صناعة الحرية (5).. "الإسلام أو الطوفان" تسائل مشروعية الحكم في المغرب


في ماهية الرسالة/النصيحة

صورة غلاف الطبعة الأولى من رسالة الإسلام أو الطوفان

جاءت الرسالة إعلاناً عن “تحوُّلٍ داخلي” ، أو مُتوِّجةً لمرحلة التحوُّل من ضيق “الإسلام الصوفي” الفردي الذي عاشه الأستاذ ياسين في حضن الزاوية البودشيشية بين رجال الزاوية وفي إطار ثقافة الزاوية، إلى رحابة “الإسلام المجتمعي” الجماعي، المستمد من الوحيين كتابا ونبوة، والمتحرر من ثقافتين: ثقافة الزاوية وطقوس “البيعة الصوفية”، وثقافة العنف الثوري.

 ومن علامات التحرر الاتصال الكامل والشامل بـ”النَّسب المحمدي”، أي نسب الاتباع للسُّنَّة النبوية في صفائها وشمولها وسموها، والتخلصُ من ألقاب المشيخة الصوفية وأخلاق اطراح المريد كالميت بين يدي غاسله، واستقالة الصوفي من شأن الأمة والقعود عن مقاومة الاستبداد والاستفساد. وخاصة أن الرسالة كُتبت بعد نشر كتابين كبيرين هما “الإسلام بين الدعوة والدولة” (1972م)، و”الإسلام غدا” (1973م)، جسَّدا بدايةً لتحولٍ ثانٍ في سيرة الرجل، بعد التحول الأول من عالم البيداغوجيا إلى عالم التصوف.

أحيت الرسالة في طبيعتها “تقليدا” جرى به العمل في تاريخ المسلمين، حيث دأب كبار العلماء الذين امتلكوا بصدقهم رأسمالا رمزيا حقيقيا على تحرير رسائل نُصحٍ يُقوِّمون بها سلطة الحُكام وتصرفهم في أمانة الحكم، وخاصة إذا مال هؤلاء الحكام إلى الطغيان والفساد . فينصحونهم بصدقٍ وأمانةٍ وشجاعة، عملا بفريضة النصيحة الشرعية، كما جاءت في الحديث النبوي، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” ، و“هو حديث عظيم الشأن، وعليه مدار الدين والإيمان” ، وتكون النصيحة لله بالإيمان به وطاعته، ولرسوله باتباعه والعمل بمنهاجه، وللحكام بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وللعامة بدعوتهم إلى الخير وتربيتهم وتعليمهم. لذلك تبقى “النصيحة رأس الدين وأساس الإسلام، ولها بعثت الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن لا نصيحة له لا دين له، والناصح مشفق محب، وغيره غاش مبغض، وفي الحكمة: ودَّك من نصحك، وقلاك من مشى في هواك” ، وموقف العالم من الحاكم يكون موضع قدوة لأجيال من الأمة تنشأ على تمثله والاعتبار به مستقبلا، وقد جاء في الحديث أيضا: “موقف ساعة في سبيل الله خيرٌ من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود” .

غير أن فكرة المعارضة السياسية في تاريخ الفقه الإسلامي عموما لم تكن مقبولة بله أن تكون مشروعة، فكانت نصيحة الحكام تُكلِّف العلماء الناصحين حياتهم أحيانا فضلا عن اتهامهم بالخيانة والخروج عن الطاعة، مما زاد من ترسيخ ثقافة التسيُّد لدى الحكام، وما يستتبع ذلك من تهميش للعلماء وإذلالهم، واستضعاف للأمة واستخفافها. وحيث لا وزن للنصيحة ولا قيمة للمعارضة فلا وزن أخلاقي للنظام الحاكم، إذ “إن معيار تقييم أي مجتمع هو موقفه من الفئات التالية: مُعارضوه والمرضى والمحتاجون وكبار السن، وحيث لا يوجد أي إحساس إنساني، هذه الفئات من الناس محكوم عليها بالفناء، ربما ليس بشكل صريح، وإنما بشكل ضمني”  أما “العلماء” الذين ركنوا للحكام الظلمة وسكتوا عن منكراتهم خوفا أو طمعا، فليس هنا موضع الكلام عنهم.

