لفت نظرى بشدة ما قرأته على معظم المواقع الإخبارية فى اليومين السابقين من تصريحات للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بانه فتح الباب لإضفاء الشرعية على زواج المثليين فى بلده، أوكرانيا، استجابة لالتماسات قدمت له (موقع سى إن إن فى 3/8/ 2022). فقد سبق له ان قال إن من المستحيل إضفاء الشرعية على زواج المثليين فى وقت تنغمس فيه بلاده فى الحرب، لأن الأمر يتطلب تعديلا دستوريا، ولكنه عاد فصرح بأن حكومته أخذت فى وضع حلول تتعلق بإضفاء الشرعية على تلك العلاقات كجزء من الجهود لترسيخ وتأكيد الحقوق والحريات الإنسانية.
غير أن الدعوة للسماح بزواج المثليين فى أوكرانيا تسارعت بسبب زيادة أعداد المثليين جنسيا الذين يخدموا فى الجيش الأوكرانى، فى الحرب ضد روسيا، والذين يرمز لهم بالحروف الإنجليزية LGBT، أي: «المتحولين جنسيا، والسحاقيات، واللواطيين، والمزدوجى الجنس»...ولكن الأمر يختلف كثيرا فى روسيا، حيث ينظر أغلب الناس هناك باستهجان أو بتحفظ لتلك العلاقات. وفى عام 2013 وقع بوتين على مرسوم يعاقب من يروج فى الفضاءات العامة للمثلية الجنسية بغرامات تصل على إثنى عشر ألف يورو! غير ان بوتين تعرض للضغط الشديد عليه فى اثناء دورة الألعاب الاوليمبية الشتوية فى عام 2014 .. وفى لقاء مسجل مثير معه مع المشاركين فى تلك الألعاب، سئل علانية عن موقفه من المثليين، فقال إنه لن يتدخل فى هذه المسائل ولكن اتركوا أطفالنا فى حالهم! وكانت كلمة لها مغزاها المهم طبعا. إننى شخصيا احترم، وأقدر كثيرا هذا الموقف لبوتين! فانا مثلا مع إيمانى الشخصى الكامل بالليبرالية، بمعنى الحرية بمعانيها الكاملة السياسية والاقتصادية والفكرية ...إلخ إلا اننى بصراحة لم استسغ أبدا مسألة المثلية الجنسية، وكنت وما زلت أشعر بالنفور إزاءها... مع ذلك فإننى افصل تماما بين ذلك الشعور، وعلاقاتى وسلوكى مع أولئك الذين يعرفون بمثليتهم والذين قد يكونون أشخاصا أو أعلاما متميزين ومشهورين وأكفاء للغاية فى مجالاتهم! فهذه مسائل شخصية ينبغى دائما عدم الخوض فيها...فضلا عن ان بعض العباقرة والمشاهير فى مختلف المجالات كانوا من المثليين، وأنا اعرف مثلا أن المؤلف الموسيقى العبقرى الروسى تشايكوفسكى، الذى أحب موسيقاه الرائعة كان مثليا، وكان يخجل كثيرا من ذلك!.
نقلا عن "الأهرام"
