بينما شددت بكين على أن مناوراتها العسكرية في محيط مضيق تايوان «ضرورية ومشروعة»، أكد السفير الصيني لدى السعودية تشن وي تشينغ أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، تعد انتهاكا صارخا لسيادة الصين وسلامة أراضيها بشكل خطير، مشددا على أن الاستفزازات بشأن قضية تايوان تعني اللعب بالنار، وأن من يلعب بالنار سيحرق نفسه حتما. وقال السفير الصيني لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده «اتخذت وستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة أراضيها، بما في ذلك التدريبات المشتركة للقوات البحرية والجوية والتدريبات بالذخيرة الحية واختبارات الصواريخ التقليدية حول جزيرة تايوان». وأوضح تشينغ أنه «لا توجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها. هذا جوهر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758، ويعد التوافق للمجتمع الدولي والقاعدة الأساسية للعلاقات الدولية. وقد تمت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين و181 دولة حول العالم على أساس مبدأ صين واحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة».
وتابع: «لن تسمح أي حكومة مسؤولة في أي دولة بأن تتجزأ أراضيها. يجب على الولايات المتحدة والقوى الانفصالية الساعية لـ(استقلال تايوان) عدم سوء تقدير العزم القوي للحكومة والشعب الصيني على حماية السيادة الوطنية وسلامة أراضيها وتحقيق إعادة التوحيد الوطني». وشدد تشينغ على أن بلاده تمتلك قوة عسكرية كافية لتقويض ومكافحة حركة «استقلال تايوان»، مبينا أن لديها أيضا قوة عسكرية كافية للتعامل مع جميع الاستفزازات الخارجية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وعناصر «استقلال تايوان» يتوهمون «استقلال تايوان بالتدرج»، و«سنسرع من تقدمنا نحو هدف إعادة التوحيد».
وقال: «بما أن هناك أشخاصا يحاولون تغيير الوضع الراهن، فإن عمليات التدريب العسكرية ستجيب عليهم بما سنفعله. إن تايوان جزء من الصين، ولا نعترف أبدا بما يسمى (خط الوسط للمضيق) أو ما يسمى (المياه الإقليمية لتايوان)». وأكد تشينغ، على أن جانبي المضيق أراض صينية، والمياه والأجواء الإقليمية لتايوان هي المياه والأجواء الإقليمية للصين، مشيرا إلى أن (قضية تايوان) نشأت عندما كانت الصين ضعيفة وفوضوية في الماضي، ولكنها ستنتهي مع التجديد الوطني. وقال تشينغ: «أنا أتابع تعليقات وسائل الإعلام في العالم، ولاحظت كثيرا من الآراء التي ترجع التصعيد الحالي إلى الاستفزازات من الجانب الأميركي للجانب الصيني بشأن مسألة تايوان». واعتبر السفير زيارة بيلوسي لتايوان «استفزازا سياسيا خطيرا للصين»، وقال إنه «بصفتها جزءا من الحكومة الأميركية، يجب على مجلس النواب أن يلتزم بدقة بسياسة صين واحدة التي تنتهجها الحكومة الأميركية». وأضاف أن الزيارة «لن تؤدي سوى إلى زيادة إفلاس المصداقية الوطنية للولايات المتحدة»، محملا الجانب الأميركي المسؤولية الكاملة عن التوتر الحالي وجميع التبعات الخطيرة الناجمة عنه.