وأداء لمهمة النصح بمعناها الشامل توجَّه الأستاذ برسالته إلى الملك وهو مَن هو في عُلوه وتسيده، وحوله حاشية فاسدة من بطانة السوء (وزراء وعلماء وعملاء وخبراء وضباط وفنانون…) تُزين له سوء عمله، وتُربِّت على كتفه، وترفعه حد التألُّه! والشعب خائف يترقب! ولا تكاد تجد من يخلص النصح ويجهر بالحق بلا خوف ولا طمع، وبعد الاستخارة والتضرع إلى الله قام بإعلان النصيحة لعلها تنبه رأس الدولة إلى حقيقة ما هو عليه وليرى الواقع كما هو دون تزوير، ويتحمل مسؤوليته أمام الله وأمام الشعب، وكأنه يتمثل قول الجيلاني: “إني أنصحك ولا أفزع من سيفك، ولا أريد ذهبك” .

سياق النُّصح.. وتداعياته

أما عن سياق التأليف والإرسال والاستقبال، فقد عاصر الأستاذ فترة الاحتلال الفرنسي وخبَر الإدارة عن احتكاك وتجربة ومسؤولية، واطلع على دواليب الفساد البيروقراطي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي الذي يعشش في إدارات السلطة ومؤسسات المجتمع، ولاحظ كيف أقر نظام الحسن الثاني ما نتج عن نظام الحماية من إذلال للشعب وتحويل الإسلام إلى فولكلور. يقول عن نفسه إنه كان “من الرعيل الأول من الموظفين المغاربة الذين تسلموا مقاليد الأمور من الإدارة الفرنسية، وعندئذ تعلمت أيضاً من الواقع كيف كانت الحزبية والوصولية والمحسوبية والرشوة وكل هذه الأمراض التي استفحلت بعد الاستقلال إلى الآن استفحالاً عظيماً، كيف كانت بذور كل هذه الأمراض تكون استعداداً لما نحن فيه الآن من الويلات” ، فغاظه تمادي الحكام، وسكوت العلماء، وانزواء الصوفية، وتملق النخبة، كما جايل فتنة الصراع على الحكم وعايش تطور التنظيمات السياسية اليسارية والإسلامية، وتتبع تفاصيل أحداث الانقلابين.

في مقدمة الرسالة عرَّف الأستاذ بنفسه بأنه إدريسيٌّ ابن فلاحٍ بربري، عاش كأغلب المغاربة في القلة والحرمان بعيدا عن السلطان، عمل أستاذا ومديرا ومفتشا وخبيرا في التربية والتعليم، ثم حصلت له وهو في الثامنة والثلاثين من عمره “يقظة قلبية” أنهضته لطلب معرفة الله، فشرع يبحث ويستقصي حتى دُلَّ على شيخ صوفي فصحبه إلى حين وفاته، وقد اعتبر أن لقاءه به هو الذي شكل لحظة ميلاده الحقيقي بعد الميلاد الجسمي الطبيعي المشترك بين جميع الكائنات الولود ، حيث قال في الرسالة: “وجدت أن الحق مع الصوفية كما وجده الغزالي” .

ثم هاله فيما بعد وضع الأمة المتردي، وتهمم بسؤال النهوض والقيام من قعود، وقد عبر عن ذلك بقوله: “كان حزني على ما يعيثه المـُفسدون في الأرض من فساد، كان هذا شيئاً يسكن كياني منذ سنوات، عندما دخلت إلى طريق الشيخ كنت خلياً من هذه الأشياء.. لم أكن أحمل إلا هم نفسي فقط.. لا يهمني شيء آخر.. لكن لما استنار قلبي -ولله الحمد أذكر نعمة الله علي- صرت أشعر بقوة تزداد على مر الأيام بأن من واجبي أن أقول كلمة حق عند سلطان جائر، لا أقول إنني فكرت في هذا سنوات لكن شهوراً، فاستقر أمري على كتابة هذه الرسالة” .

فتوجه بالرسالة إلى المسؤول الأول في البلاد ناصحا ومقترحا، وقد صرح في برنامج “مراجعات” بقناة الحوار اللندنية بأن “رسالة الإسلام أو الطوفان هي تنبيهٌ لغافلين في غيابات جُبِّ الغفلة عن الله عز وجل وسيف الظلم المصلت على رقاب المسلمين، فكانت هذه بداية واضحة. إننا لا نريد إسلاماً ودعوةً مائتة هينة لينةً تُربِّت على أكتاف الحاكمين وتقول لهم “نِعْمَ ما تفعلون أتموا عملكم وأتموا ذبح هذه الأمة”. الإسلام أو الطوفان هو دعوة إلى كل حاكمٍ وإلى كل ذي سلطةٍ، نقول له إما أن ترجع إلى دين الله عز وجل وإلا فإنك ستُجرف كما يجرف خشاش الأرض، وكما تُجرف الأمور التي لا قيمة لها عند الله ولا وزن” .

