اشتكى عدد من المواطنين، خاصة على مستوى السواحل الشمالية لشواطئ المملكة، من الأعداد الهائلة لـ”قناديل البحر”، المُنتشرة بكثافة غير مألوفة، فأصبحت “لسعاتها” تثير مخاوفهم من السباحة، وتفسد عليهم متعة الاستجمام.
وفي هذا السياق، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في النظم والسياسات الصحية، إن “قناديل البحر، هي كائنات تكاثرت بشكل كبير جدا، في شواطئ البحر الأبيض المتوسط، خاصة في مناطق الشمال، وفي عدد من الشواطئ الساخنة، بفعل التغيرات المناخية” مشيرا أنه “لا ينبغي لمسها أبدا حتى لو كانت ميتة، إذ أن سمُها يظل لمدة طويلة بعد مماتها”.
“في الواقع، هي ليست لسعة، بل هو تسمم موضعي، حيث أنها لا تهاجم، ولكن إن لمسها جسد الإنسان سواء في الشاطئ أو خلال السباحة، فإن خلاياها تصدر سم يصيب الإنسان، فيتحول إلى حريق مؤلم شبيه بالضربة الكهربائية القوية، خاصة إثر عشرين أو ثلاثين دقيقة من الحادث، ليختفي بعد ذلك، مخلفا حكة تستمر لعدد من الأيام” يوضح حمضي في حديثه لـ”الأيام 24″.
ويسترسل الدكتور، بالقول “على العموم إن ما يُعتبر بحسب العامة لسعات قناديل البحر، ليست خطيرة، ولكن الخطورة تكون بالنسبة للأشخاص الذين نكون لهم حساسية من سُم هذه الكائنات، فتكون أعراضه أقوى، من قبيل آلام في الصدر مصاحبة بمشاكل في التنفس والقيء ومشاكل في الجهاز الهضمي بالإضافة إلى خفقان القلب، إذن في هذه الحالة تكون هذه الأعراض غير طبيعية، وتستلزم بالضرورة زيارة الطبيب” مشيرا “كذلك، إن الخطورة تكون حين يتعرض الإنسان للسعات الكثير من قناديل البحر دُفعة واحدة”.
“إذن ما ينبغي فهمه هو أنه إن ظهرت علينا أعراضا أكثر من الحكة الجلدية، ووصلت إلى الشعور بالدوخة وخفقان القلب، وما إلى ذلك من الأعراض السابق ذكرها، ينبغي التدخل الطبي” يؤكد حمضي في حديثه لـ”الأيام 24″ مردفا “عموما إن أول ما أن يتعرض الشخص للسعة قنديل البحر، يتوجب عليه التوجه فورا إلى مكان به ظل، وغسل موضع اللسعة بماء البحر، وليس بالماء العادي الذي لا يزيد موضع اللسعة إلا التهابا وانتفاخا، غير أنه إن كنت قد ابتعدت عن البحر، فيتم الغسل بالماء العادي المضاف إليه الخل، وكريم مضاد للحريق، ومهدئ للألم، ولكن بمجرد الشعور بأعراض أخرى ينبغي التوجه إلى الطبيب”.
