اعتبرت شبكة «سي إن إن»، الأمريكية، أنّ تايوان ستدفع ثمنًا أكثر من الولايات المتحدة نتيجة زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، وأشارت في تحليل لها إلى أنه عندما هبطت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، على أرض تايوان، ليلة الثلاثاء، كانت الصين جاهزة بردها، وفي تتابع سريع، أطلقت هيئات حكومية وسياسية بيانات تدين الزيارة وتُحذر من تأثيرها الشديد على العلاقات الأمريكية الصينية، بينما قال الجيش الصيني إنه سيبدأ على الفور تدريبات جوية وبحرية خلال الأيام المقبلة.

سي إن إن: الصين اعتبرت زيارة بيلوسي استفزازا سياسيا كبيرا

وأشارت «سي إن إن»، في تحليلها، إلى أن الصين اعتبرت زيارة بيلوسي لتايوان - وهي الأولى التي يقوم بها مُشرع أمريكي رفيع المستوى منذ 25 عامًا - استفزازًا سياسيًا كبيرًا وتحد لسيادة الصين.

وعلى الرغم من اعتراضات الصين، شرعت بيلوسي ووفد من الكونجرس في سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في الهيئة التشريعية بتايوان وفي مكتب الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين، قالت النائبة الديمقراطية في كاليفورنيا إن وفدها جاء لإرسال «رسالة لا لبس فيها»، مفادها أن «أمريكا تقف مع تايوان».

وقالت بيلوسي: «نريد أن تتمتع تايوان دائما بالحرية والأمن ولا نتراجع عن ذلك»، مشيدة بشجاعة الشعب التايواني في دعم الديمقراطية.

مُحللون: تايوان هي من سيشعر بوطأة ضغط الصين وليس الولايات المتحدة

قد يكون تحدي بيلوسي لتحذيرات الصين بعدم زيارة الجزيرة قد أدى إلى تفاقم العلاقات الأمريكية الصينية المضطربة، لكن المحللين يقولون إنّ الجانب الذي من المحتمل أن ينتهي به الأمر إلى الشعور بوطأة ضغط بكين ليس الولايات المتحدة، بل تايوان.

لم تُهدر الصين أي وقت في التعبير عن استيائها عندما هبطت طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية تُقل وفد بيلوسي في تايوان مساء الثلاثاء، لكن ردها حتى الآن كان أكثر تحفظًا من بعض الاحتمالات التي طرحتها الأصوات القومية في الصين في الأيام الأخيرة.

وسيُجري الجيش الصيني تدريبات في جميع أنحاء تايوان ويشن سلسلة من العمليات العسكرية المستهدفة لمواجهة الوضع، وفقًا لبيانات صادرة عن قيادة المسرح الشرقي ووزارة الدفاع يوم الثلاثاء.

وتشير خريطة رسمية إلى موقع بعض هذه التدريبات المخطط لها - التي كان من المقرر إجراؤها في البداية من الخميس إلى الأحد - إلى أنها أقرب إلى الجزيرة من التدريبات السابقة - بل إنها تتعدى على المياه الإقليمية لتايوان، ويقول المحللون إن هذا يشير إلى أنها تصعيد من التهديدات السابقة التي استولت عليها بكين ضد تايوان.

رسالة الصين لتايوان: يمكننا تطويقكم بالكامل

وتُظهر الخريطة أن التدريبات ستطوق الجزيرة بشكل كامل أكثر من التدريبات السابقة بما في ذلك مناطق التدريبات العسكرية ومناطق إطلاق الصواريخ خلال أزمة كبيرة في مضيق تايوان في منتصف التسعينيات.

من خلال هذه التدريبات، قطعت الصين أبعد مما كانت عليه في أي وقت مضى، وفقًا لكارل شوستر، ضابط سابق في البحرية الأمريكية ومدير سابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشتركة التابع لقيادة المحيط الهادئ الأمريكية.

وقال إن الإشارة الجيوسياسية التي يتم إرسالها هي أن الصين يمكنها إغلاق منفذ تايوان الجوي والبحري متى شاءت.

ووصفت وزارة الدفاع التايوانية في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الخطة بأنها بمثابة حصار بحري وجوي، من شأنه أن يهدد الممر المائي الدولي ويتحدى النظام الدولي ويقوض الوضع الراهن عبر المضيق ويعرض الأمن الإقليمي للخطر.