مشروعية الحكم ومسؤوليته

من خلال مفردات العنوان نجد أن الرسالة (الإسلام أو الطوفان) تحمل دعوة تخييرية للملك؛ إما الإسلام دعوةً ودولةً، وما يقتضيه ذلك من إعادة تأسيس الدولة وفق مطالب الدين الكبرى: العدل والشورى والإحسان، وفي ذلك يتحقق الصُّلح مع الله أولا، ويستند الاجتهاد إلى إرادة الأمة في الوقت نفسه، فتبدأ تعبئة جديدة لمغرب جديد، وإما الإعراض عن ذلك والتمادي في الانحراف إلى حين حصول الطوفان؛ وهو حدث انهيار البنيان المغشوش، وانقلاع الجذور الهشة، يومئذٍ تندك القلاع الحصينة وتسقط الحصون المنيعة، فـ“الطوفان حتمية تاريخية، الطوفان سنةُ الله تجرف الاستكبارَ عندما يعتدي الاستكبار ويتعدّى وتأخذه العزة بالإثم” .

وقد ميز المرسِل في الرسالة بين صنفين من الحكام في التاريخ: حكام صالحين وحكام فاسدين، وذكر نماذج من كل فريق، فـــ“من الأمراء على مر العصور صالحون متهجدون عابدون ذاكرون”  أمثال عمر بن عبد العزيز ويوسف ابن تاشفين وصلاح الدين الأيوبي…الذين تأسست سلطتهم على الشورى والاختيار، ومنهم غير ذلك؛ فاسدون مفسدون وما أكثرهم في ماضينا وحاضرنا، سرقوا الحكم بالسيف والوراثة.

ولئن كانت الرسالة موجهة إلى الملك الحسن الثاني فلأنه وارث للحكم من أبيه من جهة، ومسؤول عن تردي الأوضاع التي يعيشها المغرب في اللحظة التي انطلقت فيها كثير من الدول الشبيهة (إسبانيا-كوريا…) نحو التحرّر السياسي والتنمية الاقتصادية والتفوّق التكنولوجي والعسكري، فالكاتب يستحضر أسباب الفتنة التي تعيشها الأقطار العربية ويحاول اقتراح معالجتها من جذورها. فهي (أي الرسالة) تقصد النُّصح لكل حاكمٍ ظالمٍ، تدعوه إلى التوبة، وردِّ المظالم إلى أهلها، وإبعاد بطانة السوء، وإرجاع أمر الأُمة إليها.

ساءلت الرسالةُ مشروعية الحكم في المغرب، إذ عليها مدار القول والخلاف في كل سلطة سياسية ، واعتبرت أن النظام الجبري (نظام حكم الفرد المطلق) يفتقر إلى “مشروعية استحقاق” ابتداء، وإن تلقب الحكام فيه بألقاب مشروعة، وتصدروا للفتوى، وقد كان الملك الحسن الثاني يُفتي في مجالس العلماء، وهم حوله صموت. وليس وحدهم العلماء، بل النخبة الدينية والثقافية والسياسية أيضا لا يسمح لها بالتعبير عن فكرة، فبالأحرى إبداء موقف أو إدارة حوار أو اعتراض على رأي، و“متى كانت المشروعية للسيف فالعاقبة تدجين أنصاف الرجال بعد القضاء على الرجال، ثم إقامة نظام صنائع الأشخاص فيه مرتبطون برباط المصلحة التي يضمنها، والمبدأ النفعية والوصولية لا الحق، والوجهة الشيطان لا الرحمن” .

