر وأكتب عليه، وضربت مثلا بما فعله أمير الشعراء أحمد شوقي مع القيراوني أي أنه من الممكن أن تعجبني قصيدة مثل "أراك عصي الدمع شيمتك الصبر"، فأقوم بالتأليف عليها وأقول: "أهواك...  شيمتك الغدر"، فآخذ القصيدة واكتب وزن وقافية.

ويتابع مدحت العدل: كنت أقول هذا لأشرح أن هذا الأمر مباح بين الشعراء، وليس لقول أن أكرم حسني قد قام بعمل معارضة شعرية لعادل صابر كما فهم البعض، قصدت أن أحمد شوقي أخذ من القيراوني وعمل مثله في الوزن والبحر والقافية، هذا وارد ونعتبره نوعًا من أنواع إثبات البراعة الشعرية، هذا ما كنت أقصده، ولست أقارن بما فعله شوقي والقيرواني بما فعله أكرم وعادل، وقلت أنا عن نفسي يمكن أن أقرأ ما كتبتم ولو لدي الوقت لكتبت عشرين بيتا مثلكم.

وأضاف العدل:" ما حدث بين أكرم وعادل صابر هو أننا يمكننا أن نكتب نفس البحر ونفس الوزن، هو موضوع وارد والمربعات الشعرية كثيرة وواردة ويغنيها ياسين التهامي والريس حفني مثلا، وحين تقرأ شفيقة ومتولي فهي قدمت بألف طريقة أيضًا وكلها مربعات شعرية، فيها الجناس الكامل والناقص، هذه أشكال موجودة وليس معنى أن تكون المربعات من الصعيد هو ألا أكتب مثلها، المشاعر الإنسانية واحدة، ولكن التعبير بأشكال مختلفة، المقصود أن الشعر ليس حكرا على أحد. 

وفي رد على سؤال: “أنت قلت كلمة مهمة وهي أن هناك كلمات تعلق في الذهن وتستخدم بدون إدراك وبدون وعي فهل لحظتها يمكن أن نضع عبارة كاملة بنفس القافية والوزن كانت محفورة في الذاكرة؟”، قال مدحت العدل: "أنا الآن وأنت تحدثني أمامي بعض الكتب منها كتاب لويليم فوكنر، وكتاب ملحمة السراسوة لأحمد صبري أبو الفتوح، وكتاب أفيون وبنادق لصلاح عيسى، وذائقة الموت للكردوسي، وأنا لو أنني سأكتب عن الصعيد مثلا فإنني أشاهد ما تم عمله في هذا السياق، وأقرأ ما كتب عنه أيضًا، أنت لابد أن تقرأ، قد تعلق في ذهني فكرة فتخرج، أنا أحاول نفي تهمة السرقة لأن المعنى دارج، هو مرادف لمعنى "اللي فتح باب العفريت يصرفه"، المعنى قيل كثيرا، وارد أن يكون ما حدث ليس بقصد السرقة.

ويكمل: “أكرم كان من الممكن أن يكتب شيئًا غير هذه الجملة وحين تبادرت إلى ذهنه لم يظن أنها لشخص، والحل في مثل هذه الأمور قانونا هو أن يتقدم عادل صابر - وهو ليس عضو جمعية مؤلفين وملحنين - بشكوى، ونحن نقوم بعمل لجنة ونرى ما الغرض القانوني هل الجملة تستحق أن يأخذ منها جزء من حق الأداء العلني، وفي مثل هذه الأمور نمنح لكل ذي حق حقه، ولا نهدر أي حق لأي أحد، ولو ثبت أن الجملة مأخوذة في التحقيق بغض النظر كيف أخذها فلنا طرقنا، ولكن أقول وبمنتهى الأمانة - لأنني أعرف أكرم حسني - لا يمكن أن ياخذ جملة ويضعها في أغنية لأنها سوف تعرف في زمن السوشيال ميديا، فبالتأكيد ما جاء في ذهني أن الجملة علقت وظلت في دماغه وحين كتب خرجت”.