انتقد الكاتب مِن بين ما انتقده شعار (الله، الوطن، الملك) معتبرا أنه شعارٌ شِركي يماثل في ثالوثيته ثالوث النصارى (الأب والابن وروح القدس)، وانتقد أيضا أعياد الملك (عيد العرش، عيد الشباب..) التي تُصرف فيها الملايير من أموال الأمة في اللهو والعبث، من أجل تجميل قُبح النظام، بينما الشَّعب مُفقَّر مجوَّع مهضوم الحقوق. وأمام هذا الفساد في رأس هرم السلطة وما حولها من فئةٍ مترفةٍ، دعا عبدُ السلام الحسنَ إلى التوبة وإعلان عهد جديد ليقتدي به الشعب المسلم فينجز نهضته، والكف عن التغني بأمجاد الأسلاف وبناء القصور الفخمة والنفخ في الألقاب. لقد كان الإمام يعتقد أن “وباء هذه الأمة وباء في الرأس لا تصلح معه الأمة إلا بصلاح الرأس وهو الملك” .

لائحٌ إذن أن مضمون الرسالة يتعلق بقضية كبرى، ويقتحم منطقة محتكرة من طرف النظام السياسي ليُسائله بقوة في مشروعيته الدينية والمجتمعية، لذلك كانت “أهمية ما قام به عبد السلام ياسين تكمن في أنه أول معارض للشرعية السياسية، ينطلق ويستند على الشرعية الدينية في المغرب المستقل. فلقد ظل العاهل المغربي أميرا للمؤمنين، ممثلا للشرعية السياسية ولأعلى سلطة دينية دون أن يثير ذلك أي اعتراض من طرف علماء الدين، حتى ظهر عبد السلام ياسين برسالته المشهورة “الإسلام أو الطوفان” معلنا فيها تحديه للسلطة السياسية ومشروعيتها” .


[1] تتكون الرسالة في نسختها الأولى (سنة 1974م) من 114صفحة، وفي طبعتها الثانية (سنة 2000م) من 174 صفحة.
[2] فرنسوا، بورجا. الإسلام الساسي…صوت الجنوب، ترجمة لورين زكرين، دار العالم الثالث، القاهرة، ط2، 2001م، ص 36.
[3] نذكر من المشرق رسائل الإمام الغزالي إلى ملوك السلاجقة، ومن المغرب رسائل الإمام اليوسي إلى الملك المولى إسماعيل.
[4] أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، رقم 55.
[5] الكتاني، محمد بن جعفر. نصيحة أهل الإسلام، تحقيق إدريس الكتاني، مكتبة بدر، الرباط، ط1، 1989م، ص 86.
[6] المرجع نفسه، ص 87.
[7] ابن حبان، محمد. صحيح ابن حبان، كتاب السير، باب فضل الجهاد، رقم 4603.
[8] بيغوفيتش، علي عزت. هروبي إلى الحرية: أوراق السجن (1983-1988م)، ترجمة محمد عبد الرؤوف، مدارات للأبحاث والنشر، القاهرة، ط 3، 2017م، ص 294.
[9] الجيلاني، عبد القادر. الفتح الرباني والفيض الرحماني، المكتبة العصرية، بيروت، ط1، 1422ه/2001م، ص 130.
[10] ياسين، عبد السلام. حوار شامل. مرجع سابق، ص 13.
[11] المرجع نفسه، ص 14.
[12] ياسين، عبد السلام. الإسلام أو الطوفان، مرجع سابق، ص 34.
[13] ياسين، عبد السلام. حوار شامل، مرجع سابق، ص 23.
[14] ياسين، عبد السلام. “حوار مع الإمام المجدد حول الدعوة إلى الله”، تم في دجنبر 2009م، ومنشور على قناة الأستاذ في يوتيوب، بتاريخ 7 فبراير 2013م، وشوهد في 30 أبريل 2020م.
[15] ياسين، عبد السلام. الشورى والديمقراطية، مطبوعات الأفق، الدار البيضاء، ط1، 1996م، ص: 220.
[16] ياسين، عبد السلام. الإسلام أو الطوفان، مرجع سابق، ص 129.
[17] العلوي، سعيد بنسعيد. خطاب الشرعية السياسية في الخطاب السني، منتدى المعارف، بيروت، ط 1، 2020م، ص13.
[18] ياسين، عبد السلام. “العقل والنقل والإرادة”، مجلة الجماعة، مطبعة الساحل، الرباط، عدد 5، السنة 1، ط1، 1400ه/1980م، ص 20.
[19] ياسين، عبد السلام. الإسلام أو الطوفان، مرجع سابق، ص 53.
[20] سطي، عبد الإله. الملكية والإسلاميون في المغرب، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط1، 2012م، ص 96-97.
تاريخ الخبر: 2022-08-01 15:20:24
المصدر: الجماعة.نت - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية